اللغه الهيروغليفيه مصرية
في الاستعمال الشائع تدل الهيروغليفيه المصريه على نظام الكتابه الذي استعمل في مصر القديمه لتسجيل
اللغه المصريه والقيام بعمليات الجمع والطرح والحساب. اقدم ما وصلنا مكتوبا بالهيروغليفيه مخطوط رسمي ما
بين عامي 3300 قبل الميلاد و 3200 ق.م. في ذلك المخطوط استخدمت صور لترمز الى
اصوات اوليه للكلمات، وقد استوحى المصري القديم تلك الصور من الموجودات الشائعه في البيئه المصريه
في ذلك الوقت، من نبات وحيوان واعضاءها ومن الانسان واعضائه ومن مصنوعاته وغيرها. مثل الفم
وينطق (را)، والعين وتنطق (يري) والعرش وينطق (ست) والبيت وينطق (بر) او الثعبان (فاي) ويؤخذ
منها الحرف الاول (ف)، والبومه (م) والحداه (ا)، كما استعملوا رموزا دخلت فيما بعد الى
الكتابه العربيه مثل (ه) و(و) و(ش).
اخذوا ايضا اسماء ذات حرفين للتعبير عن حرفين متتاليين : مثل البيت (بر) ، و
العرش (ست) ، و الارنب (ون) . كما استعملوا من بعض الكلمات ثلاثه حروف ،
مثل : عنخ (ومعناها حياة) ، و حتب (ومعناها راضي او قربان) ، و نفر
( ومعناها جميل) .
كتابه نص من كتاب الموتى . الصوره تبين اوزوريس اله العالم الاخر في صومعته ويتقدم
اليه عائله من الصالحين بملابسهم البيضاء بعد اجتيازهم “يوم الحساب” .
استعملت الهيرغليفيه كنمط كتابه رسمي لتسجيل الاحداث على المعالم والنصوص الدينيه علي جدران المعابد والمقابر
واسطح التماثيل والالوح الحجريه المنقوشه والالواح الخشبيه الملونة،
وبسبب طبيعتها كانت تعد منذ القدم نظاما للكتابه وفنا زخرفيا جميلا في ان واحد، مثلها
في ذلك مثل الخط العربي. ومن اهم الكتابات عند المصريين القدماء كتابه اسمائهم، واسماء الاب
والام والاخوات، لانهم كانوا يعتقدون انه للبعث في الحياه الاخره لا بد من المحافظه على
اسم الشخص الى جانب المحافظه على جثمانه ، وضياع الاسم يعتبر الفناء الكامل. وكانوا يكتبون
كذلك وظائفهم بحانب اسمائهم ، مثل رئيس الكتاب امنمحعت (امير-شس امنمحعت)، واذا توفي رئيس الكتاب
امنمحعت مثلا ، فكانوا يكتبون اسمه ووظيفته كالاتي : “امير-شس امنمحعت، ماع خرو ” اي
رئيس الكتاب امنمحعت ،الصادق في كلامه (امام الالهه يوم الحساب) بمعنى المغفور له.
يعد الخط الهيرغلفي الاب الاول لكل نظم الكتابه اللاحقه اذ بنى قوم ساميون على بعض
رموزه نظاما ابجديا لتسجيل اصوات لغتهم هو الخط السيناوي الاولي الذي استنبطت منه لاحقا كل
نظم الكتابه الابجديه المعروفه في العالم تقريبا، البائده منها والباقية، وعلى راسها الكتابه اليونانيه القديمه
والقبطيه ثم الرومانية، ومنها كتابه اللغات الاوروبية.
بعد اندثار المعرفه بقراءه الهيرغليفيه في العصور المتاخره انشغل عديدون بمساله حل رموزها، وتذكر مصادر
ان ذا النون المصري وابن وحشيه كانا قادرين على قراءتها، ولو جزئيا.
في العصر الحديث كان لاكتشاف حجر رشيد على يد ضابط في الحمله الفرنسية، وما تلاه
من عمل شامبليون على فك رموزها الاثر الابلغ على تقدم علم المصريات.
الاشاره الى لغه مصر القديمه باسم “اللغه الهيروغليفية” بين العوام ووسائل الاعلام خطا شائع، لان
الهيروغليفيه هي نظام الكتابة.