القناعة كنز لا يفنى , ما هو فضل القناعة

القناعة كنز لا يفنى

يفنى هو كنز فضل القناعة 20160615 322

ان مما يسخط الناس على انفسهم و على حياتهم،
ويحرمهم لذة السعادة،
انهم قليلوا الاحساس بما اسبغ الله تعالى عليهم من نعم غامرة،
فيكونون ساخطين على ما فايديهم،
متغافلين عما و هبهم الله من نعم لا تعد و لا تحصى،
فعديد من الناس يتلقون نعمة الله فلا يعرفونها و لا يعرفون قيمتها،
بل لا يرون بها الا نقصانا عن حقهم؛
حتي ليكاد الواحد منهم يصل الى حد جحود النعمة و انكار و جودها و قيمتها؛
لانة قصر نظرة على جوانب منها فظاهرها سلبية،
وهي بحد ذاتها قيمة ايجابية،
والذى يستغرق فالنظر الى سيئات الامور يعمي فالنهاية عن الايجابيات التي منحة الله تعالى اياها،
فاولي له ان يؤدى حق النعمة بشكر المنعم.


فكلما عظمت نعمة على عبد،
عظم حق المنعم عليه بالشكر،
ان العبد لن يبلغ درجة الشاكرين الا اذا قنع بما رزق.
قال الجاحظ: القناعة هي الاقتصار على ما سنح من العيش،
والرضا بما تسهل من المعاش و ترك الحرص على اكتساب الاموال،
وطلب المراتب العالية مع الرغبة فجميع هذا و ايثارة و الميل الية و قهر النفس على هذا و التقنع باليسير منه،
فالقناعة هي الرضا بالقسم (اى النصيب)،
القناعة عرفا الاقتصار على الكفاف.

– فضل القناعة:


1- لقد و جة النبى (ص) امتة الى التحلى بصفة القناعة حين قال: “ارض بما قسم الله لك تكن اغني الناس”.
وكان يدعو ربة فيقول: “اللهم قنعنى بما رزقتني،
وبارك لى فيه،
واخلف على جميع غائبة لى بخير”.
والقانع بما رزقة الله تعالى يصبح هادئ النفس،
قرير العين،
مرتاح البال،
واكثر دعة و استقرار من الحريص المتفانى فسبيل اطماعة و حرصه،
فالقانع لا يتطلع الى ما عند الاخرين،
ولا يشتهى ما ليس تحت يديه،
فيصبح محبوبا عند الله و عند الناس،
ويصدق به قول الرسول (ص): “ازهد فالدنيا يحبك الله،
وازهد فيما عند الناس يحبك الناس”.


2- ان العبد القانع عفيف النفس لا يريق ماء و جهة طلبا لحطام دنيا عما قليل تفنى،
وهؤلاء هم الذين مدحهم الله بقوله: (للفقراء الذين احصروا فسبيل الله لا يستطيعون ضربا فالارض يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسالون الناس الحافا و ما تنفقوا من خير فان الله فيه عليم) (البقرة/ 273).


3- و القناعة بعد ذلك تمد صاحبها بيقظة روحية،
وبصيرة نافذة،
وتحفزة على التاهب للاخرة.
بالاعمال الصالحة،
وتوفير بواعث السعادة فيها،
ومن الاسباب المؤدية للقناعة:

يفنى هو كنز فضل القناعة 20160704 487




1- تقوية الايمان بالله تعالى،
وترويض القلب على القناعة،
والرضا بما قسمة الله تعالى مع العلم بانه ما كان ليخطئنى ما اصابني،
وما كان يصيبنى ما اخطاني،
والاستعانة بالله و التوكل عليه و التسليم لقضائة و قدره.


2- النظر فحال الصالحين و زهدهم و كفافهم و اعراضهم عن الدنيا و ملذاتها.


3- تامل احوال من هم اقل منا.


4- معرفة نعم الله تعالى و التفكر فيها،
وان يعلم ان فالقناعة راحة النفس و سلامة الصدر و اطمئنان القلب.


5- معرفة حكمة الله تعالى فتفاوت الارزاق و المراتب بين العباد.


6- العلم بان الرزق لا يخضع لمقاييس البشر من قوة الذكاء و كثرة الحركة و سعة المعارف،
واليقين بان الرزق مكتوب و الانسان فرحم امه.

يفنى هو كنز فضل القناعة




وفى حكم و قصص الصين القديمة ان ملكا اراد ان يكافئ احد مواطنية فقال له: امتلك من الارض جميع المساحات التي تستطيع ان تقطعها سيرا على قدميك،
فرح الرجل و شرع يذرع الارض مسرعا و مهرولا فجنون،
سار مسافة طويلة فتعب و فكر ان يعود للملك ليمنحة المساحة التي قطعها،
ولكنة غير راية و قرر مواصلة السير ليحصل على المزيد،
سار مسافات اطول و اطول،
وفكر فان يعود للملك مكتفيا بما وصل اليه،
لكنة تردد مرة اخرى،
وقرر مواصلة السير؛
ليحصل على المزيد و المزيد،
ظل الرجل يسير و يسير و لم يعد ابدا،
فقد ضل كيفية و ضاع فالحياة،
ويقال انه وضع صريعا من جراء الانهاك الشديد،
ولم يمتلك شيئا و لم يشعر بالاكتفاء و السعادة؛
لانة لم يعرف حد الكفاية (القناعة).


اللهم قنعنا بما رزقتنا،
وبارك لنا به امين يا رب العالمين.

يفنى هو كنز فضل القناعة 20160704 488

  • القناعة كنز
  • صور ممكتوب فيها الغناع كنوز لايفني


القناعة كنز لا يفنى , ما هو فضل القناعة