حياتنا القصيره بين الماضي والحاضر
كلما تقدم بنا الزمان، اشتاقت الذاكره للرجوع الى الوراء، لتشتم عبق الماضي بالذكريات والحنين الى
ما به من اوقات تمثل النشوه لاصحابها في بعض الاحيان. لاسيما اذا قارنا بين الامس
واليوم في كثير من جوانب الحياة.
ففي الماضي كانت البساطه سائده في العلاقات والمعاملات سواء بين الاهل والاقارب او الاصدقاء ولا
تشوبها المفارقات الاجتماعيه او الانتهازيات الماديه بالخصوص بين الاصدقاء الصغار الذين غالبا ما تكون العلاقه
بينهم مجبوله على الفطرة.
اتذكر عندما كنا صغارا، نلعب ونمرح سويا بالعاب شتى، كره القدم و(الغميمة) و(الحلول) بغض النظر
هذا ابن من وهذا من اي جهة، فلا تباعدهم الانساب ولا تشتتهم الجهات، ولا فوراق
ماديه تفصل بينهم!
كان الطفل بفطرته مطواعا، ويتخير الصديق المناسب الذي يمرح معه دون اي كلل او ملل.
وبقينا بعد ذلك حتى تقدمت السنون ومضت الايام وبدات الحياه تتغير شيئا فشيئا وبدا الحاضر
يمحو ايام الماضي الجميل، وجاء الحاضر، حاضر التقنيات، وحاضر الاتصال، حاضر السرعه وتغيرت معه ايام
الطفوله وايام الذكريات، لنرى طفوله اليوم كيف تغيرت معها حتى العاب الماضي، فبدلا من (الغميمة)
جاء (البليستيشن) وبدلا من (الحلول) جاءت العاب الحاسب الالي وظهرت الماديات حتى بين الاطفال انفسهم.
لا اذم هنا استخدام الاجهزه الحديثه ابدا، فاستغلال التقنيه الحديثه امر محبب ومطلوب، لكنها مجرد
مقارنه بين معيشه الامس واليوم وكيفيه اساليب الاطفال في التعامل معها.
والنقطه المهمه ان الالعاب سابقا لم يكن لها مؤثر خارجي يخشى على الاطفال منه بعكس
اليوم في مساله التلفاز والانترنت وغيرهما.
فكم كان الطفل في الماضي في مامن مما يلهو به، وكيف يخشى عليه الابوان اليوم؟
كم كانت الايام في الماضي جميلة، وكم كنا نلهو ونمرح بلا تكلف كثير من غيرنا
ولا خشيه تذكر الا من الله سبحانه.