شهر رمضان المبارك مسائل رمضانية

ربما يود الذين كفروا , ما معني هذه الاية وتفسيرها

ربما يود الذين كفروا - ما معني هذه الاية وتفسيرها 11 0

ربما يود الذين كفروا

ربما يود الذين كفروا - ما معني هذه الاية وتفسيرها D6C07Eea33391D62447Cc6F794Fb5990

القول في تاويل قوله تعالى : ( ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين (
2 ) )

اختلفت القراء في قراءه قوله ( ربما ) فقرات ذلك عامه قراء اهل المدينه وبعض
الكوفيين ( ربما ) بتخفيف الباء ، وقراته عامه قراء الكوفه والبصره بتشديدها .

والصواب من القول في ذلك عندنا ان يقال : انهما قراءتان مشهورتان ، ولغتان معروفتان
بمعنى واحد ، قد قرا بكل واحده منهما ائمه من القراء ، فبايتهما قرا القارئ
فهو مصيب .

ربما يود الذين كفروا - ما معني هذه الاية وتفسيرها 20160623 555

[ ص: 60 ] واختلف اهل العربيه في معنى “ما” التي مع “رب” ، فقال
بعض نحويي البصره : ادخل مع رب “ما” ليتكلم بالفعل بعدها ، وان شئت جعلت
“ما” بمنزله شيء ، فكانك قلت : رب شيء ، يود : اي رب ود
يوده الذين كفروا . وقد انكر ذلك من قوله بعض نحويي الكوفه ، وقال :
المصدر لا يحتاج الى عائد ، والود قد وقع على “لو” ، ربما يودون لو
كانوا : ان يكونوا ، قال : واذا اضمر الهاء في “لو” فليس بمفعول ،
وهو موضع المفعول ، ولا ينبغي ان يترجم المصدر بشيء ، وقد ترجمه بشيء ،
ثم جعله ودا ، ثم اعاد عليه عائدا . فكان الكسائي والفراء يقولان : لا
تكاد العرب توقع “رب” على مستقبل ، وانما يوقعونها على الماضي من الفعل كقولهم :
ربما فعلت كذا ، وربما جاءني اخوك ، قالا وجاء في القران مع المستقبل :
ربما يود ، وانما جاز ذلك لان ما كان في القران من وعد ووعيد وما
فيه ، فهو حق كانه عيان ، فجرى الكلام فيما لم يكن بعد مجراه فيما
كان ، كما قيل ( ولو ترى اذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربهم ) وقوله
( ولو ترى اذ فزعوا فلا فوت ) كانه ماض وهو منتظر لصدقه في المعنى
، وانه لا مكذب له ، وان القائل لا يقول اذا نهى او امر فعصاه
المامور يقول : اما والله لرب ندامه لك تذكر قولي فيها لعلمه بانه سيندم ،
والله ووعده اصدق من قول المخلوقين . وقد يجوز ان يصحب بما الدائم وان كان
في لفظ يفعل ، يقال : ربما يموت الرجل فلا يوجد له كفن ، وان
اوليت الاسماء كان معها ضمير كان ، كما قال ابو داود :

ربما الجامل المؤبل فيهم وعناجيج بينهن المهار [ ص: 61 ] فتاويل الكلام : ربما
يود الذين كفروا بالله فجحدوا وحدانيته لو كانوا في دار الدنيا مسلمين .

ربما يود الذين كفروا - ما معني هذه الاية وتفسيرها 20160623 556

كما حدثنا علي بن سعيد بن مسروق الكندي ، قال : ثنا خالد بن نافع
الاشعري ، عن سعيد بن ابي برده ، عن ابي برده ، عن ابي موسى
، قال : بلغنا انه اذا كان يوم القيامه ، واجتمع اهل النار في النار
ومعهم من شاء الله من اهل القبله ، قال الكفار لمن في النار من اهل
القبله : الستم مسلمين؟ قالوا : بلى ، قالوا : فما اغنى عنكم اسلامكم وقد
صرتم معنا في النار؟ قالوا : كانت لنا ذنوب فاخذنا بها ، فسمع الله ما
قالوا ، فامر بكل من كان من اهل القبله في النار فاخرجوا ، فقال من
في النار من الكفار : يا ليتنا كنا مسلمين ، ثم قرا رسول الله صلى
الله عليه وسلم ( الر تلك ايات الكتاب وقران مبين ربما يود الذين كفروا لو
كانوا مسلمين ) .

حدثنا الحسن بن محمد ، قال : ثنا عمرو بن الهيثم ابو قطن القطعي ،
وروح القيسي ، وعفان بن مسلم واللفظ لابي قطن قالوا : ثنا القاسم بن الفضل
بن عبد الله بن ابي جروه ، قال : كان ابن عباس وانس بن مالك
يتاولان هذه الايه ( ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) قالا ذلك يوم
يجمع الله اهل الخطايا من المسلمين والمشركين في النار . وقال عفان : حين يحبس
اهل الخطايا من المسلمين والمشركين ، فيقول المشركون : ما اغنى عنكم ما كنتم تعبدون
، زاد ابو قطن : قد جمعنا واياكم ، وقال ابو قطن وعفان : فيغضب
الله لهم بفضل رحمته ، ولم يقله روح بن عباده ، وقالوا جميعا : فيخرجهم
الله ، وذلك حين يقول الله ( ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين )
.

حدثنا الحسن ، قال : ثنا عفان ، قال : ثنا ابو عوانه ، قال
: ثنا عطاء بن السائب ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، في قوله
( ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) قال : يدخل الجنه ويرحم حتى
يقول في اخر ذلك : من كان [ ص: 62 ] مسلما فليدخل الجنه ،
قال : فذلك قوله ( ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) .

حدثني المثنى ، قال : ثنا عبد الله بن صالح ، قال : ثني معاويه
، عن علي ، عن ابن عباس ، في قوله ( ربما يود الذين كفروا
لو كانوا مسلمين ) ذلك يوم القيامه يتمنى الذين كفروا لو كانوا موحدين .

حدثنا احمد بن اسحاق ، قال : ثنا ابو احمد ، قال : ثنا سفيان
عن سلمه بن كهيل ، عن ابي الزعراء ، عن عبد الله ، في قوله
( ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) قال : هذا في الجهنميين اذا
راوهم يخرجون من النار .

حدثني المثنى ، قال : اخبرنا مسلم بن ابراهيم ، قال : ثنا القاسم ،
قال : ثنا ابن ابي فروه العبدي ان ابن عباس وانس بن مالك كانا يتاولان
هذه الايه ( ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) يتاولانها يوم يحبس الله
اهل الخطايا من المسلمين مع المشركين في النار ، قال : فيقول لهم المشركون :
ما اغنى عنكم ما كنتم تعبدون في الدنيا ، قال : فيغضب الله لهم بفضل
رحمته ، فيخرجهم ، فذلك حين يقول ( ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين
)

حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن عطاء بن السائب ، عن
مجاهد ، عن ابن عباس ، قال : ما يزال الله يدخل الجنه ، ويرحم
ويشفع حتى يقول : من كان من المسلمين فليدخل الجنه ، فذلك قوله ( ربما
يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) .

حدثني يعقوب بن ابراهيم ، قال : ثنا ابن عليه ، عن هشام الدستوائي ،
قال : ثنا حماد ، قال : سالت ابراهيم عن هذه الايه ( ربما يود
الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) قال : حدثت ان المشركين قالوا لمن دخل النار
من المسلمين : ما اغنى عنكم ما كنتم تعبدون ، قال : فيغضب الله لهم
، فيقول للملائكه والنبيين : اشفعوا ، فيشفعون ، فيخرجون من النار ، حتى ان
ابليس ليتطاول رجاء ان يخرج معهم ، قال : فعند ذلك يود الذين كفروا لو
كانوا مسلمين .

حدثني المثنى ، قال : ثنا حجاج ، قال : ثنا حماد ، عن ابراهيم
، انه قال في قول الله عز وجل : ( ربما يود الذين كفروا لو
كانوا مسلمين ) قال : يقول [ ص: 63 ] من في النار من المشركين
للمسلمين : ما اغنت عنكم “لا اله الا الله” قال : فيغضب الله لهم ،
فيقول : من كان مسلما فليخرج من النار ، قال : فعند ذلك ( يود
الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) .

حدثنا الحسن بن يحيى ، قال : اخبرنا عبد الرزاق ، قال : اخبرنا معمر
، عن حماد ، عن ابراهيم في قوله ( ربما يود الذين كفروا لو كانوا
مسلمين ) قال : ان اهل النار يقولون : كنا اهل شرك وكفر ، فما
شان هؤلاء الموحدين ما اغنى عنهم عبادتهم اياه ، قال : فيخرج من النار من
كان فيها من المسلمين . قال : فعند ذلك ( يود الذين كفروا لو كانوا
مسلمين ) .

حدثنا الحسن بن يحيى ، اخبرنا عبد الرزاق ، قال : اخبرنا الثوري ، عن
حماد ، عن ابراهيم ، عن خصيف ، عن مجاهد ، قال : يقول اهل
النار للموحدين : ما اغنى عنكم ايمانكم؟ قال : فاذا قالوا ذلك ، قال :
اخرجوا من كان في قلبه مثقال ذره ، فعند ذلك ( يود الذين كفروا لو
كانوا مسلمين ) .

حدثني المثنى ، قال : ثنا مسلم ، قال : ثنا هشام ، عن حماد
، قال : سالت ابراهيم عن قول الله عز وجل ( ربما يود الذين كفروا
لو كانوا مسلمين ) قال : الكفار يعيرون اهل التوحيد : ما اغنى عنكم لا
اله الا الله ، فيغضب الله لهم ، فيامر النبيين والملائكه فيشفعون ، فيخرج اهل
التوحيد ، حتى ان ابليس ليتطاول رجاء ان يخرج ، فذلك قوله ( ربما يود
الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) .

حدثنا احمد ، قال : ثنا ابو احمد ، قال : ثنا عبد السلام ،
عن خصيف ، عن مجاهد ، قال : هذا في الجهنميين ، اذا راوهم يخرجون
من النار ( يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) .

حدثني المثنى ، قال : ثنا الحجاج بن المنهال ، قال : ثنا حماد ،
عن عطاء بن السائب ، عن مجاهد ، قال : اذا فرغ الله من القضاء
بين خلقه ، قال : من كان مسلما فليدخل الجنه ، فعند ذلك ( يود
الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا ابو عاصم ، قال : ثنا عيسى
، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء ، وحدثني الحسن
، قال : ثنا شبابه ، [ ص: 64 ] قال : ثنا ورقاء ،
وحدثني المثنى ، قال : ثنا ابو حذيفه ، قال : ثنا شبل ، عن
ابن ابي نجيح ، عن مجاهد ، قوله ( ربما يود الذين كفروا لو كانوا
مسلمين ) قال : يوم القيامه .

حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن
جريج ، عن مجاهد ، مثله .

حدثنا الحسن بن محمد ، قال : ثنا عبد الوهاب بن عطاء ، عن جويبر
، عن الضحاك في قوله ( ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) قال
: فيها وجهان اثنان ، يقولون : اذا حضر الكافر الموت ود لو كان مسلما
. ويقول اخرون : بل يعذب الله ناسا من اهل التوحيد في النار بذنوبهم ،
فيعرفهم المشركون فيقولون : ما اغنت عنكم عباده ربكم ، وقد القاكم في النار ،
فيغضب لهم فيخرجهم ، فيقول ( ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) .

حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا ابي ، عن ابي جعفر ، عن الربيع
، عن ابي العاليه ، في قوله ( ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين
) قال : نزلت في الذين يخرجون من النار .

حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتاده
، قوله ( ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) وذلك والله يوم القيامه
، ودوا لو كانوا في الدنيا مسلمين .

حدثنا محمد بن عبد الاعلى ، قال : ثنا محمد بن ثور ، عن معمر
، عن قتاده ( ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) .

حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن عطاء ، عن مجاهد ،
عن ابن عباس ، قال : ما يزال الله يدخل الجنه ويشفع حتى يقول :
من كان من المسلمين فليدخل الجنه ، فذلك حين يقول ( ربما يود الذين كفروا
لو كانوا مسلمين ) .

ربما يود الذين كفروا - ما معني هذه الاية وتفسيرها 20160623 557

Previous post
زراعه النعناع في المنزل , الاعشاب اللذيذة في الصيف
Next post
10 اشياء تؤكد اهتمام الرجل بالمراة , اتاكد من حبها ليك