السيرة النبوية للرسول عليه الصلاة و السلام
لم يهتم المسلمون بشيء بعد القران الكريم كاهتمامهم بسيرة نبيهم -صلي الله عليه و سلم- و حرصهم على معرفة تفاصيل حياتة الخاصة و العامة،
يدفعهم الى هذا عاملان رئيسيان:
الاول: ارتباطهم العاطفى بشخص الرسول -صلي الله عليه و سلم- و ميلهم الشديد لمعرفة تفاصيل حياته،
وقد كانت هذي الرغبة تتعاظم و تشتد كلما ابتعدوا عن عصره،
وناي بهم الزمان او المكان عن مشاهدتة و العيش معه عن قرب،
وقد زادتهم حقبة الانقطاع عن السيرة حنينا اليها و تعلقا باحداثها،
وبمن يحدث عنها حديث المشاهدة و المعايشة.
لوحظ ان اكثر و اشهر كتاب السير و المغازى الاوائل،
كانوا من اهل المدينة،
وهذا امر طبيعي،
فاكثر احداث السيرة النبوية و المغازي،
كانت فالمدينة المنورة،
وان النبى كان محور جميع ذلك،
من هنا كان الصحابة اعرف الناس بتلك الاحداث؛
لانهم شهودها و المشتركون فيها،
وكانوا يروونها و يحدثون بها،
ويتناقلونها ففخر و اعتزاز.
وقد تلقي التابعون منهم جميع هذا بشغف كبير،
حتي و صلت السيرة الى رجال التدوين،
فحفظوها بكل تفاصيلها،
وسلموها للاجيال الاتية.
كانت السيرة فالبداية جزءا من الحديث يروية الصحابة،
كما يروون الحديث،
وقد شغلت السيرة النبوية حيزا غير قليل من الاحاديث،
كما ان الذين الفوا فالاحاديث،
لم تخل كتبهم من ذكر ما يتعلق بحديث النبى و مغازية و خصائصة و مناقبه.
وقد استمر ذلك المنهج حتي بعد ان انفصلت السيرة عن علوم الحديث،
واصبحت علما مستقلا،
لة علماؤة و مؤلفوه،
فاقدم كتاب وصل الينا فعلم الحديث هو موطا الامام ما لك بن انس،
لم يخل من ذكر طائفة كبار من الاحاديث التي تتعلق بسيرة النبى و اوصافة و اسمائه،
وذكر ما يتعلق بالجهاد.
واستمر ذلك التقليد المتبع او ذلك المنهج فكتبكبيرة علماء الحديث،
وفى مقدمتهم الامامان البخارى و مسلم،
فقد اشتمل صحيحاهما على جزء كبير من مغازى الرسول و فضائلة و مناقب اصحابه،
وقد شغل هذا عشر صحيح البخاري،
وحذا حذو البخارى و مسلم اصحاب السنن و المسانيد فكتبهم.
وسلك المؤلفون الاوائل فكتابة السيرة و المغازى مسلك علماء الحديث من حيث الاعتناء بالاسناد،
فمثلا لوحظ ان ابن اسحاق و الواقدى عرضا الحادثة التاريخية فايجاز و اختصار؛
تسهيلا على القراء،
وهو منهج جديد عابة المحدثون عليهم،
وهاجموهم من اجله.
واذا كان هم المؤرخين الاوائل -اي: جيل التابعين- هو النقل و الرواية،
فان هم الجيل الثاني -امثال عاصم بن عمر بن قتادة (120 ه)،
وابن شهاب الزهرى (124 ه)،
وابن اسحاق (152 ه)- هو الجمع و التبويب دون نقد او تمحيص،
وهذا و فر الفرصة للروايات الموضوعة او الضعيفة ان تجد طريقا الى مصنفاتهم؛
ومن بعدها تنتقل الى الاجيال القادمة،
حتي جاء دور الجيل الثالث الذي يقف ابن هشام فمقدمته،
فانقسم الى فريقين: فريق اشتغل بشرح كتب الاولين و التعليق عليها،
وفريق احدث اراد ان يعطى لنفسة صفة المؤلف المبتدع،
فحاول ان يظهر مما اجتمع بيدة من كتب السيرة بكتاب جديد به حذف و اضافة،
لم يذكر اسبابها و المبررات التي حملت عليها.
- خلفيات عن السيرة النبوية