ما نحن في الدنيا الا ضيوف , اعمل لاخرتك فهي الأبقى
كن في الحياه كعابر سبيل واترك وراءك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا الا
ضيوف وما على الضيوف الا الرحيل ..” علي بن ابي طالب
عندما تزورك الهموم .. وتقف عند بابك الالام .. عندما ترهقك الحياه بمتاعبها .. وهمومها
وانكادها .. فتذكر ….
ما نحن في الدنيا الا ضيوف .. وما على الضيوف الا الرحيل ….
ومهما كانت الرحله طويله او قصيره .. شقيه او سعيده .. فاننا راحلون ..
تاركين وراءنا افراحنا و احزاننا .. تاركين وراءنا كل شي جميل .. كل شي اليم
..
راحلون .. راحلون .. وان طال الطريق او قصر ..
يقول علي بن ابي طالب عليه السلام : (ارتحلت الدنيا مدبره وارتحلت الاخره مقبله ولكل
واحده منهما بنون فكونوا من ابناء الاخره ولا تكونوا من ابناء الدنيا فان اليوم عمل
ولا حساب وغدا حساب ولا عمل )
فلا تحزن على شيء من هذه الدنيا .. ولا تسمح لها ان تعرقل سيرك الى
الله تعالى ..
واعلم ان الخير كل الخير فيما اختاره لك مولاك فهو اللطيف الودود .. الرحيم بعباده
سبحانه .. فكفانا تفكير بهذه الدنيا ولنتدبر قول الملك جل جلاله:
((اعلموا انما الحياه الدنيا لعب ولهو وزينه وتفاخر بينكم وتكاثر في الاموال والاولاد كمثل غيث
اعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الاخره عذاب شديد ومغفره
من الله ورضوان وما الحياه الدنيا الا متاع الغرور))[الحديد:20]
هكذا هي الحياه .. رحله وستنتهي .. فلماذا لا نعلق قلوبنا بالاخره ؟ ونملؤها شوقا
الى الجنان .. واملا فيما وعدنا به الرحمن .. ولندير ظهورنا لهذه الدنيا الفانيه فوالله
ما هي بدار قرار .. انما هي دار امتحان و اختبار..
وليس مهما ان نفوز فيها بكل ما نتمناه ونشتهيه .. بل ان الفوز كل الفوز
في دخول جنه الرحمن … انه حقا اعظم فوز .. واجل مطلب .. واسمى بغية..
قال تعالى :((كل نفس ذائقه الموت وانما توفون اجوركم يوم القيامه فمن زحزح عن النار
وادخل الجنه فقد فاز وما الحياه الدنيا الا متاع الغرور)) [ال عمران:185]
احبتي في الله … كلنا سنودع دار الفناء .. ونقبل على دار الخلود والبقاء..
فما علينا الا ان نتوب .. ونرجع الى علام الغيوب ..
ولنجعل رضا الله غايتنا .. والجنه نصب اعيننا .. والعمل لاجلها نهج حياتنا ..
اسال الله لي ولكم الفردوس الاعلى من الجنه برحمته وفضله..