تفاصيل كامله عن عائله الهدهود
اصول عائله ابو هدهود
وبركاته
وصلاه الله وسلامه على رسوله الكريم سيدنا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبع هداه الى
يوم الدين … اما بعد
انا .. كاتب هذا التوضيح … فؤاد عبدالله اسماعيل سليمان ابو هدهود
ولدت في قريتي الحبيبه عين كارم الواقعه غرب القدس الشريف لسبعه كيلومترات، والتي اصبحت من
ضمنها فيما بعد.
بفضل من الله كنت قد اكملت من العمر السادسه والسبعين عند كتابه هذا التعقيب.
ومقصدي منه .. تصحيح مفصل ارتباط عائله ( ابو هدهود ) بقريتنا الحبيبه عين كارم
التي كثيرا ما تدمع عيوني عند ذكرها .. محبه واشتياقا.
استاذنكم بدايه بذكر الواقعه التالية: في اوائل الخمسينيات من القرن المنصرم توفي احد اقربائي من
طرف الوالده يرحمهما الله بحادث مروري، هو ( عوني حسين رابعه ) وكان شابا يافعا
وسيما ومحبوبا ، وامتلا محيط المقبره عند ايداعه رحمه ربه بمحبيه من مختلف الاعمار ،
وكنت حينها ما بين الخامسه عشره او السادسه عشره من العمر .. تقريبا.
من ضمن المشيعين، كان شيخ مسن، والله اعلم انه قد تجاوز التسعين من العمر، يجلس
على حافه قبر قريب معطيا وجهه لشمس الربيع المحببة، وكان جسمه يهتز لكبر سنه ..
وهو اكبر معمر من دار ( الحمزه ) واعتقد انه ( الحاج اسماعيل الحمزه )
ووقعت تحت نظره صدفه فسال الحضور : .. لمن هذا الولد؟ فقيل له .. ابن
عبدالله ابو هدهود .. فنظر الي وقال .. ( انتو يا عمي اصلتشوا اصلكم من
نجد ) فقلت له باستغراب .. من نجد ؟؟ قال نعم اصل اهلك من نجد
يا عمي.
بقي ذلك الموضوع حيا في خاطري .. وانتقلت بعد حين الى السعودية، ومع تواتر السنوات
وتعاظم العلاقات الاجتماعيه بالنسبه لي .. تاكدت بان جذر عائلتنا ( ابو هدهود ) يعود
الى ( نجد ) من منطقه وسط القصيم، وخصوصا بعد ان اكد لي صديقي العزيز
الشيخ سليمان العوجان، وهو من نفس المنطقه انه يعرف رجلا اسمه عبدالله ابو هدهود كان
يعمل لدى الملك عبد العزيز. وقد التقيت صدفه باحد شبابهم واسمه علي ابو هدهود في
احد مكاتب الحدود السعوديه (حاله عمار ) وتكلمت معه اقل القليل بسبب الانشغال على الحدود
في ذلك الزمن.
غير انه من المتعذر معرفه سبب انتقال ذلك الفرع من العائله الى فلسطين ان كان
بسبب الجهاد ضد المحتل الصليبي، ولا اقول المستعمر ، ففلسطين معموره على مدى تاريخها، ..
او بسبب التجارة، او الماء والكلا … علم ذلك عند رب العرش العظيم. هذا المفصل
الاول.
اما المفصل الثاني:
فنحن كبار السن من العائله نعرف .. مما سمعناه ممن سبقنا وبالنسبه لي .. مما
سمعته من ابي وامي وجدتي لابي .. وروايات بعض كبار السن من البلد عين كارم
بان عائلتنا ( ابو هدهود ) كان مقرها (بيت مزميل) الواقعه مباشره على قمه الجبل
الشرقي لعين كارم، اي ما بين عين كارم والقدس الشريف.
وكانت اراضي العائله تمتد من نهايه منطقه (جلجيل يقال انه ضريح لاحد الصالحين نهايه حدود
عين كارم شرقا الى (القطمون) جنوب غرب القدس والى حدود قريه (المالحة) جنوب شرق بيت
مزميل وجميع اراضي (وادي البدوية) واراضي (ام النعاج) شمال شرق بيت مزميل الى حدود طريق
القدس عين كارم الرئيس، ما بين مستعمرتي (بيت هاكيريم) و(بيت فجان).
هذا قبل ان يتعرض اهلي لمصيبتهم الكبرى … الاتي ذكرها.
انا اعرف المنطقه جيدا، واعرف ما تبقى من اراضي اهلي في (بيت مزميل) التي قسمها
جدي على بعض ابنائه قبل وفاته، وكان نصيب والدي جزء منه معمور، كرم من العنب
والتين وجزء منه غير معمور، وكانت (الخربة) وهي التي كان بها مساكن اهلي السابقين قد
بقيت لجدي وجدتي وكنا نسكنها في الصيف بعد عطله المدارس الى نهايه الموسم.
غير انني لا اعرف كيف انفصل لسان قصير اقيمت عليه مستعمره يهوديه (بيت فجان) شمال
شرق بيت مزميل.
اما المفصل الثالث وهو الاهم:
فقد كان اهلي كما اسلفت عائله واحده (ابو هدهود) ويسكنون في مكان واحد محاط بسور
بسيط له باب، وهو ذات المكان الذي اعتدنا ان نقضي فيه عزبه الصيف بعد ان
صار يحمل اسم (الخربة(.
فحدث ذات يوم ان قتل طفل من العائله دواعي القتل واسبابه غير معروفه لكن هذا
الطفل القتيل كان يتيما .. وكانت امه غريبة، اي ليست من العائلة، وكانت من بلده
(سيعير او سعير) من قضاء مدينه (الخليل)، فذهبت هذه المراه ام الطفل القتيل تستنجد باهلها،
فخرج معهم فوج من شباب البلده باسلحتهم نصره لابنتهم وتوجهوا حيث مساكن اهلي في بيت
مزميل فاستقبلوهم استقبالا حسنا وذبحوا لهم الذبائح وقدموها لهم.
وهنا لابد من التنويه: انه كان لدى مجتمع ذلك الزمن امر متعارف عليه، انه في
مثل هذه الحالات ان كان الطعام المقدم مملحا اي: به ملح، فان ذلك يعني ان
الطر ف الاخر مستعد للصلح وللتفاهم، وان كان بدون الملح فيعني العكس.
فعندما ذاق اهل سيعير الطعام ووجدوه غير مملح ان كان ذلك مقصودا او خطا اشتعل
القتال بين الطرفين في تلك البقعه الضيقه التي لا تتجاوز حسب تقديري سته دونمات، فقتل
من قتل من اهلي وهرب من استطاع، وهدمت المنازل باستثناء غرفتين: الى ان اصبحت العزبه
(خربة).
في هذه الاثناء وصل الصوت لبعض اهالي عين كارم .. ومنهم السيد (المشني) وجيه حاره
الظوار، فاستنهض رجاله لنصره جيرانه الهداهده، لكنه عند وصوله كان كل شيء قد انتهى. غير
انه تابع لحاقه للمعتدين ليلحق بهم الاذى، الى ان توقف زعيم حمله سيعير وقال له:
( يا مشني .. ليس بيننا وبينكم دم ولا ثار .. يكفيك ان تغنم هذه
الاراضي التي لم يعد لها صاحب) فتوقف المشني.
اما انا كحفيد وجد لاحقا .. فلا اعلم ولم اسمع عن كيفيه احتلال الاراضي وتوزيعها.
واما المفصل الرابع:
فكيف لجا من نجا واستطاع من ابو هدهود الى عين كارم ؟
قيل انه كانت هناك امراه مع طفلها خارج البلده (الخربة) ترعى اغنامها فنجت، ولم تجد
لها ماوى فلجات الى احد بيوت عين كارم القريبه منها، ومن هنا زرعت البذره الاولى
لعائله (ابو هدهود)، واعتقد ان ذلك الطفل كان جدي لابي، والدليل انني لم اسمع في
اي يوم من جدتي لابي ولا من ابي او اي شخص اخر اي ذكر عن
جد ابي (سليمان) مما يشير ان جدي لابي هو اول من شب وترعرع وبنى حياته
في عين كارم. وانا اذكر ملامح جدي، كان طويلا عريض المنكبين، فلاحا قويا عاشقا للارض،
وكان كبيرا جدا في السن، واتصور انه كان قد تجاوز التسعين عندما توفي، وكان له
ابنتين حليمه وفاطمه ومن الاولاد اربعه وهم الاعمام: عثمان وموسى ومحمود ووالدي عبد الله وكان
اصغر اولاده وكنت في السادسه من العمر او حولها عندما توفي الى رحمه الله.
غير ان هنالك بعض الغموض بالنسبه لي .. في كيف حصل ذلك.. اذ كان يوجد
ايضا اولاد عم لابي او اولاد اعمام له في عين كارم، وجميعهم كانوا اكبر سنا
منه. وكان لهم بيوت وعيال، وهم الاعمام:
العم (سعيد) وله اربعه من الاولاد منهم محمد ويحيى وبعض البنات.
العم (علي) وله ولدان محمد الملقب عيد ومصطفى وبعض البنات.
العم (الحاج سليمان) وله ولدان يوسف الملقب ابو سليمان واحمد الملقب ابو بكر وبعض البنات.
ثم التحق في وقت متاخر ابراهيم وخليل، ولا اعلم من اين قدموا، ولم يخلفوا ذريه
من ورائهم.
وبذلك يستطيع الباحث او المهتم، ان يميز من قله عدد من هم من عائله (ابو
هدهود) في عين كارم قبل الهجره من فلسطين، وبانهم ليسوا من جذور اهلها، بل من
(بيت مزميل) ولجئوا اليها في ظرف محنتهم، ولا اعلم كيف انضموا الى حموله (دار علي).
رحم الله موتانا وموتاكم وجميع من ذكروا في هذا التوضيح انه غفور رحيم.