معلومات عن الحياه البرزخية
يعرف البرزخ على انه الحياه التي تاتي ما بعد الموت، وفي هذه الحياه تبدا مرحله
جديده تتصف بالحساب على ما اسلفه الانسان في الحياه الدنيا. تبدا الحياه البرزخيه مع اللحظات
الاولى من فبض الروح ومن ثم والعروج بها والرحيل الى الدار الاخرى واول منازلها وهو
القبر واحواله واهواله والتي تبدا لضمه القبر وسماع قرع نعال من هم من حوله من
مشيعيه وسؤال الملكين الذي يتم من خلاله تحديد مصير العبد،
فيرى مقعده من الجنه ويفسح له في قبره مدد البصر ان كان عبد صالحا مات
على العقيده القويمة، ويضيق عليه ويكون حفره من حفره النيران فيرى من النار من افاتها
وحرها وعذابها حتى يلقى ربه ان كان من عبد طالحا، ويرى العبد مقعده في الجنه
ومقعده في النار فيفرح ويستبشر الصالح ويزداد الطالح عما وقنوتا وعذابا على غمه وعذابه، ويدوم
الحال على الميت، فيبقى المنعم منعما بل ويزيده على ذلك نعيم الجنه ويبقى المعذب معذبا
الى يوم يبعثون، ومجمل تفصيل كل ما ورد ذكره دلت عليه النصوص الشرعيه ، فقد
استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من عذاب القبر، فبين حال العبد الصالح عندما توفيه
المنيه وقارن بينه وبين العبد الطالح. وللقبر ضمه لا يسلم منها عبد قط، وهي اول
مرحله في الحياه البرزخية، ينبغي ان يمر بها كل عبد خلقه الله، وهذا تصديقا لما
قاله النبي صلى الله عليه وسلم.
وتختلف الحياه البرزخيه اختلافا كليا عن الحياه الدنيويه وعن الحياه الاخرويه ،فكل له صفات ومقومات
تتميز في شيء يسمو على الاخر ففي الحياه البرزخيه تسمو النفس على كل من الجسد
والروح، كما ويختلف كل منها في اوجه كثيره اهمها: ان الروح ذو صله دائمه بالبدن
فهي تتعلق به تعلقا خاصا، فانها وان فارقت الجسد وانسلخت عنه عند قبضها، فانها لا
تفارقه بشكل كلي، بحيث لا يبقى لها التفات ابدا، وانما تعود اليه احيانا في بعض
الاوقات، كعودتها فور سؤال الملكين عند نزوله الى القبر، كما ان تسليم المسلم على الميت
عند زيارته له يستذكرها ايضا . وهذا الرد هو عمليه اعاده معينه للروح لا تكرر
حياه البدن قبل البعث .
ومن مقتضيات الحياه البرزخيه معرفه الميت لكل من يزوره من البشر، كما ويسمع الميت على
الارجح لخطاب كل من يزوره.
ومع كل ما ذكرناه عن حياه البرزخ، تبقى هنالك الكثير من الحقائق التي لا يعلمها
الا الله ولا يدركها الا الميت نفسه، وعلى العبد المسلم الايمان والتسليم بمقتضيات الموت وان
يعلم انه ملاقي ربه في يوم من الايام.
فما هي حياه البرزخ، وهل الانسان يكون بجسده وروحه فيها؟
حياه البرزخ على حسب حياه الانسان في الدنيا:
- فالمؤمن ينعم في البرزخ وروحه في الجنه وجسده يناله بعض النعيم.
- والكافر روحه تعرض على النار، ويناله نصيب من العذاب, وينال جسده نصيب من العذاب.
هذه حال البرزخ، المؤمن في سعاده ونعيم، واخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- انه روح
المؤمن في الجنه تسرح في الجنه حيث شاءت, ان نعيم البرزخ و عذابه مذكور في
القران في اكثر من موضع: فمنها قوله تعالى: {ولو ترى اذ الظالمون في غمرات الموت
و الملائكه باسطو ايديهم اخرجوا انفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله
غير الحق و كنتم عن اياته تستكبرون} و هذا خطاب لهم عند الموت و قد
اخبرت الملائكه وهم الصادقون انهم حينئذ يجزون عذاب الهون ولو تاخر عنهم ذلك الى انقضاء
الدنيا لما صح ان يقال لهم اليوم تجزون. و منها قوله تعالى فبما اخبر عن
ال فرعون،{النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعه ادخلوا ال فرعون اشد العذاب} (غافر:46)
، فالكفار ارواحهم معذبه واجسادهم ينالها نصيبها من العذاب حتى يبعث الله الجميع ثم تسير
ارواح المؤمنين الى الجنه وارواح الكفار الى النار، نسال الله العافية، هؤلاء مخلدون في الجنه
وهؤلاء مخلدون في النار، نسال الله العافية.
المصدر:
الروح لابن القيم