اول حرب بين الانس والجن (د عائض القرني)
ول حرب بين الجن والملائكه.. و كيف اخرج ابليس ادم من الجن
——————————
الموضوع باختصار شيق جدا..
لكتاب: ( الحقيقه الغائبه .. اسرار برمودا والتنين من القران والسنه )
للشيخ :عائض القرني..الله يحفظه.
(( الحكايه من البدايه ))
خلق الله عز وجل (سوميا) ابو الجن قبل خلق ادم عليه السلام بالفي عام ..
وقال عز وجل ل(سوميا): تمن .. فقال (سوميا): اتمنى ان نرى ولا نرى، وان نغيب
في الثرى، وان يصير كهلنا شابا .. ولبى الله عز وجل ل(سوميا) امنيته، واسكنه الارض
له ما يشاء فيها .. وهكذا كان الجن اول من عبد الرب في الارض. (المصدر
قول ابن عباس رضي الله عنه).
لكن اتت امه من الجن، بدلا من ان يداوموا الشكر للرب على ما انعم عليهم
من النعم، فسدوا في الارض بسفكهم للدماء فيما بينهم .. وامر الرب جنوده من الملائكه
بغزو الارض لاجتثاث الشر الذي عمها وعقاب بني الجن على افسادهم فيها.
وغزت الملائكه الارض وقتلت من قتلت وشردت من شردت من الجن .. وفر من الجن
نفر قليل، اختبئوا بالجزر واعالي الجبال .. واسر الملائكه من الجن (ابليس) الذي كان حينذاك
صغيرا، واخذوه معهم للسماء. (المصدر تفسير ابن مسعود).
كبر (ابليس) بين الملائكة، واقتدى بهم بالاجتهاد في الطاعه للخالق سبحانه .. واعطاه الرب منزله
عظيمه بتوليته سلطان السماء الدنيا.
وخلق الرب ابو البشر (ادم) عليه السلام .. وامر الملائكه بالسجود ل(ادم)، وسجدوا جميعا طاعه
لامر الرب، لكن (ابليس) ابى السجود .. وبعد ان ساله الرب عن سبب امتناعه قال:
((انا خير منه، خلقتني من نار وخلقته من طين)).
وطرد الرب (ابليس) من رحمته، عقابا له على عصيانه وتكبره .. وبعد ان راى (ابليس)
ما ال اليه الحال، طلب من الرب ان يمد له بالحياه حتى يوم البعث، واجاب
الرب طلبه .. ثم اخذ (ابليس) يتوعد (ادم) وذريته من بعده بانه سيكون سبب طردهم
من رحمه الله.
قال تعالى: {اذ قال ربك للملائكه اني خالق بشرا من طين . فاذا سويته ونفخت
فيه من روحي فقعوا له ساجدين . فسجد الملائكه كلهم اجمعون . الا ابليس استكبر
وكان من الكافرين . قال يا ابليس ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي استكبرت
ام كنت من العالين . قال انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين
. قال فاخرج منها فانك رجيم . وان عليك لعنتي الى يوم الدين . قال
رب فانظرني الى يوم يبعثون . قال فانك من المنظرين . الى يوم الوقت المعلوم
. قال فبعزتك لاغوينهم اجمعين . الا عبادك منهم المخلصين . قال فالحق والحق اقول
. لاملان جهنم منك وممن تبعك منهم اجمعين} ايات 71 85 سوره ص.
واسكن الرب (ادم) الجنة، وخلق له ام البشر (حواء) لتؤنسه في وحدته، واعطاهما مطلق الحريه
في الجنة، الا شجره نهاهما عن الاكل منها .. قال تعالى: {اسكن انت وزوجك الجنه
وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجره فتكونا من الظالمين} ايه 35 سوره
البقرة.
في حين بقيت النار في داخل (ابليس) موقدة، تبغي الانتقام من (ادم) الذي يراه السبب
في طرده من رحمه الرب .. وهو غير مدرك ان كبره وحسده ل(ادم) هما اللذان
اضاعا منه منزلته التي تبواها بين الملائكة، وضياع الاهم طرده من رحمه ربه.
كانت الجنه محروسه من الملائكه الذين يحرمون على (ابليس) دخولها كما امرهم الرب بذلك ..
وكان (ابليس) يمني النفس بدخول الجنه حتى يتمكن من (ادم) الذي لم يكن يغادرها.
فاهتدى لحيله .. وهي انه شاهد الحيه يتسنى لها دخول الجنه والخروج منها، دون ان
يمنعها الحراس الملائكه من الدخول او الخروج .. فطلب من الحيه مساعدته للدخول للجنة، بان
يختبئ داخل جوفها حتى تمر من الحراس الملائكه .. ووافقت الحية، واختبئ (ابليس) داخلها حتى
تمكنت من المرور من حراسه الملائكه لداخل الجنه دون ان تكتشف الحيله .. وذلك لحكمه
لا يعلمها الا الله سبحانه. (المصدر تفسير ابن كثير).
وطلب (ابليس) من الحيه ان تكمل مساعدتها له، ووافقت .. وعلم (ابليس) بامر الشجره التي
نهى الرب سبحانه (ادم) و(حواء) من الاكل منها، ووجد انها المدخل الذي سيتسنى له منه
اغواء (ادم) و(حواء) حتى يخرجهما عن طاعه الرب وخروجهما من رحمته تماما كحاله.
ووجد (ابليس) والحيه (ادم) و(حواء) داخل الجنة، فاغوى (ابليس) (ادم)، بينما اغوت الحيه (حواء) حتى
اكلا من الشجرة، بعد ان اوهماهما بانهما من الناصحين، وان من ياكل من هذه الشجره
يصبح من الخالدين، ومن اصحاب ملك لا يبلى.
وغضب الرب على (ادم) و(حواء) لاكلهما من الشجره .. وذكرهما بتحذيره لهما: {الم انهكما عن
تلكما الشجره واقل لكما ان الشيطان لكما عدو مبين} ايه 22 سوره الاعراف.
لم يجدا (ادم) و(حواء) اي تبرير لفعلتهما سوى طلب المغفرة: {ربنا ظلمنا انفسنا وان لم
تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين} ايه 23 سوره الاعراف.
وحكم الرب على (ادم) و(حواء) و(ابليس) والحيه بعد ما حدث: {اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم
في الارض مستقر ومتاع الى حين} ايه 36 سوره البقرة.
وهبط (ادم) و(حواء) من السماء الى الارض وتحديدا في الهند كما ذهب اكثر المفسرين ..
في حين هبط (ابليس) في ‘دستميسان’ على مقربه من البصره .. وهبطت الحيه في اصبهان.
(المصدر البدايه والنهايه لابن كثير).
وتاب الرب على (ادم) و(حواء)، ووعدهما بالفوز بالجنه ان اتبعا هداه، وبالنار ان ضلا السبيل:
{فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون . والذين كفروا وكذبوا باياتنا اولئك
اصحاب النار هم فيها خالدون}.