تعرف معنا على قطاف الزيتون
عرف الانسان شجره الزيتون منذ القدم وهي من الاشجار المقدسه التي ذكرت في الكتب السماويه
الثلاث وكلنا يعرف قصه غصن زيتون الذي جاءت به حمامه نوح عليه السلام لتصبح رمزا للسلام
حتى اليوم .
هيا بنا نرافق حبه الزيتون من الشجر وحتى الحجر في جوله نامل ان تعرفكم على
هذه الشجره المباركة. الزيتون من الاشجار المعمره التي يصل عمرها الى مئات السنوات وفي بلادنا
الكثير من الاشجار المعمره التي صمدت مئات السنوات مثل الشجره الشهيره بالقرب من الرامه او
تلك الاشجار الموجوده في حديقه “الكنيسه الجسمانيه في القدس ” والتي يقال انها من زمن
السيد المسيح عليه السلام. تنمو شجره الزيتون في عده انواع من الاتربه ويعتمد مدى نومها
على خصوبه التربه وعلى كميات الامطار المتساقطه في محيطها وقد يصل ارتفاعها من 5-7 امتار
.
تبرعم اشجار الزيتون عاده في اواخر فصل الربيع وتنمو الحبه الى ان تنضج في منتصف
شهر تشرين اول “هذا في حاله وجود كميات امطار كافيه في الموسم السابق. هناك عده
انواع من الزيتون في بلادنا مثل :الصوري ،النبالا وهي منتشره لدى العرب وتستعمل للزيت ونوفو
ومرحابيا عند اليهود وتقطف مبكرا في شهر اب وايلول وتستخدم في الكبس. يمتاز شجر الزيتون
“بالمعاومة” بلغه الفلاحين حيث انها تحمل ثمارا كثيره في عام وترتاح في العام الاخر وعند
حملها تحتاج الى ايدي عامله كثيره ويسمونها سنه ماسية. هناك عده طرق لقطف الزيتون اولها
واكثرها محافظه على الشجره واغصانها هي “التحليب” باليد . ثم القطف بواسطه الجداده والعبابه والعراد
والشاروط لاشجار الزيتون المعمره والعالية. في كلا الحالتين تفرش تحت الشجره وحولها ” المفرش او
الفل ” وهي قطعه من القماش التي توضع تحت الشجره لتتساقط الثمار عليها ومن ثم
تجمع في اكياس من الخيش . الثمار التي لا تتساقط على المفرش اي على التربه
تلتقط في عمليه تسمى بلغه الفلاحين “الجوالة” لتضاف الى الكيس.
هناك بعض الفلاحين الذين يتركون هذه الثمار على الارض لما يسمى ب “البعار” الذين يحضرون
الى كرم الزيتون بعد انتهاء صاحبه من القطف “ليتبعروا” اي يلتقطوا ما تبقى خلفهم وعاده
يكونوا من الفقراء او ممن لا ارض عندهم. عمليه قطف الزيتون في الماضي استغرقت وقتا
طويلا حيث كان لدى الفلاح العربي عده دونمات مزروعه في الزيتون حيث كانت العائله الكبيره
“الجد وابناءه واحفاده” ذكرهم وانثاهم يخرجون عن بكره ابيهم لقطف الزيتون من الصباح وحتى المساء
كما قال المثل ” ايام الزيت اصبحت امسيت. بعد جني المحصول كان ينقل الى المعصره
على الدواب ” الحيوانات” وكانت المعصره تعمل بواسطه الحيوان ايضا حيث ربط حجر الدرس “الحجر
الذي يعصر الزيتون” بحمار او حصان وتوضع ثمار الزيتون تحت الحجر الثقيل فيعصر وينزل الزيتون
من الثمره وتطحن البذره لتتحول الى “جفت” ( يستعمل كسماد للاشجار او وقود للطابون لان
في نسبه من الزيت الذي يساعد على الاشتعال) اما الزيت فينزل الى اناء خاص يسمى
تنكة.
بعد ان تطورت التكنولوجيا اصبح الحجر يعمل على الوقود ومن ثم على الكهرباء واستغني عن
الحيوانات واستوردت المعاصر الحديثه التي تعمل بواسطه الات متطوره وتستطيع عصر كميه اكبر من الزيتون
بسرعه اكبر ونسبه الزيت فيها اكثر من الحجر الا ان الفلاحين يقولون ان نكهه الزيت
الذي يعصر على الحجر اطيب والذ من المعصره الحديثة. تستعمل اخشاب الزيتون لصنع الفحم ايضا
حيث يعتبر خشب الزيتون من افضل الاخشاب لصناعه الفحم ويمتاز في انه يشتعل ببطء ولا
يخرج دخانا.