مات الضمير لماذا وكيف
ان مات الضمير مات القلب .. وان مات القلب فحياتك بلا معنا لانك ميت !!
لن تشعر بشيء !! للاسف بات الكثيرون منعدمو الضمير بلا قلوب ! ستقابلهم في كل
مكان ! حتى هنا في الفيس بوك .. لا تحزن عندما يسرقونك فحقك باق ومحفوظ
.. وهم من خسروا حقيقه !! فانت وان خسرت اشياء زائله في الدنيا ! فهم
خسروا اشياء في الاخره وهي الباقيه ! ليتهم يدركون ! فطريق التوبه مفتوح ولكن ليعلموا
ان الله عز وجل لا يقبل التوبه من شخص وان ندم وتوقف عن الخطا ما
لم يسامحه صاحب الحق !!!,,,احمد قنديل
لضمير كما فسره علماء النفس في العصر الحديث هو وظيفه من وظائف الدماغ التي تطورت
لدي الانسان لتسهيل الايثار المتبادل، او السلوك الموجه من قبل الفرد لمساعده الاخرين في اداء
وظائفهم او احتياجاتهم دون توقع اي مكافاه وذلك داخل مجتمعاتهم.
فالضمير اذن مجموعه من المشاعر والاحاسيس والمبادئ والقيم تحكم الانسان وتاسره ليكون سلوكه جيدا محترما
مع الاخرين يحس بهم ويحافظ على مشاعرهم ولا يظلمهم ويراعي حقوقهم وباختصار شديد هو ميزان
الحس والوعي عند الانسان لتمييز الصح من الخطا وضبط النفس على ذلك.
يميز علم النفس الضمير بالخصائص الاتيه :الضمير هو جهاز نفسي تقييمي يتعلق بالانا, فالمرء يهتم
بتقييم نفسه بنفسه كما انه يتلقى تقييمات الاخرين لما يصدر منه من افعال, فالضمير يقوم
بمعاتبه الشخص اذا تبين ان نتيجه تقييمه لنفسه او تقييمه من الناس قد تكون محدوده
او قد يمتد ليشمل شعب باكمله, فمثلا عندما ينهزم جيش لدوله ما امام جيش اخر
فان ضمير الشعب قد يثور وقد يقوم بانقلاب على حكامه . الضمير يتناول الماضي والحاضر
والمستقبل فهو لا يعاتب صاحبه على ما صدر منه في الماضي فقط, بل ويحاسبه عما
يفعل في الوقت الحاضر, وعما سوف يفعله في المستقبل .
الضمير قد يبالغ في التراخي وقد يبالغ في القسوة، فالضمير قد يكون سويا او قد
يتعرض للانحراف اما الى البلاده والخمول ،و اما الى المبالغه في تقدير الاخطاء ،الضمير قد
يكون فرديا وقد يكون جماعيا فالمرء في حياته الشخصيه وعلاقاته بغيره وبنفسه يكون صاحب ضمير
فردي, ولكن الضمير قد يتسع ليشمل مجموعه القيم الاخلاقية، وهنا قد يختلف الامر نتيجه اختلاف
البيئه او النشاه او مفهوم الاخلاق لدى كل انسان.
والضمير او ما قد يسمى الوجدان هو قدره الانسان على التمييز فيما اذا كان عمل
ما خطا ام صواب او التمييز بين ما هو حق وما هو باطل، وهو الذي
يؤدي الى الشعور بالندم عندما تتعارض الاشياء التي يفعلها الفرد مع قيمه الاخلاقية، والى الشعور
بالاستقامه او النزاهه عندما تتفق الافعال مع واقعه.
وفي الاسلام هناك حديث يدل على وجود الضمير وهو حديث وابصه ابن معبد الذي سال
الرسول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم عن البر والاثم فقال له: “يا
وابصة، استفت قلبك، البر ما اطمانت اليه النفس واطمان اليه القلب، والاثم ما حاك في
القلب وتردد في الصدر وان افتاك المفتون”رواه احمد باسناد حسن .
الضمير شيء حسي بداخل القلوب فعندما يغرق القلب بالظلمات والتكبر والغرور والانخداع تعلو الانا والشهوات
على صوت الضمير ويكاد الضمير يكون منعدما .
فاذا علا صوت الانا على الضمير ذهب العطف على الصغير فاذا علا صوت الانا على
الضمير ذهب الاحساس بالشيخ الكبير ، وتبدل كل شئ ولكن قد نعيد الضمير الى نبضه
اذا خبا هذا الضمير، بالتفاؤل والامل والعزيمه . الضمير مركب من الخبرات العاطفيه القائمه على
اساس فهم الانسان للمسؤوليه الاخلاقيه لسلوكه في المجتمع، وتقدير الفرد الخاص لافعاله وسلوكه. وليس الضمير
صفه ولادية، انما يحدده وضع الانسان في المجتمع، وظروف حياته، وتربيته، وهكذا. ويرتبط الضمير ارتباطا
وثيقا بالواجب، ويشعر المرء بوعيه بانه انجز واجبه تماما بانه صافي الضمير، اما انتهاك الواجب
فيكون مصحوبا بواخزات التانيب. والضمير، في استجابته الايجابيه لمتطلبات المجتمع، قوه دافعه قويه للتهذيب الاخلاقي
للفرد .
واذا ما مات الضمير تصبح القمه قاعا ، ويصبح الفجر غروبا ، وتتبدل الفصول فيصبح
الخريف ربيعا والشتاء صيفا، واذا مات الضمير يصبح الانكسار صمودا وتصبح الهزيمه انتصارا، ويصبح العويل
اهزوجه ، ويصير الحزن فرحا ، والسراب حقيقه ،والخوف شجاعة، والهروب اقداما ، والذل عزا،
والفشل نجاحا ، والتعالي تواضعا، والخيال حقيقة.
و حين يختفي ويموت الضمير مباح وجائز قول الزور ، وقد تصل للخيانه والقتل ،وقد
يتلذذ ممن مات ضميره فيري في لون الدم عصيرا ممتعا ، وقد يزيف الحقائق ويغيب
الواقع ولا يعبا بالوطن ، ويكون انين القتلى والمحرومين والثكالى معزوفه يحس بنشوه انتصاره حين
سماعها ،فلا يهمه هدم البيوت والمساجد وتدمير المنازل على رؤوس ساكنيها ، وقد يسمح لنفسه
من مات ضميره باستباحه كل شئ فتنتزع من عقله الذاكره ، ويرى في ما يصنعه
شيئا عذبا جميلا وبطوله خارقة ،ويرى هذا الجلاد نفسه بريئا و الضحيه متهما.
حين يموت الضمير ترحل طيور الوطن الجميلة ، و لا يبقى في الجو الا البوم
والغربان وطيور الظلام تبعث ببؤس صوتها الحزن والالم والوحشه ،ويبين الخراب، فيصبح هذا الانسان الذي تخلى
عن ضميره وحشا كاسرا يتربص بفريسته.
اما المدن والقرى وساحات الوطن والارياف الجميله فتلوح من سؤ افعاله كغابات موحشه مقلقه مخيفة،
وتصبح الانسانيه في قاموسه مجرد كلمه لا معنى لها و لا قيمه ولا اهمية لانه
اصبح وحشا مفترسا بانياب تستمري اللحم البشري وتراه لذيذا سهل الهضم ، وحين يختفي الضمير
ويموت يصبح كل ما هو خاص ملك عام ، ويصبح الحرام حلالا، وينظر الى الوطن
كمزرعه مستباحه له ولعائلته ويرى شعبه كقطيع من حيوانات مزرعته، مسموح له فعل ما يشاء
فيهم؟ لان عقله بات في سبات عميق وشطن عن الواقع ، لانه فقد انسانيته ،
واصبح مغيب العقل لا يفقه شيئا، واصبح بلا ابصار وبلا سمع وبلا قلب مدرك .