الثقة بالله وحسن الظن به

الثقة بالله و حسن الظن به

 

 4c7e30168090b8bff24aa62b66282c94

حسن الظن بالله عبادة قلبية جليلة لا يتم ايمان العبد الا فيه لانة من صميم التوحيد و واجباتة ،

حسن الظن بالله هو ظن ما يليق بالله تعالى و اعتقاد ما يحق بجلالة و ما تقتضية اسماؤة الحسني و صفاتة العليا مما يؤثر فحياة المؤمن على الوجة الذي يرضى الله تعالى ،

تحسين الظن بالله تعالى ان يظن العبد ان الله تعالى راحمة و فارج همة و كاشف غمة و هذا بتدبر الايات و الاحاديث الواردة فكرم الله و عفوة و ما و عد فيه اهل التوحيد ،

حقا .
.
انة مسلك دقيق و منهج و سط بين نقيضين لا يسلكة الا من و فقة الله و جعل قلبة خالصا له سبحانة ،

لذا ينبغى ان يصبح سمة لازمة يتجلي فحياة المؤمن و عند احتضارة و قرب موتة .
 20160718 320

[ انا عند ظن عبدى بى ] قال العلماء :


قال ابن حجر رحمة الله فالفتح ” اي قادر على ان اعمل فيه ما ظن انني عامل فيه ” [ 17 / 397 ]

قال النووى فشرح صحيح مسلم ” قال العلماء : معني حسن الظن بالله تعالى ان يظن انه يرحمة و يعفو عنه ” [ 14 / 210 ]

قال النووى ” قال القاضى : قيل معناة بالغفران له اذا استغفر ،

والقبول اذا تاب ،

والاجابة اذا دعا ،

والكفاية اذا طلب ،

وقيل : المراد فيه الرجاء و تاميل العفو و هو اصح ” [ شرح صحيح مسلم 14 / 2 ]

وعموما فحسن الظن بالله عز و جل ظن ما يليق بالله سبحانة و تعالى من ظن الاجابة و القبول و المغفرة و المجازاة و انفاذ الوعد و جميع ما تقتضية اسماؤة و صفاتة جل و علا .

 20160718 321

لماذا نحسن الظن بالله .



1.
لان به امتثالا و استجابة لله تعالى و لرسولة صلى الله عليه و سلم ” يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله و للرسول اذا دعاكم لما يحييكم ” [ الانفال : 24 ]

2.
لة ارتباط و ثيق بنواحى عقدية متعددة و من هذا مثلا :


ا .

التوكل على الله تعالى و الثقة فيه ،

قال بن القيم رحمة الله : ” الدرجة الخامسة [ اي من درجات التوكل ] حسن الظن بالله عز و جل فعلي قدر حسن ظنك بربك و رجائك له يصبح توكلك عليه ” [ تهذيب مدارج السالكين ص 240 ] .



ب .

الاستعانة بالله و الاعتصام فيه و اللجوء الية سبحانة ،

قال بعض الصالحين ” استخدم فكل بلية تطرقك حسن الظن بالله عز و جل فكشفها ؛

فان هذا اقرب الى الفرج ”

 20160718 322




ج .

الخوف منه سبحانة و تعالى ،

يقول ابو سليمان الدارانى رحمة الله ” من حسن ظنة بالله عز و جل بعدها لا يخاف الله فهو مخدوع ” [حسن الظن بالله ص 40 ]

3.
لان العبد من خلالة يرجوا رحمة الله و رجائة و يخاف غضبة و عقابة ،

يقول بن القيم رحمة الله “ويصبح الراجى دائما راغبا راهبا مؤملا لفضل ربة حسن الظن فيه ” [ زاد المعاد ص ]

4.
حثت عليه النصوص النبوية و دعا الية النبى صلى الله عليه و سلم ” لا يموتن احدكم الا و هو يحسن الظن بالله عز و جل ” ” انا عند ظن عبدى بى ” ” من احب لقاء الله احب الله لقاءة ” .



5.
معرفة و اقع الناس و حالهم مع حسن الظن بالله ،

يقول بن القيم رحمة الله ” فاكثر الخلق بل كلهم الا من شاء الله يظنون بالله غير الحق ظن السوء ؛

فان غالب بنى ادم يعتقد انه مبخوس الحق ،

ناقص الحظ ،

وانة يستحق فوق ما اعطاة الله ،

ولسان حالة يقول : ظلمنى ربى و منعنى ما استحق ،

ونفسة تشهد عليه لذا ،

وهو بلسانة ينكرة و لا يتجاسر على التصريح فيه و من فتش نفسة و تغلغل فمعرفة دفائنها و طواياها ،

راي هذا بها كامنا كمون النار فالزناد ،

فاقدح زناد من شئت ينبئك شرارة عما فزنادة ،

ولو فتشت من فتشتة ،

لرايت عندة تعتبا على القدر و ملامة له ،

واقتراحا عليه خلاف ما جري فيه ،

وانة ينبغى ان يصبح هكذا و هكذا ،

فمستقل و مستكثر ،

وفتش نفسك هل انت سالم من هذا : 20160718 323




فان تنج منها تنج من ذى عظيمة و الا فانى لا اخالك ناجيا ” [ زاد المعاد 3 / 235 ]

6.
لان من اقوى الظن بربه عز و جل فايقن صدق و عدة و تمام امرة و ما اخبر فيه من نصرة الدين و التمكين فالارض للمؤمنين ،

اجتهد فالعمل لهذا الدين العظيم و الدعوة الى الله و الجهاد فسبيلة بمالة و نفسة .



7.
اثرة الايجابي على نفس المؤمن فحياتة و بعد مماتة ،

فمن اقوى الظن بربه و توكل عليه حق توكلة جعل الله له فكل امرة يسرا و من جميع كرب فرجا و مخرجا ،

فاطمان قلبة و انشرحت و نفسة و غمرتة السعادة و الرضي بقضاء الله و قدرة و خضوعة لربة جلا و علا .



8.
المبادرة الى طلب عفو الله و رحمتة و رجائة و مغفرتة ليطرق بعد هذا العبد باب ربة منطرحا بين يدية راجيا مغفرتة تائبا من معصيتة ” ان الله تعالى يبسط يدة بالليل ليتوب مسيء النهار ،

ويبسط يدة بالنهار ليتوب مسيء الليل حتي تطلع الشمس من مغربها ” [ رواة مسلم ] .



9.
فية النجاة و الفوز بالجنان و رضي الرحمن ” لا يموتن احدكم الا و هو يحسن الظن بالله عز و جل ” روي ابو بكر بن ابي الدنيا عن ابراهيم قال : كانوا يستحبون ان يلقنوا العبد محاسن عملة عند موتة لكي يحسن ظنة بربه عز و جل ”


10.
يعين على التدبر و التفكر فاسماء الله و صفاتة و ما تقتضية من معاني العبودية و الاخلاص ،

يقول ابن القيم رحمة الله تعالى ” و الاسماء الحسني ،

والصفات العلي مقتضية لاثارها من العبودية و الامر اقتضاءها لاثارها من الخلق و التكوين ؛

فلكل صفة عبودية خاصة هي من موجباتها و مقتضياتها ،

اعنى من موجبات العلم فيها ،

والتحقق بمعرفتها و ذلك مطرد فجميع نوعيات العبودية التي على القلب و الجوارح ” [ مفتاح دار السعادة ص 424 ]

 20160718 324

السلف و حسن الظن بالله .



1.
كان سعيد بن جبير يدعوا ربة فيقول ” اللهم انني اسالك صدق التوكل عليك و حسن الظن بك ”


2.
وكان عبدالله بن مسعود رضى الله عنه يقول ” و الذي لا الة غيرة ما اعطى عبد مؤمن شيئا خير من حسن الظن بالله عز و جل ،

والذى لا الة غيرة لا يحسن عبد بالله عز و جل الظن الا اعطاة الله عز و جل ظنة ؛

ذلك بان الخير فيدة ”


3.
وسفيان الثورى رحمة الله كان يقول : ما احب ان حسابي جعل الى و الدى ؛

فربى خير لى من و الدى ”


4.
وكان يقول عند قوله تعالى ” و احسنوا ان الله يحب المحسنين ” احسنوا بالله الظن .



5.
وعن عمار بن يوسف قال : رايت حسن بن صالح فمنامي فقلت : ربما كنت متمنيا للقائك ؛

فماذا عندك فتخبرنا فيه ؟

فقال : ابشر!
فلم ار كحسن الظن بالله عز و جل شيئا ”

المعاصى و حسن الظن بالله .



حسن الظن بالله هو حسن العمل نفسة ،

فان العبد انما يحملة على حسن العمل حسن ظنة بربه ان يجازية على اعمالة و يثيبة عليها و يتقبلها منه ،

فالذى حملة على حسن العمل حسن الظن ،

فكلما حسن ظنة بربه حسن عملة ،

لكن كثيرا من خلق الله تعالى ربما تعلق بنصوص الرجاء و اتكل عليها ،

فتري الواحد منهم اذا ما عوتب على و قوعة فالخطا او الزلل سرد لك ما يحفظ من ادلة فمغفرة الله و رحمتة و عفوة و جودة و كرمة و ان رحمتة سبقت غضبة ،

وكان حال لسانة :


وكثر ما استطعت من الخطايا اذا كان القدوم على كريم


او كقول الاخر : التنزة من الذنوب جهل بسعة عفو الله ،

قال ابن القيم رحمة الله ” و لا ريب ان حسن الظن بالله انما يصبح مع الاحسان ،

فان المحسن حسن الظن بربه ،

انة يجازية على احسانة ،

ولا يخلف و عدة ،

ويقبل توبتة ،

واما المسيء المصر على الكبائر و الظلم و المخالفات فان و حشة المعاصى و الظلم و الحرام تمنعة من حسن الظن بربه … و بالجملة فحسن الظن انما يصبح مع انعقاد سبب النجاة ،

واما مع انعقاد سبب الهلاك فلا يتاتي احسان الظن ”

سوء الظن بالله تعالى .



لقد ذم الله تعالى من اساء الظن فيه ،

فاخبر عن المشركين انهم يظنون فيه ظن السوء ،

قال تعالى ” و يعذب المنافقين و المنافقات و المشركين و المشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء و غضب الله عليهم و لعنهم و اعد لهم جهنم و ساءت مصيرا ” [ الفتح : ] و وصف المنافقين بانهم يظنون فيه غير الحق فقال تعالى ” يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الامر شئ قل ان الامر كله لله ” [ ال عمران : ] قال الالوسى رحمة الله : اي ظن الامر الفاسد المذموم و هو ان الله عز و جل لا ينصر رسولة صلى الله عليه و سلم ،

وقيل المراد فيه : ما يعم هذا و سائر ظنونهم الفاسدة من الشرك و غيرة ” [ روح المعاني فتفسير القران العظيم و السبع المثاني 9 / 95 ] و ذلك الظن مما لا يليق بالله تعالى و حكمتة و وعدة الصادق ،

فمن ظن ان الله يديل الباطل على الحق ادالة مستمرة يضمحل معها الحق او انكر ان يصبح ما جري بقضائة و قدرة ،

او انكر ان يصبح قدرة لحكمة بالغة يستحق عليها الحمد ،

فذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار .
 20160718 325

صور من اساءة الظن بالله تعالى .



1.
من قنط من رحمتة و ايس من روحة فقد ظن فيه ظن السوء .



2.
من ظن فيه ان يترك خلقة سدي ،

معطلين عن الامر و النهى ،

ولا يرسل اليهم رسلة و لا ينزل عليهم كتبة بل يتركهم هملا كالانعام فقد ظن فيه ظن السوء .



3.
من ظن انه لا سمع له و لا بصر ،

ولا علم له و لا ارادة ،

وانة لم يكلم احدا من الخلق و لا يتكلم ابدا ،

وانة ليس فوق سماواتة على عرشة بائنا من خلقة اي بلا كيف و كما وصف الله فيه نفسة فقد ظن فيه اقبح الظن و اسواة .



4.
من ظن انه لن يجمع عبيدة بعد موتهم للثواب و العقاب فدار يجازى المحسن بها باحسانة ،

والمسيء باساءتة ،

ويبين لخلقة حقيقة ما اختلفوا به ،

ويظهر للعالمين كلهم صدقة و صدق رسلة و ان اعداءة كانوا هم الكاذبين ،

فقد ظن فيه ظن السوء .



5.
من ظن ان له و لدا او شريكا او ان احدا يشفع عندة بدون اذنة ،

او ان بينة و بين خلقة و سائط يرفعون حوائجهم الية ،

او انه نصب لعبادة اولياء من دونة يتقربون بهم الية ،

ويجعلونهم و سائط بينهم و بينة فيدعونهم و يحبونهم كحبة و يخافونهم كخوفة فقد ظن فيه اقبح الظن و اسواة .



6.
من ظن بالله تعالى ان يخيب من تضرع الية و سالة رغبة و رهبة و استعان فيه و توكل عليه و لا يعطية ما سالة ،

فقد ظن فيه ظن السوء ،

وظن فيه خلاف ما هو اهلة .



7.
من ظن فيه سبحانة و تعالى ان يسلط على رسولة محمد  اعدائة دائما فحياتة و بعد مماتة ،

وانة ابتلاة بهم لا يفارقونة ،

فلما ما ت استبدوا بالامر دون و صية ،

وظلموا اهل بيته و سلبوهم حقهم ،

وكانت العزة و الغلبة و القهر لاعدائة و اعدائهم دائما من غير ذنب لاوليائة و اهل الحق ،

وهو يري قهرهم لهم و غصبهم اياهم حقهم و تبديلهم دين نبيهم ،

وهو يقدر على نصرة اوليائة و حزبة و لا ينصرهم ،

او انه لا يقدر على هذا ،

بل حصل ذلك بغير مشيئتة و لا قدرتة ،

ثم جعل المبدلين لدينة مضاجعية فحفرتة ،

تسلم امتة عليه و عليهم جميع وقت فقد ظن فيه اقبح الظن و اسواة [ زاد المعاد 3 / 922 ]

حسن الظن بالمؤمنين .



حسن الظن خلق فريد و امر حض عليه الاسلام ،

وهو من ابرز سبب التماسك الاجتماعى على مستوي الفرد و الاسرة و المجتمع ،

حسن الظن راحة للفؤاد و طمانينة للنفس و سلامة من اذي الخواطر المقلقة التي تفنى الجسد ،

وتهدم الروح ،

وتطرد السعادة ،

وتكدر العيش ،

بفقدة و تلاشية تتقطع حبال القربي و تزرع بذور الشر و تلصق التهم و المفاسد بالمسلمين الابرياء ،

لذا كان اصلا من اصول اخلاق الاسلام ،

وعليه فلا يجوز لانسان ان يسيء الظن بالاخرين لمجرد التهمة او التحليل لموقف ،

فان ذلك عين الكذب ” اياكم و الظن فان الظن اكذب الحديث ” [ رواة البخارى ] و ربما نهي الرب جلا و علا عبادة المؤمنين من اساءة الظن باخوانهم فقال ” يا ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم ” و ما ذاك الا لان الظن سيئة كبار موقعة لعديد من المنكرات العظيمة اذ هو ذريعة للتجسس ،

كما انه دافع الى الوقوع فالغيبية المحرمة ” و لا تجسسوا و لا يغتب بعضكم بعضا ” فما احوجنا الى ذلك الخلق العظيم لتدوم بيننا المحبة و الوئام ،

وتصفوا القلوب و الصدور ،

وتزول الشحناء و البغضاء ،

ورحم الله القائل :


ومن ذا الذي ترضي سجاياة كلها كفي المرء نبلا ان تعد معايبه

 20160718 326

  • الثقة بالله وحسن الظن به
  • تفسير حلم الثقة بالله
  • الثقة بالله في المنام
  • ثقة بالله
  • حسن الظن بالله في المنام
  • اجمل ما قيل عن الثقة في الله
  • تفسير حلم الثقه بالله
  • الثقة بالله
  • معنى الثقة بالله
  • صور الثقة في الله


الثقة بالله وحسن الظن به