النمل في القران الكريم , اكتشف العلماء حديثا ان جسم النملة مزود بهيكل عظمي خارجي صلب

النمل فالقران الكريم اكتشف العلماء حديثا ان جسم النملة مزود بهيكل عظمى خارجى صلب

 20160718 3286

الاعجاز فقوله تعالى:

﴿حتي اذا اتوا على و ادى النمل قالت نملة يا ايها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان و جنودة و هم لا يشعرون﴾ [النمل: 18]

مقدمة:

يحكى لنا الحق سبحانة و تعالى قصة النملة التي شاهدت سيدنا سليمان -عليه السلام- و جنودة و هم يجتازون الوادى الذي تعيش فيه،
فما كان منها الا ان طلبت من رفاقها ان يدخلوا مساكنهم تحت سطح الارض حتي لا تدوسهم الاقدام،
حيث يقول الحق سبحانة و تعالى: ﴿حتي اذا اتوا على و ادى النمل قالت نملة يا ايها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان و جنودة و هم لا يشعرون﴾ [النمل: 18].

وفى اية ثانية يبين لنا المولي عز و جل ان هذي المخلوقات التي خلقها الله و سخرها لنا ما هي الا امم امثالنا لها نظامها و حياتها،
وتخطيطها و معيشتها و لغتها،
قال تعالى: ﴿وما من دابة فالارض و لا طائر يطير بجناحية الا امم امثالكم ما فرطنا فالكتاب من شيء بعدها الى ربهم يحشرون﴾ [الانعام: 38].

النمل فالنصوص الشرعية:

جاء ذكر النمل فالقران الكريم فاية واحدة ثلاث مرات،
مرة بصيغة الافراد و مرتين بصيغة الجمع،
وذلك فسورة سميت سورة النمل،
قال تعالى: ﴿حتي اذا اتوا على و ادى النمل قالت نملة يا ايها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان و جنودة و هم لا يشعرون﴾ [النمل: 18].

قال الطبرى فتفسير هذي الاية الكريمة: “حتي اذا اتي سليمان و جنودة على و ادى النمل ﴿قالت نملة يا ايها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان و جنوده﴾ يقول: لا يكسرنكم و يقتلنكم سليمان و جنوده،
﴿وهم لا يشعرون﴾ يقول: و هم لا يعلمون انهم يحطمونكم”(1).

 20160718 3288

وجاءت كثير من الاقوال فمكان ذلك الوادي،
وفى وصف هذي النملة،
وهل هي انثى ام ذكر،
وهي اقوال لا تعتمد على ادلة شرعية،
قال ابن كثير: “ومن قال من المفسرين ان ذلك الوادى كان بارض الشام او بغيرة و ان هذي النملة كانت ذات جناحين كالذباب او غير هذا من الاقاويل فلا حاصل لها،
والغرض ان سليمان عليه السلام فهم قولها و تبسم ضاحكا من ذلك،
وهذا امر عظيم جدا”(2)،
وهذه الاية تثبت ان للنمل لغة يتخاطبون بها،
ولم يستبعد العلماء المسلمون ذلك الامر.

قال ابو السعود: “وقوله تعالى: ﴿قالت نملة﴾ جواب اذا،
كانها لما راتهم متوجهين الى الوادى فرت منهم،
فصاحت صيحة تنبهت فيها ما بحضرتها من النمل لمرادها فتبعتها فالفرار،
فشبة هذا بمخاطبة العقلاء و مناصحتهم فاجروا مجراهم حيث جعلت هي قائلة و ما عداها من النمل مقولا لهم،
حيث قيل ﴿يايها النمل ادخلوا مساكنكم﴾،
مع انه لا يمتنع ان يخلق الله تعالى بها النطق و فيما عداها العقل و الفهم”(3).

وقال الخازن فتفسيره: “﴿يا ايها النمل ادخلوا مساكنكم﴾ و لم يقل ادخلن؛
لانة جعل لهم عقولا كالادميين فخوطبوا خطاب الادميين،
وهذا ليس بمستعبد ان يخلق الله بها عقلا و نطقا فانه قادر على ذلك”(4).

وقال ابن الجوزي: “قوله تعالى قالت نملة اي صاحت بصوت،
فلما كان هذا الصوت مفهوما عبر عنه بالقول،
ولما نطق النمل كما ينطق بنو ادم اجرى مجري الادميين فقيل ادخلوا،
والهم الله تلك النملة معرفة سليمان معجزا له.

وقد الهم الله النمل كثيرا من مصالحها تزيد فيه على الحيوانات،
فمن هذا انها تكسر جميع حبة تدخرها قطعتين لئلا تنبت الا الكزبرة فانها تكسرها اربع قطع؛
لانها تنبت اذا كسرت قطعتين فسبحان من الهمها هذا”(5).

وقال الالوسي: “ومن تتبع احوال النمل لا يستبعد ان تكون له نفس ناطقة؛
فانة يدخر فالصيف ما يقتات فيه فالشتاء،
ويشق ما يدخرة من الحبوب نصفين مخافة ان يصيبة الندي فينبت الا الكزبرة و العدس فانه يقطع الواحدة منهما اربع قطع و لا يكتفى بشقها نصفين؛
لانها تنبت كما تنبت اذا لم تشق،
وهذا و امثالة يحتاج الى علم كلى استدلالى و هو يحتاج الى نفس ناطقة،
وظواهر الايات و الاخبار الصحيحة تقتضية كما سمعت قديما و حديثا فلا حاجة بك الى ان تقول: يجوز ان يصبح الله تعالى ربما خلق فالنملة اذ ذاك النطق و فيما عداها من النمل العقل و الفهم و اما اليوم فليس فالنمل ذلك”(6).

وفى السنة النبوية اخبر النبى صلى الله عليه و سلم ان النمل امة من الامم تسبح الله تعالى،
فعن ابي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم: «ان نملة قرصت نبيا من الانبياء فامر بقرية النمل فاحرقت فاوحي الله الية افى ان قرصتك نملة اهلكت امة من الامم تسبح»(7).

وفى رواية ثانية ان النبى صلى الله عليه و سلم قال: «نزل نبى من الانبياء تحت شجرة فلدغتة نملة فامر بجهازة فاخرج من تحتها بعدها امر فيها فاحرقت،
فاوحي الله الية فهلا نملة واحدة»(8)،
اى فهلا عاقبت نملة واحدة هي التي قرصتك لانها الجانية و اما غيرها فليس لها جناية.
وجاء النهى عن قتل النمل او تحريق مساكنة بالنار،
فعن ابن عباس رضى الله عنهما قال: «ان النبى صلى الله عليه و سلم نهي عن قتل اربع من الدواب النملة و النحلة و الهدهد و الصرد»(9).

وعن عبدالرحمن بن عبدالله عن ابية قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فسفر فانطلق لحاجتة فراينا حمرة (الحمرة طائر) معها فرخان فاخذنا فرخيها فجاءت الحمرة فجعلت تفرش (اى ترفرف) فجاء النبى صلى الله عليه و سلم فقال: «من فجع هذي بولدها؟
ردوا و لدها اليها».

وراي قرية نمل ربما حرقناها فقال: «من حرق هذه؟
قلنا: نحن،
قال: انه لا ينبغى ان يعذب بالنار الا رب النار»(10).

والنملة من جملة المخلوقات التي تدعو بالرحمة و المغفرة لمعلمي الناس الخير،
فعن ابي امامة الباهلى رضى الله عنه قال: ذكر لرسول الله صلى الله عليه و سلم رجلان احدهما عابد و الاخر عالم،
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «فضل العالم على العابد كفضلى على ادناكم،
ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ان الله و ملائكتة و اهل السماوات و الارضين حتي النملة فجحرها و حتي الحوت ليصلون على معلم الناس الخير»(11).

وقد اجاب الله تعالى دعاء نملة طلبت السقيا،
فعن ابي هريرة رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: «خرج نبى من الانبياء يستسقى فاذا هو بنملة رافعة بعض قوائمها الى السماء،
فقال: ارجعوا فقد استجيب لكم من اجل شان النملة»(12).
وكل هذي النصوص تؤكد ان الاسلام نظر للنمل نظرة احترام و تقدير.

نبذة مختصرة عن حياة النمل:

 20160718 3290

النمل من الحشرات التي تعود الى صنف غشائية الاجنحة،
ولها ستة ارجل،
فالنمل حشرة صغار ذات فعل كبير،
فهي تمثل 20% من الكائنات الحية على كوكب الارض،
فقد عرف النمل منذ القدم فهو بحسب كلام المختصين منذ العصر الطباشيري،
فقد عايشت الديناصورات،
وهي موجودة منذ 92 مليون سنة،
ويوجد منها حوالى 20 الف نوع،
وهي منتشرة على الكرة الارضية و تعيش فكل مكان،
تجدها فالسهول و تجدها فاعالى الجبال،
فهي موزعة على عموم الكرة الارضية،
تحت الارض او فوق الاشجار.

واغلب النمل من صنف الشغالات Ant Workers و هو الاكثر انتشارا فالعالم،
والشغالات كلهن من الاناث،
يعشن فيما يسمي بالمستعمرات،
ولكل مستعمرة ملكة واحدة عملها وضع البيض.
وعدد البيض الذي تضعة الملكة يختلف بحسب نوع النمل،
وقد يتراوح من بضع مئات الى عدة ملايين،
فالنوع الافريقى من النمل تضع ملكتة ما يقرب من 3 الى 4 ملايين بيضة شهريا.

ويعتبر النمل من اطول الحشرات عمرا على الارض،
فانة يعيش من بضعة اشهر الى عدة سنوات و ربما يصل عمر الملكة الى 20 عاما.

اما ذكور النمل فعملها محصور فالتزاوج فقط فتلقيح الملكة،
فحينما تقرر الملكة التزاوج ياتى و اجبها و بعد هذا تموت الذكور مباشرة،
فخلال عملية التزاوج تطرح الملكة اجنحتها،
وتفرز رائحة تميز رائحة المستعمرة.

وهذه الحشرة اجتماعية جدا،
ولا يمكنها العيش بصورة منفردة،
حيث انها تعيش فمجاميع او اعشاش او مستعمرات.
واعشاش النمل ليست واحدة لجميع نوعيات النمل،
فمثلا نمل المحاصيل Hanester Ants يبنى حجرات متصلة تحت الارض،
بينما يشبك النمل الخياط Tailor Ants اوراق الشجر و يصنع عشا اخضرا اسطوانى الشكل،
وهنالك اعشاش ثانية للنمل ربما تكون على شكل حجرات داخل الاشجار كما يفعل النمل الحفار Carpenter Ants،
واعشاش النمل تحت الارض ربما تبلغ اربعين قدما عمقا تحت الارض،
فقد تمكن فريق من العلماء الاوروبيين من اكتشاف مستعمرة هائلة للنمل تمتد لالاف الاميال من ايطاليا الى شمال غرب اسبانيا.

وتعداد النمل فالعش او المستعمرة ربما يصل الى عشرات الملايين.
وبيت النمل مقسم،
ففية حجرات للصغار،
وهنالك حجرة خاصة للملكة،
وحجرات تستعمل كمخازن للطعام،
والنمل مقسم الى مجاميع لكل منها و اجبة الخاص و المحدد،
فمنها من هو مسئول عن الحراسة،
ومنها من هو مسئول عن التنظيف،
ومنها من هو مسئول عن الفلاحة،
ويجب عدم الاستغراب ان قلنا بان مجتمع النمل فاق بنجاحة مجتمع البشر بكيفية او اخرى.
فالنمل يبنى المدن،
ويشق الطرقات،
ويحفر الانفاق،
ويخزن الاكل فمخازن و مستودعات،
وبعض نوعيات النمل يقيم الحدائق،
ويزرع النباتات ليتغذي عليها.
وبعض نوعيات النمل يحتفظ بمواشى خاصة به،
فيحلب الرحيق من بطنها.

والنمل تشن حروبا على قبائل النمل الاخرى،
وتاخذ الاسري من النمل المهزوم و تسخرة لخدمتها،
وبعض نوعيات النمل تستانس حشرات ثانية فاوكارها للاستفادة منها.
وصدق الله عندما قال فمحكم كتابة العزيز: ﴿وما من دابة فالارض و لا طائر يطير بجناحية الا امم امثالكم ما فرطنا فالكتاب من شيء بعدها الى ربهم يحشرون﴾ [الانعام: 38](13).

الاعجاز البلاغى فقوله تعالى: ﴿حتي اذا اتوا على و ادى النمل قالت نملة يا ايها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان و جنودة و هم لا يشعرون﴾:

اشتملت هذي الاية -علي قصرها- على معان بلاغية كثيرة،
فقد جمعت هذي الاية عشرة نوعيات من الخطاب فموطن واحد،
وهذه الانواع هي: النداء و التنبية و التسمية و الامر و النص و التحذير و التخصيص و التفهيم و التعميم و الاعتذار.
قال ابن القيم عن هذي النملة: “ويكفى ففطنتها ما نصف الله عز و جل فكتابة من قولها لجماعة النمل و ربما رات سليمان عليه الصلاة و السلام و جنودة ﴿يا ايها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان و جنودة و هم لا يشعرون﴾.

فتكلمت بعشرة نوعيات من الخطاب فهذه النصيحة،
النداء و التنبية و التسمية و الامر و النص و التحذير و التخصيص و التفهيم و التعميم و الاعتذار،
فاشتملت نصيحتها مع الاختصار على هذي الانواع العشرة،
و لذا اعجب سليمان قولها،
وتبسم ضاحكا منه،
وسال الله ان يوزعة شكر نعمتة عليه لما سمع كلامها،
ولا تستبعد هذي الفطنة من امة من الامم تسبح بحمد ربها”(14).

وهذه الاية من الايات البديعة،
التى جمعت بين الايجاز،
والاطناب،
فى اسلوب رفيع،
اما الاطناب فنلحظة فقول هذي النملة: ﴿يا ايها﴾ و قولها: ﴿وهم لا يشعرون﴾،
اما قولها: ﴿يا ايها﴾،
فقال سيبويه: “الالف و الهاء لحقت (اي) توكيدا؛
فكانك كررت (يا) مرتين،
وصار الاسم تنبيها”.

وقال الزمخشري: “كرر النداء فالقران ب(يا ايها) دون غيره؛
لان به اوجها من التاكيد،
واسبابا من المبالغة؛
منها: ما ف(يا) من التاكيد،
والتنبيه،
وما ف(ها) من التنبيه،
وما فالتدرج من الابهام ف(اي) الى التوضيح،
والمقام يناسبة المبالغة و التاكيد”(15).

واما قولها: ﴿وهم لا يشعرون﴾ فهو تكميل لما قبله،
جيء به،
لرفع توهم غيره،
ويسمي هذا عند علماء البلاغة و البيان: احتراسا،
وذلك من نسبة الظلم الى سليمان عليه السلام،
وكان هذي النملة عرفت ان الانبياء معصومون،
فلا يقع منهم خطا الا على سبيل السهو.
وفى هذا قال الفخر الرازي: “وهذا تنبية عظيم على و جوب الجزم بعصمة الانبياء عليهم السلام”.

واما الايجاز فنلحظة فيما جمعت هذي النملة فقولها من اجناس الكلام فقد جمعت النداء،
والكناية،
والتنبيه،
والتسمية،
والامر،
والنص،
والتحذير،
والتخصيص،
والتعميم،
والاشارة،
والعذر.
فالنداء (يا)،
والكناية (اي)،
والتنبية (ها)،
والتسمية (النمل)،
والامر (ادخلوا)،
والنص (مساكنكم)،
والتحذير (لا يحطمنكم)،
والتخصيص (سليمان)،
والتعميم (جنوده)،
والاشارة (هم)،
والعذر (لا يشعرون)،
فادت هذي النملة بذلك خمسة حقوق: حق الله تعالى،
وحق رسوله،
وحقها،
وحق رعيتها،
وحق الجنود،
فاما حق الله تعالى فانها استرعيت على النمل،
فقامت بحقهم.

واما حق سليمان عليه السلام فقد نبهتة على النمل.
واما حقها فهو اسقاطها حق الله تعالى عن الجنود فنصحهم.
واما حق الرعية فهو نصحها لهم؛
ليدخلوا مساكنهم.
واما حق الجنود فهو اعلامها اياهم،
وجميع الخلق،
ان من استرعاة الله تعالى رعية،
وجب عليه حفظها،
والذب عنها،
وهو داخل فالحديث المشهور: «كلكم راع،
وكلكم مسئول عن رعيته»(16).

واما قولها: ﴿ادخلوا مساكنكم﴾ ففية ايجاز بالحذف بليغ؛
لان اصله: ادخلوا فمساكنكم،
فحذف منه (في) تنبيها على السرعة فالدخول،
ومن الفائدة البديعة،
التى لا يتنبة اليها الكثيرون: انك اذا قلت (دخلت) فانك تعني بذلك انتقالك من بسيط من الارض،
ومنكشفها الى ما كان منها غير بسيط،
منكشف،
فاذا كان المنقول الية مكانا غير مختص،
وجب ادخال (في) قبله.
واذا كان مكانا مختصا،
جاز ادخال (في) قبله،
وجاز اسقاطها،
واسقاطها ابلغ من ادخالها للفوائد التي ذكرناها،
وعلي ذلك تقول: دخلت فالبيت،
ودخلت المنزل.
ومن دخولها قبل المكان غير المختص قوله تعالى: ﴿وادخلنى برحمتك فعبادك الصالحين﴾ [النمل: 19].

وقد اجتمع ذكرها،
وحذفها فقول الله تعالى: ﴿يا ايتها النفس المطمئنة* ارجعى الى ربك راضية مرضية* فادخلى فعبادى * و ادخلى جنتي﴾ [الفجر: 27-30].

واما قولها: ﴿لا يحطمنكم﴾،
بنون مشددة او خفيفة،
فظاهرة النفي؛
ولكن معناة على النهي.
والنهى اذا جاء على صورة النفي،
كان ابلغ من النهى الصريح.
وفية تنبية على ان من يسير فالطريق،
لا يلزمة التحرز؛
وانما يلزم من كان فالطريق(17).

والنملة بدات مخاطبة قومها مخاطبة العقلاء و جاءت بلفظ مساكنكم و لم تقل بيوتكم او جحوركم لانهم فحالة حركة،
والحركة عكسها السكون،
فاختارت لفظ المساكن من السكون حتي يسكنوا فيها،
ولم تقل المساكن و الجحور و انما قالت مساكنكم اي ان لكل نملة مسكنها الخاص الذي تعلم مكانه،
ولم تقل ادخلن و انما قالت ادخلوا،
ثم اكدت بالنداء بقولها ﴿يا ايها النمل ادخلوا مساكنكم﴾ حرف النداء الدال على البعد حتي يسمعوا نداءها،
وقالت سليمان و جنودة و لم تقل جنود سليمان حتي ترفع العذر عن سليمان ايضا،
فلو قالت جنود سليمان لكان سليمان غير عالم اذا كان قاصدا او غير قاصد،
وجاءت بلفظ سليمان بدون اي لقب له كالنبى سليمان للدلالة على انه مشهور بدون ان يوصف،
ثم حثتهم على الاسراع فالتنفيذ قبل ان تنالهم المصيبة(18).

الاعجاز العلمي فالاية الكريمة:

اكتشف العلماء ان للنمل لغات تفاهم خاصة بينها و هذا من اثناء تقنية التخاطب من اثناء الشفرات الكيماوية،
وربما كان الخطاب الذي و جهتة النملة الى قومها هو عبارة عن شفرة كيماوية.
فقد اثبتت اخر الدراسات العلمية ان لكل نوع من نوعيات الحيوانات رائحة خاصة به،
وداخل النوع الواحد هنالك روائح اضافية تعمل بمثابة بطاقة شخصية او جواز سفر للتعريف بشخصية جميع حيوان او العائلات المختلفة،
او افراد المستعمرات المختلفة.
ولم يكن عجيبا ان نجد احد علماء التاريخ الطبيعي و هو (رويال و كنسون) ربما صنف كتابا مهما جعل عنوانة (شخصية الحشرات).

والرائحة تعتبر لغة خفية او رسالة صامتة تتكون مفرداتها من مواد كيماوية اطلق عليها العلماء اسم (فرمونات)،
وتجدر الاشارة الى انه ليست جميع الروائح (فرمونات)،
فالانسان يتعرف على الكثير من الروائح فالاكل مثلا و لكنة لا يتخاطب او يتفاهم من اثناء هذي الروائح،
ويقصر الباحثون استعمال كلمة (فرمون) على وصف الرسائل الكيماوية المتبادلة بين حيوان من السلالة نفسها،
وعليه فقد توصف رائحة بانها (فرمون) بالنسبة الى حيوان معين،
بينما تكون مجرد رائحة بالنسبة لحيوان اخر.

واذا طبقنا ذلك على عالم النمل نجد ان النمل يتميز برائحة خاصة تدل على العش الذي ينتمى اليه،
والوظيفة التي تؤديها جميع نملة فهذا العش حيث يتم انتاج هذي الفرمونات من غدة قرب الشرج،
وحينما تلتقى نملتان فانهما تستعملان قرون الاستشعار،
وهي الاعضاء الخاصة بالشم،
لتعرف الواحدة الاخرى.

وقد و جد انه اذا دخلت نملة غريبة مستعمرة لا تنتمى اليها،
فان النمل فهذه المستعمرة يتعرفن عليها عن طريق رائحتها و يعدها عدوا،
ثم يبدا فالهجوم عليها،
ومن الطريف انه فاحدي التجارب المعملية و جد ان ازالة الرائحة الخاصة ببعض النمل التابع لعشيرة معينة بعدها اضافة رائحة خاصة بنوع احدث عدو له،
ادي الى مهاجمتة بافراد من عشيرتة نفسها.
وفى تجربة ثانية تم غمس نملة برائحة نملة ميتة بعدها اعيدت الى عشها،
فلوحظ ان اقرانها يظهرونها من العش لكونها ميتة،
وفى جميع مرة تحاول بها العودة يتم اخراجها اخرى على الرغم من انها حية تتحرك و تقاوم،
وحينما تمت ازالة رائحة الموت فقط تم السماح لهذه النملة بالبقاء فالعش.
وحينما تعثر النملة الكشافة على مصدر للطعام فانها تقوم على الفور بافراز (الفرمون) اللازم من الغدد الموجودة فبطنها لتعليم المكان بعدها ترجع الى العش،
وفى طريق عودتها لا تنسي تعليم الطريق حتي يتعقبها زملاؤها،
وفى الوقت نفسة يضيفون مزيدا من الافراز لتسهيل الطريق اكثر فاكثر.
ومن العجيب ان النمل يقلل الافراز عندما يتضاءل مصدر الاكل و يرسل عددا اقل من الافراد الى مصدر الطعام،
وحينما ينضب ذلك المصدر تماما فان احدث نملة،
وهي عائدة الى العش لا تترك اثرا على الاطلاق.

وهناك الكثير من التجارب التي ممكن اجراؤها على دروب النمل هذه،
فاذا ازلت جزءا من ذلك الاثر بفرشاة مثلا،
فان النمل يبحث فالمكان و ربما اصابة الارتباك حتي يهتدى الى الاثر ثانية،
واذا و ضعت قطعة من الورق بين العش و مصدر الاكل فان النمل يمشي فوقها و اضعا اثرا كيماويا فوقها،
ولكن لفترة قصيرة،
حيث انه اذا لم يكن هنالك اكل عند نهاية الاثر،
فان النمل يترك ذلك الاثر و يبدا فالبحث عن اكل من جديد(19).

لقد اشار القران الكريم الى حقيقة علمية كبار و هي ذكاء النمل و قدرتة على المحاكمة العقلية و الفكرية و مواجهة الاخطار و هذا من اثناء هذي القصة التي حدثت مع نبى الله سليمان عليه السلام و على نبينا اروع الصلاة و السلام،
فقد استطاعت نملة صغار من تحديد مكان سليمان و الطريق الذي سوف يمر فيه و ذلك لم يكن ليتم لولا هذي القدرات الخارقة التي يتمتع فيها النمل.
ولقد كشف العلم الحديث عن بعض العجائب من سلوك النمل الذكى و تطور جهازها العصبى فعند دراستة تحت المجهر يخرج لنا ان دماغ النملة يتكون من فصين رئيسيين يشبة مخ الانسان،
ومن مراكز عبنوتة متطورة و خلايا حساسة.

 2cd6f693844b0edc8885586b02f42858

(صورة جديدة لدماغ النملة)

A: صورة الدماغ كما يخرج بواسطة الفلور المشع.

B: صورة للجزء الخاص بتحليل المعلومات فدماغ النملة.

C: منحني يبين استجابة النملة لدي نشر رائحة معينة،
حيث نلاحظ وجود نشاط فالدماغ تمثلة القفزة فالمنحنى.

D: اختبار للنملة بواسطة كرة الكترونية تخرج ذكاء النمل و سرعة استجابتة للمؤثرات.

وسنحاول تفصيل الكلمات التي نطقت فيها النملة من اثناء ما جاء فالقران الكريم و نربطة بالاكتشافات العلمية لنجد ان القران الكريم سبق هذي الاكتشافات بمئات السنين،
يقول رب العزة فكتابة المبين: ﴿حتي اذا اتوا على و اد النمل قالت نملة يا ايها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان و جنودة و هم لا يشعرون﴾ [النمل: 18]،
فالنملة فهذه الاية اوصلت خبر الخطر فاربع مراحل متسلسلة..
وهي كالتالي:

1- ﴿قالت نملة يا ايها النمل﴾: و هذي العبارة بمثابة اول صفارة انذار اطلقتها النملة لتثير الانتباة العاجل لباقى النمل،
وهنا باقى النمل يستقبل هذي الاشارة لينتبة الى باقى الاشارات التي ستصدرها النملة.

2- ﴿ادخلوا مساكنكم﴾: هنا اتبعت النملة كلامها باشارة ثانية تامر بها باقى النمل بما يجب القيام به،
وسنري هذي العلاقة بما اثبتة العلم فالشق الاخر للتحليل العلمي.

3- ﴿لا يحطمنكم سليمان و جنوده﴾: فهذه العبارة قامت النملة بتوضيح اسباب الخطر لرفيقاتها،
وهذا ما سنثبت كذلك علاقتة مع ما ذكرة التحليل العلمي.

4- ﴿وهم لا يشعرون﴾: النمل و كردة فعل لما سبق من انذارات سيحاول القيام بنوع من الدفاع،
وفى هدة العبارة الاخيرة و ضحت النملة لباقى رفيقاتها بانه لا ضرورة للدخول فهجوم مع ذلك الخطر؛
لانة ليس نابعا عن عدو حقيقي هدفة الهجوم على المملكة،
اذ ان سليمان و جنودة لم يشعروا اصلا بوجود و ادى النمل فطريقهم؛
لهذا فهو لا يعتبر عدوا حقيقيا.

ونلاحظ ان هذي العبارة الاخيرة قامت بها النملة بمنع باقى رفيقاتها من الدخول فحالة مواجهة مع سيدنا سليمان عليه السلام،
وهذا ما سنثبتة عمليا من اثناء التحليل العلمي للشفرات الكيماوية الخاصة بتواصل النمل.

ها نحن و ضحنا هنا تسلسل كلام النملة و الذي ينقسم الى اربع مراحل من الكلمات و الاشارات.
فماذا يقول العلم فهذا الباب.
يذكر العلم الحديث ان اهم و سيلة لتواصل النمل فمواقف الخطر و الابلاغ على ذلك الخطر هي كيفية التواصل الكيماوية،
حيث يصدر النمل نوعياتا مختلفة من هذي المواد جميع ما دة تعبر عن شفرة خاصة من الكلام؛
بحيث اذا تبعنا تسلسل اخراج هذي المواد من النملة التي بلغت عن الخطر سنجدة بالضبط يوافق ما ذكرتة النمل فالاية رقم 18 من سورة النمل.
فالمواد الكيماوية التي تستخرجها النملة من جسمها فموقف كهذا تنقسم الى اربع مواد مختلفة،
كل ما دة تحمل معها لغة و شفرة معينة من الكلام.

المراحل التسلسلية لرد فعل النمل:

اول ما دة تصدرها النملة اذا شعرت بوجود الخطر هي ما دة (aldéhyde l’hexanal) و هذي المادة تعد حقا بمثابة صفارة انذار،
فالنمل عند استقبالة لهذه المادة الاولي يقوم بالتمركز و الانتباة لاستقبال باقى الاشارات،
وهذا ما يطابق تماما اول عبارة نطقت فيها النملة ﴿قالت نملة يا ايها النمل﴾،
والياء هنا اداة للتنبية و النداء (يا ايها)!.
ثم تقوم النملة باصدار المادة الكيماوية الاخرى و هي ما دة l’hexanol،
فالنمل يجرى فكل الاتجاهات بعد استقبالة للمادة الاولي لمعرفة مصدر الخبر،
ولكي لا يتوجة النمل بعيدا فيجب على النملة ان تحدد لهم الطريق الذي يسيرون فيه،
وهذا ما فعلتة نملة سيدنا سليمان عندما قالت: ﴿ادخلوا مساكنكم﴾،
وهذا توجية من النملة لزملائها ان يذهبوا باتجاة المساكن،
اذن هي حددت لهم الطريق،
وهذا ما يطابق توجية حركة النمل.

والمادة الثالثة الكيماوية التي تصدرها النملة هي ما دة l’undécanone و هذي المادة دورها بالضبط توضيح اسباب الخطر لباقى النمل،
وهو ما قامت فيه النملة فقولها فالعبارة الثالثة ﴿لا يحطمنكم سليمان و جنوده﴾،
وهذا يتطابق تماما مع ما ذكرتة الاية على لسان النملة،
وفى هذي المرحلة التي يستقبل بها النمل هذي المادة يدخل فاستعداد لمواجهة ذلك الخطر.

وفى المرحلة الرابعة تصدر النملة ما دة كيماوية خاصة le butylocténal توجة فيها باقى النمل الى الدفاع و الى نوع ذلك الدفاع،
ولهذا نجد النملة ذكرت فعبارتها الاخيرة ﴿وهم لا يشعرون﴾،
وبهذا منعت النملة باقى النمل من الانتقال الى مرحلة الهجوم التي تؤدى الى الموت(20).

و لذا فقد تبسم سيدنا سليمان عليه السلام من عجيب مقالتها و حسن فطنتها و قوة تعبيرها.

والان نلخص ما ذكرناه:

l’hexanal ﴿قالت نملة يا ايها النمل﴾

l’hexanol ﴿ادخلوا مساكنكم﴾

l’undécanone ﴿لا يحطمنكم سليمان و جنوده﴾

Le butylocténal ﴿وهم لا يشعرون﴾

ولقد اشار القران ان النمل مخلوق اجتماعى يعيش فمستعمرات،
وهو مخلوق متعاون متكاتف يشعر جميع فرد منه بشعور الاخرين،
ويظهر هذا فسلوك النملة و فانذار قومها،
ويعيش النمل ضمن مستعمرات يقوم ببنائها،
وقد تتجاور اعداد كبار من المستعمرات مكونة مدينة او و اديا للنمل كما سمى هذا فالقران الكريم،
ففى جبال بنسلفانيا احدي الولايات الامريكية اكتشف احد العلماء احد اكبر مدن النمل فالعالم،
وقد بنى معظمها تحت الارض و تشغل مساحتها ثلاثين فدانا حفرت بها منازل النمل تتخللها الشوارع و المعابر و الطرق،
وكل نملة تعرف طريقها الى بيتها باحساس غريب.
ويمكن ان تصل اعماق مملكة النمل فبعض الانواع التي تعيش فغابات الامازون الى (5 امتار) و اتساعها 7 امتار تنشئ النملات بها مئات الغرف و الانفاق،
ويحفر و ينقل قرابة (اربعين طن) من التراب الى الخارج،
وهذه الهندسة المعمارية للمملكة معجزة من معجزات الخلق(21).

النملة تتحطم!

فى زمن نزول القران الكريم لم يكن لاحد قدرة على دراسة تركيب جسم النملة او معرفة اي معلومات عنه،
ولكن بعد دراسات كثيرة تاكد العلماء ان للنمل هيكلا عظميا خارجيا صلبا جدا جدا يسمي exoskeleton و لذا فان النملة لدي تعرضها لاى ضغط فانها تتحطم،
و لذا قال تعالى على لسان النملة: ﴿لا يحطمنكم سليمان و جنوده﴾،
وبالتالي فان كلمة ﴿يحطمنكم﴾ و التي تعني التكسر دقائق جدا جدا من الناحية العلمية(22).

وتشير دراسات حديثة كذلك الى ان جسم النمل يتركب معظمة من كمية كبار من السليصبح الذي يدخل فصناعة الزجاج،
والتحطيم هو انسب الاوصاف للفعل الدال على التكسير و التهشيم و الشدة(23).

ويقول احد العلماء جاءت العبارة ﴿لا يحطمنكم﴾ هنا للدلالة على طبيعة جسم النملة المفصلية (Arthropods) التي تحتاج الى تحطيم،
حيث يتكون جسمها الخارجى من ما دة صلبة كالزجاج هي الكيتين (Chitin)،
وهذه المادة تشابة فتركيبها الكيراتين ما دة التكوين للقرون و الحوافر و الاظافر،
ايضا اكتشف ان اعين النملة ذات طبيعة بلورية كالزجاج لا تنكسر بسهولة بل تحتاج الى تحطيم(24).

وجة الاعجاز:

بعد ذلك السرد للمعاني البلاغية للاية الكريمة فاننا نجد انفسنا امام نصوص قليلة اللفظ و لكنها محكمة السبك بديعة المعنى،
وكل ذلك يشهد بان القران الكريم اشتمل على بلاغة و فصاحة لا ممكن ان يصل اليها البشر مجتمعين،
فكان ذلك احد و جوة الاعجاز الذي جاءت فيه الرسالة الخاتمة.

وتجلي لنا نحن و جة احدث من و جوة الاعجاز،
وهو الاعجاز العلمي فهذه الاية الكريمة،
فقد اكتشف العلم الحديث ان للنمل لغة يتخاطب بها،
وانة يستعملها فالتفاهم و التحذير،
وهذا عين ما دلت عليه الاية،
وراينا كيف تدرج التحذير فالاية تدرجا يتطابق مع اللغة التي يستعملها النمل عند شعورة بالخطر،
وايضا كشفت الاية عن طبيعة جسم النملة،
وانة جسم يتحطم عند تعرضة للضغط.
وكل هذي دلائل و اضحة على اشتمال القران الكريم على حقائق علمية سبق فيها العلوم الحديثة،
فاخبر عنها فو قت خلت به ابسط نوعيات الوسائل التي تمكن من تلك الاكتشافات،
فجاء سابقا لها بوقت طويل جدا.
وهذه شواهد متعددة فاية واحدة تشهد بان ذلك القران نزل من عند الله تعالى،
مشتملا على علمة سبحانة و تعالى،
ليصبح شاهدا على الناس جميعا فكل زمان و مكان.

 

  • لماذا قالت النملة لا يحطمنكم ولم تقل ليقتلنكم
  • صور النمله الكريمة
  • فيرمونات التنبيه لدي الحشرات
  • هل النملة اول من نطقت


النمل في القران الكريم , اكتشف العلماء حديثا ان جسم النملة مزود بهيكل عظمي خارجي صلب