مقالات منوعة جديدة

بحث كامل عن الهجرة النبوية الشريفة , كل المعلومات عن الرحلة التي اثرت في تاريخ العالم

بحث كامل عن الهجرة النبوية الشريفة - كل المعلومات عن الرحلة التي اثرت في تاريخ العالم Image10

بحث كامل عن الهجره النبويه الشريفة

بحث كامل عن الهجرة النبوية الشريفة - كل المعلومات عن الرحلة التي اثرت في تاريخ العالم Bd41C4D81Ab1659151004D07Ca624Dab

عندما هاجر الرسول -صلى الله عليه وسلم- من مكه لم يهجر قلبه تراب مكه ولا
الكعبه الرابضه في قلب مكة، ولقد اعلن -صلى الله عليه وسلم- ذلك بعباره صحيحه عندما
التفت الى مكه وهو يودعها قائلا: “ما اطيبك من بلد واحبك الي! ولولا ان قومي
اخرجوني منك ما سكنت غيرك”. (رواه الترمذي).

وعندما هاجر الرسول -صلى الله عليه وسلم- من مكه لم يهجر قريشا ولا بني هاشم،
فلقد كان يحب الجميع، ويتمنى لهم الهدايه والخير، كما انه -وهو الوفي- لم ينس لبني
هاشم -مسلمهم وكافرهم- مواقفهم معه عندما قادتهم عصبيه الرحم فحموه من كل القبائل، ودخلوا معه
شعب ابي طالب يقاسون معه ومع المسلمين الجوع والفاقة، ولا يمنون عليه بذلك، مع انهم
على غير دينه، لكنه الولاء للارحام.

هاجر عليه السلام ولكنه لم يهجر

فالرسول المهاجر -صلى الله عليه وسلم- لم يهجر كل ذلك بل حمله معه في قلبه،
يحن الى ذلك اليوم الذي يعود فيه الى مراتع الصبا، والى الرحم الذي وقف معه
حتى قال قائلهم وسيدهم ابو طالب: “اذهب يا ابن اخي! فقل ما شئت فوالله لن
اسلمك ابدا”، مع انه لم يكن على دينه.

بحث كامل عن الهجرة النبوية الشريفة - كل المعلومات عن الرحلة التي اثرت في تاريخ العالم 20160722 64

وانما كانت هجره الرسول -صلى الله عليه وسلم- من مكه هجرا للوثنيه المسيطره التي لا
يريد اصحابها ان يتعاملوا بمنطق الدين او منطق العقل او منطق الاخلاق. فهذه وثنيه يجب
ان تهجر وان يهاجر من مناطق نفوذها واشعاعاتها.

وانما هاجر الرسول، وهجر -الى جانب الوثنيه المسيطرة- تلك العصبيه المستعليه التي تعرف منطق القوة،
ولا تعرف منطق الحق، وليس في وعيها ولا في قاموسها ان تهادن الايمان، وان تترك
مساحه للتفاهم والحوار، وبالتالي تصبح الحياه معها -بعقيده ايمانيه بعيده عن اشعاعاتها- امرا مستحيلا.

اننا نريد ان يفهم مضمون الهجره الاسلاميه كما ينبغي ان يفهم، وان تكون هجره الرسول
هي المرجعيه لهذا الفهم. فقد بعث محمد -صلى الله عليه وسلم- “رحمه للعالمين”، فكيف تكون
اذن رحمته بالقوم الذين انتسب اليهم، او بالقوم الذين عاش معهم، او بالارض الطاهره التي
نشا فيها، وتربى في بطاحها وتنسم عبيرها، وشاهد جموع الزاحفين الى ارضها الطاهره من كل
فج عميق؟!

ان رحمته -بالضروره هنا- لا بد ان تكون اكبر من اي رحمه اخرى… ولهذا نراه
-صلى الله عليه وسلم- يرفض دائما ان يدعو على اهل مكة، وحتى وهو في هذه
اللحظه البالغه الصعوبة، عندما وقع في حفره حفروها له في موقعه احد، وتناوشته سهامهم من
كل مكان، وسالت دماؤه الطاهره على جبل احد الذي كان يتبادل الرسول -صلى الله عليه
وسلم- الحب معه، لان بعض قطرات دمائه الزكيه قد اختلطت بتراب احد الطاهر، فاصبحا حبيبين…
حتى في هذه اللحظه البالغه الصعوبه لم يستطع لسانه الزكي، ولا قلبه التقي ان يدعو
عليهم، ولا ان يشكوهم الى الله، وانما كان يردد على مسمع من الناس جميعا: “اللهم
اهد قومي فانهم لا يعلمون” (متفق عليه). وعندما كان يرى تمادي قريش في الحرب كان
يتاسف عليهم ويقول: “يا ويح قريش لقد اكلتهم الحرب، ماذا عليهم لو خلوا بيني وبين
سائر الناس” (رواه الامام احمد في مسنده).

بحث كامل عن الهجرة النبوية الشريفة - كل المعلومات عن الرحلة التي اثرت في تاريخ العالم 20160722 65

وكم راودته الجبال الشم -بامر من الله- ان تطبق عليهم فكان يرفض ويقول: “ارجو ان
يخرج الله من اصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا” (متفق عليه). وعندما
جاءته فرصه السلام معهم اصر عليها، مع تعنتهم في الشروط تعنتا اغضب اصحابه، لكنه كان
يريد لهم الحياة، والا تستمر الحرب في اكلهم، والا يبقوا -وهم قومه وشركاؤه في الوطن-
مستمرين في تاليب القبائل عليه لدرجه انهم اصبحوا العقبه الكاداء في طريق الاسلام؛ مما يفرض
عليه بامر الله الجهاد لازاله هذه العقبة، ونجح الرسول في ازاله عقبتهم بقبول شروطهم المجحفة،
حبا لهم، وحفاظا على بقائهم، وايضا لافساح الطريق امام دين الله.

اما حين دخل مكه -صلى الله عليه وسلم- فاتحا فقد حافظ بكل قوه على كرامتهم
ودمائهم، ولم يقبل مجرد كلمه خرجت من فم سعد بن عباده رضي الله عنه -احد
الصحابه والقاده الاجلاء- وذلك عندما قال: “اليوم يوم الملحمة” فنزع الرايه منه، واعطاها لابنه قيس
وقال “لا، بل اليوم يوم المرحمة، اليوم يعز الله قريشا”(1).

بحث كامل عن الهجرة النبوية الشريفة - كل المعلومات عن الرحلة التي اثرت في تاريخ العالم 20160722 66

وعندما استسلمت مكه كلها تماما، وقف اهل مكه ينتظرون حكمه فيهم مستحضرين تاريخهم الظالم معه،
لكنهم سرعان ما تذكروا انه الرءوف الرحيم الطاهر البريء من رغبات الانتقام او المعامله بالمثل.
فلما سالهم: “ما تظنون اني فاعل بكم”، قالوا: “اخ كريم وابن اخ كريم”، فرد عليهم
قائلا: ﴿لا تثريب عليكم﴾ (يوسف: 92)، وهي كلمه نبي الله يوسف عليه السلام التي قالها
لاخوته، ومنها ندرك انه اعتبرهم جميعا اخوته، كانهم اخوه يوسف عليه السلام، ثم اعلن العفو
العام بتلك الجمله الخالدة: “اذهبوا فانتم الطلقاء لوجه الله تعالى”(2). فكانه انقذهم من الموت الزؤام
عليه الصلاه والسلام.

 

  • بحث كامل عن الهجرة النبوية الشريفة
  • بحث شاملعنالهجرةالنبوية
Previous post
اسهل طريقة لعمل البوظة في المنزل
Next post
كيفية عمل عصير ليمون , كوباية عصير لمون ما راح تنسي طعمها