وتفسير كامل لهما , الرؤيا من الله والحلم من الشيطان

الرؤيا من الله و الحلم من الشيطان

 9cc01e4efee5bdcd9f1959dc5a20e364

اخرج الامام البخارى بسندة ،

من حديث ابي قتادة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه و سلم قال: الرؤيا الصادقة من الله و الحلم من الشيطان و من حديث ابي سعيد الخدرى رضى الله عنه انه سمع النبى صلى الله عليه و سلم يقول: اذا راي احدكم رؤيا

 20160703 414

يحبها فانما هي من الله ،

فليحمد الله عليها و ليحدث بها.
واذا راي غير هذا مما يكرة فانما هي من الشيطان ،

فليستعذ من شرها و لا يذكرها لاحد فانها لا تضرة .



ولقد اخرج الحديث السابق الامام مسلم من حديث ابي سلمة رضى الله عنه قال: كنت اري الرؤيا اعري منها غير انني لا ازمل حتي لقيت ابا قتادة ،

فذكرت هذا له فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: الرؤيا من الله و الحلم من الشيطان ،

فاذا حلم احدكم حلما يكرهة فلينفث عن يسارة ثلاثا ،

وليتعوذ بالله من شرها ،

فانها لن تضرة .

وفى بعض طرق الحديث عند مسلم زيادة فاخر الحديث و هي: … لا تضرة ،

ولا يخبر فيها احدا فان راي رؤيا حسنة فليبشر ،

ولا يخبر الا من يحب .



اما فالرؤيا السيئة فقد و ردت كذلك زيادة عند الامام مسلم و هي: و ليتحول عن جنبة الذي كان عليه كما و رد فبعض طرق الحديث زيادة ثانية و هي: و ليتعوذ بالله من شر الشيطان و شرها و لا يحدث فيها احدا .



قال ابن حجر : ( الرؤيا من الله مطلقا و ان قيدت فالحديث بالصالحة ،

فهو بالنسبة الى ما لا دخول للشيطان به ،

واما ما له به دخل فتنسب الية نسبة مجازية مع ان الكل بالنسبة الى الخلق و التقدير من قبل الله ،

واضافة الرؤيا الحسنة الى الله للتشريف .
.
وظاهر قوله: الرؤيا من الله و الحلم من الشيطان.
ان التي تضاف الى الله لا يقال لها حلم ،

والتى تضاف للشيطان لا يقال لها رؤيا ،

وهو تصرف شرعى و الا فالكل يسمي رؤيا.
وقد جاء فحديث اخر: الرؤيا ثلاث فاطلق على جميع رؤيا” .



وحديث: “الرؤيا ثلاث” اخرجة مسلم بسندة من حديث ابي هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه و سلم قال: اذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب

 20160703 415




واصدقكم رؤيا اصدقكم حديثا ،

ورؤيا المسلم جزء من خمس و اربعين جزءا من النبوة و الرؤيا ثلاثة : فرؤيا الصالحة بشري من الله ،

ورؤيا تحزين من الشيطان ،

ورؤيا مما يحدث المرء نفسة ،

فان راي احدكم ما يكرة فليقم فليصل ،

ولا يحدث فيها الناس .



اما الرؤيا التي من الشيطان فقد و رد بها حديث صحيح اخرجة الامام مسلم بسندة من حديث جابر بن عبدالله رضى الله عنهما قال: جاء اعرابي الى النبى صلى الله عليه و سلم فقال: يا رسول الله رايت فالمنام كان راسي ضرب فتدحرج فاشتددت على اثرة ،

فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم للاعرابي: لا تحدث الناس بتلعب الشيطان بك فمنامك ،

وقال اي جابر رضى الله عنه: سمعت النبى صلى الله عليه و سلم بعد يخطب فقال: لا يحدثن احدكم بتلعب الشيطان فيه فمنامة .



ومن كذب فحلمة يعذب يوم القيامة ،

وقد و رد هذا فالحديث الذي اخرجة البخارى من حديث ابن عباس رضى الله عنهما عن النبى صلى الله عليه و سلم قال: من تحلم بحلم لم يرة كلف ان يعقد بين شعيرتين و لن


يفعل… و فرواية ابي هريرة رضى الله عنه: من كذب فرؤياة و اخرج البخارى كذلك بسندة من حديث ابن عمر رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ان من افري الفري ان يرى عينية ما لم تر .



جاء فشرح الاحاديث السابقة عند ابن حجر ما يلى :


المراد بالتكليف نوع من التعذيب… انما سماة حلما و لم يسمة رؤيا؛
لانة ادعي انه راي و لم ير شيئا فكان كاذبا ،

والكذب انما هو من الشيطان ،

وقد قال: ان الحلم من الشيطان كما جاء فحديث ابي قتادة ،

وما كان من الشيطان فهو غير حق ،

فصدق بعض الحديث بعضا ،

وقوله: (افري الفرى): افري افعل تفضيل: اي اعظم الكذبات ،

والفري بكسر الفاء و القصر جمع فرية.
قال ابن بطال : الفرية الكذبة العظيمة التي يتعجب منها.
وقال الطيبى : فاري الرجل عينيه: و صفهما بما ليس فيهما.
ونسبة الكذبات الى الكذب للمبالغة نحو قولهم ليل اليل… و معني نسبة الرؤيا الى عينية مع انهما لم يريا شيئا انه اخبر عنهما


بالرؤية هو كاذب… ا ة .



يتبين لنا مما سبق ان هنالك فرقا بين الرؤى و الاحلام حسب ما و رد فالاحاديث الصحيحة و كما جاء هذا فحديث ابي قتادة : الرؤيا الصادقة من الله و الحلم من الشيطان .



ولقد اكد لنا هذا الحكيم الترمذى عند شرحة للاحاديث السابقة و التي استشهد لشرحها ببعض الايات حيث يقول:


قال تعالى: و ما كان لبشر ان يكلمة الله الا و حيا او من و راء حجاب اي فالمنام.
ورؤيا الانبياء و حى بخلاف غيرهم ،

فالوحى لا يدخلة خلل ،

لانة محروس بخلاف رؤيا غير الانبياء فانها ربما يحضرها الشيطان… و جميع الله بالرؤيا ملكا اطلع على احوال بنى ادم من اللوح المحفوظ..
فاذا نام كله تلك الحاجات على طريق الحكمة لتكون له بشري او نذارة او معاتبة ،

والادمى ربما يتسلط عليه الشيطان لشدة العداوة بينهما فهو يكيدة بكل و جة يريد افساد امورة بكل طريق فيلبس عليه رؤياة ،

اما بتخليطة بها و اما بغفلتة عنها.
ثم ان كل المرائى تنحصر على قسمين الرؤيا الصادقة و هي رؤيا الانبياء و من تبعهم من


الصالحين ،

وقد تقع لغيرهم نادرا و هي التي تقع فاليقظة على و فق ما و قعت فالنوم.
والاضغاث و هي لا تنذر بشيء و هي نوعيات:


الاول: تلاعب الشيطان ليحزن الرائى كان يري انه فهول و لا يجد من ينقذة و نحو ذلك.


الثاني: ان يري ان بعض الملائكة تامرة بان يفعل المحرمات مثلا و نحوة من المحال عقلا .



الثالث: ان يري ما تتحدث نفسة فيه فاليقظة … ا ه.


اما رؤيا الانبياء او ما يراة النبى فالمنام فهو من الوحى ؛

لذا فهي معصومة من الشيطان ،

وهذا باتفاق الامة؛
ولهذا هم ابراهيم الخليل على تنفيذ امر الله فالمنام بذبح ابنة اسماعيل عليهما السلام قال تعالى: فلما بلغ معه السعى قال يا بنى انني اري فالمنام انني اذبحك فانظر ماذا تري قال يا ابت افعل ما تؤمر ستجدنى ان شاء الله من الصابرين (102) فلما اسلما و تلة للجبين (103) و ناديناة ان يا ابراهيم (104) ربما صدقت الرؤيا انا ايضا نجزى المحسنين .



وايضا رؤيا يوسف عليه السلام قال تعالى: اذ قال يوسف لابية يا ابت انني رايت احد عشر كوكبا و الشمس و القمر رايتهم لى ساجدين .

 20160703 416




(الجزء رقم : 98،
الصفحة رقم: 166)


وقال تعالى: و قال يا ابت ذلك تاويل رؤياى من قبل ربما جعلها ربى حقا و ايضا رؤيا النبى صلى الله عليه و سلم قال تعالى: لقد صدق الله رسولة الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله امنين محلقين رءوسكم و مقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون هذا فتحا قريبا .


وتفسير كامل لهما , الرؤيا من الله والحلم من الشيطان