ما هي قيمه العمل
العمل يشكل قيمه اساس ترتكز عليها عمليه تطوير الانسان لقواه وقابلياته. فالله عز وجل خلق
الانسان واودع فيه الاستعداد والقابليه للتطور والكمال. وما يمكن ان يخرج هذه الاستعدادات من حيز
السبات الى حيز الفعليه والوجود هو العمل والجهاد في هذه الحياة. وليكن معلوما ان هذا
الامر يعتبر سنه الهيه لا تتبدل ولا تتغير
تستطيع كل البشريه ان تستفيد وتنعم من بركات هذه السنه وهذا القانون. ولذلك نجد ان
المجتمعات التي عملت وجاهدت وبذلت كل ما لديها في سبيل امر ما استطاعت الوصول الى
ما رمت اليه، هذا مع كون بعض هذه المجتمعات لا تمتلك اعتقادا صحيحا وسليما. وما
ذلك الا لاجل هذا القانون الالهي العام والشامل. نعم، ان المجتمع المؤمن والموحد، يستطيع ان
ينعم من خيرات هذا القانون فيما لو طبقه، واضاف اليه التسديد والتوفيق الالهيين. لان الله
عز وجل وعد الذين يعملون ويبذلون الجهد من المؤمنين ان يفتح لهم الافاق، ويوصلهم الى
بركات وثمرات لم يكونوا ليتوقعوها، وذلك قوله تعالى:﴿والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا﴾1.
ثم ان للعمل بعدا اخر مهما جدا لا يدركه الا من اغترف من نبع الاسلام
الصافي. وهذا البعد يتعلق بعالم الاخرة. فمن الثابت بحسب النصوص الشريفه ان الذي يشكل كيان
الانسان ووجوده في عالم البرزخ وفي القيامه هو عمله الى جانب اعتقاده. فمن اراد ان
يظفر بصوره باهيه وجميله لنفسه في ذلك العالم فعليه بالعمل الصالح. ومن اعتاد على الاعمال
الطالحه من دون ان يتوب فلا ينتظرن هناك الا وجها اسودا ونفسا متعبه ومرهقه ومعذبة.
وكل ذلك صنيعه اعمال الانسان في هذه الدنيا.