الشكوى لغير الله مذله هل هو حديث

الشكوي لغير الله مذلة هل هو حديث

 af67852a0a784bbf7784132c539e2c08

الاصل ان الشكوي الى المخلوق تنافى كمال الصبر؛
لان بها رجاء للمخلوق،
وقد يصبح بها شيء من التسخط من قدر الله،
فالمشروع للعبد ان يجعل شكواة الى الله و حده،  قال ابن تيمية: و الصبر الرائع صبر بلا شكوي قال يعقوب عليه الصلاة و السلام انما اشكو بثى و حزنى الى الله مع قوله فصبر رائع و الله المستعان على ما تصفون،
فالشكوي الى الله لا تنافى الصبر الجميل،
ويروي عن موسي عليه الصلاة و السلام انه كان يقول اللهم لك الحمد و اليك المشتكي و انت المستعان و بك المستغاث و عليك التكلان و من دعاء النبى صلى الله عليه و سلم اللهم اليك اشكو ضعف قوتى و قلة حيلتى و هوانى على الناس انت رب المستضعفين و انت ربى الله الى من تكلنى الى بعيد يتجهمنى ام الى عدو ملكتة امري،
ان لم يكن بك غضب على فلا ابالى غير ان عافيتك هي اوسع لي،
اعوذ بنور و جهك الذي اشرقت له الظلمات و صلح عليه امر الدنيا و الاخرة ان ينزل بى سخطك او يحل على غضبك لك العتبي حتي ترضى،
وكان عمر بن الخطاب رضى الله عنه يقرا فصلاة الفجر انما اشكو بثى و حزنى الى الله و يبكى حتي يسمع نشيجة من احدث الصفوف،
بخلاف الشكوي الى المخلوق،
قرئ على الامام احمد فمرض موتة ان طاووسا كرة انين المريض و قال انه شكوى،
فما ان حتي ما ت،
وذلك ان المشتكى طالب بلسان الحال اما ازالة ما يضرة او حصول ما ينفعه،
والعبد ما مور ان يسال ربة دون خلقه،
كما قال تعالى فاذا فرغت فانصب و الى ربك فارغب،
وقال صلى الله عليه و سلم لابن عباس: اذا سالت فاسال الله و اذا استغنت فاستعن بالله.
اة من مجموع الفتاوي .

 20160713 1259

لكن ليست جميع شكوي الى المخلوق محرمة،
بل ان كانت لغرض صحيح كالاستعانة فيه على زوال الضرر،
فلا باس بها،
واما الشكوي دون حاجة فهي مكروهة،
وقد تصل الى التحريم ان اقترن فيها تسخط من قدر الله،
قال ابن تيمية: و الصبر ان يصبر عن شكوي ما فيه الى غير الله فان ذلك هو الصبر الجميل،
واما الكتمان فيراد فيه شيئان: احدهما: ان يكتم بثة و المة و لا يشكو الى غير الله فمتي شكا الى غير الله نقص صبره،
وهذا اعلي الكتمانين؛
لكن ذلك لا يصبر عليه جميع احد،
بل كثير من الناس يشكو ما به،
وهذا على و جهين: فان شكا هذا الى طبيب يعرف طب النفوس ليعالج نفسة بعلاج الايمان فهو بمنزلة المستفتى و ذلك حسن،
وان شكا الى من يعينة على المحرم فهذا حرام،
وان شكا الى غيرة لما فالشكوي من الراحة كما ان المصاب يشتكى مصيبتة الى الناس من غير ان يقصد تعلم ما ينفعة و لا الاستعانة على معصية فهذا ينقص صبره،
لكن لا ياثم مطلقا الا اذا اقترن فيه ما يحرم كالمصاب الذي يتسخط.
اه.
من مجموع الفتاوى

.

 20160713 1260

وقال ابن القيم: لما كان الصبر حبس اللسان عن الشكوي الى غير الله،
والقلب عن التسخط،
والجوارح عن اللطم و شق الثياب و نحوها،
كان ما يضادة و اقعا على هذي الجملة،
فمنة الشكوي الى المخلوق فاذا شكي العبد ربة الى مخلوق مثلة فقد شكي من يرحمة الى من لا يرحمه،
ولا تضادة الشكوي الى الله كما تقدم فشكاية يعقوب الى الله مع قوله فصبر جميل،
واما اخبار المخلوق بالحال فان كان للاستعانة بارشادة او معاونتة و التوصل الى زوال ضررة لم يقدح هذا فالصبر كاخبار المريض للطبيب بشكايته،
واخبار المظلوم لمن ينتصر فيه بحاله،
واخبار المبتلي ببلائة لمن كان يرجو ان يصبح فرجة على يديه،
وقد كان النبى اذا دخل على المريض يسالة عن حاله،
ويقول كيف تجدك؟
وهذا استخبار منه و استعلام بحاله،
واما الانين فهل يقدح فالصبر به روايتان عن الامام احمد،
والتحقيق ان الانين على قسمين انين شكوي فيكره،
وانين استراحة و تفريج فلا يكره،
وقد روي فاثر: ان المريض اذا بدا بحمد الله بعدها اخبر بحالة لم يكن شكوى،
وقال شقيق البلخي: من شكي من مصيبة نزلت فيه الى غير الله لم يجد فقلبة حلاوة لطاعة الله ابدا.
اه.
من عدة الصابرين باختصار .

 20160713 1261

وفى الاداب الشرعية لابن مفلح: قال الشيخ مجد الدين فشرح الهداية و لا باس ان يخبر بما يجدة من الم و وجع لغرض صحيح،
لا لقصد الشكوى،
واحتج احمد بقول النبى صلى الله عليه و سلم لعائشة لما قالت: «واراساه.
قال: بل انا و اراساه» و احتج ابن المبارك بقول ابن مسعود للنبى صلى الله عليه و سلم «انك لتوعك و عكا شديدا،
فقال اجل انني اوعك كما يوعك رجلان منكم» متفق عليه و قال ابن عقيل فالفنون قوله تعالى: {لقد لقينا من سفرنا ذلك نصبا} [الكهف: 62] يدل على جواز الاستراحة الى نوع من الشكوي عند امساس البلوي و نظيرة {يا اسفي على يوسف} [يوسف: 84] {مسنى الضر} [الانبياء: 83] «ما زالت اكلة خيبر تعاودني» انتهي كلام ابن عقيل.
وقال رجل للامام احمد: كيف تجدك يا ابا عبدالله؟
قال: بخير فعافية،
فقال: حممت البارحة قال اذا قلت لك: انا فعافية فحسبك لا تظهرنى الى ما اكره،
قال ابن الجوزي: اذا كانت المصيبة مما ممكن كتمانها فكتمانها من اعمال الله الخفية،
وقال ابن الجوزى فموضع اخر: شكوي المريض مخرجة من التوكل،
وقد كانوا يكرهون انين المريض لانة يترجم عن الشكوى،
وذكر ذلك النص عن احمد و قال: فاما وصف المريض للطبيب ما يجده،
فانة لا يضره.
انتهي كلامه.
وقال عبدالله ان اخت بشر بن الحارث قلت للامام احمد: يا ابا عبدالله انين المريض شكوي قال: ارجو انه لا يصبح شكوي و لكنة اشتكي الى الله،
وذكر غير واحد فكراهة الانين فالمرض روايتين،
ورويت الكراهة عن طاوس .
اه.

 20160713 1262

واما مقوله (الشكوي لغير الله مذلة) فهي صحيحة اذا كانت الشكوي من النوع المكروة او المحرم،
قال الغزالي: فالاحري بالعبد ان لم يحسن الصبر على البلاء و القضاء و افضي فيه الضعف الى الشكوي ان تكون شكواة الى الله تعالى فهو المبتلى و القادر على ازالة البلاء و ذل العبد لمولاة عز و الشكوي الى غيرة ذل و اظهار الذل للعبد مع كونة عبدا مثلة ذل قبيح.
اه.
من الاحياء .

وقال ابن الجوزي: و ربما كان السلف يكرهون الشكوي الى الخلق،
والشكوي و ان كان بها راحة الا انها تدل على ضعف و ذل و الصبر عنها دليل على قوة و عز.
اه.
من الثبات عند الممات .

والله اعلم.

 

 20160713 1263

  • الشكوى لغير الله مذله
  • الشكوى لغير الله مذلة
  • صور الشكوى لغير الله مذلة
  • من شكى لغير الله فهي مذله
  • حديث الشكوى لغير الله مذله
  • الشكوى لغير الله مذلة صور
  • الشكوى لغير الله مذله هل هو حديث
  • الشكا لغير الله مذله
  • من غير الله مذله
  • الشكوي لغير الله مذلة


الشكوى لغير الله مذله هل هو حديث