اخبار مرض احمد حلمي
من كان يتخيل ان هذا الفتى النحيل الذى يرتدى نظاره طبيه ويهوى الرسم والديكور ويعشق
الاطفال، سيصبح واحدا من اهم نجوم السينما المصرية، حلمى الذى خطا خطواته نحو النجوميه بصبر
وداب شديد، مقدما لبرامج الاطفال، وصاحب افكار ذكيه ولماحه فى تلك المنطقة، لفت الانظار له
بشده منذ تجربته الاولى فى تقديم البرامج ببرنامجه “شويه عيال” والذى كان جديدا فى المضمون
وطريقه التقديم، ومن بعدها قدم “من سيربح البونبون”، وبعدها “لعب عيال”، وبعدها لفت نظر المخرج
شريف عرفه ليقدمه فى دور “سعيد” فى فيلم “عبود ع الحدود”، وظل يقدم بعدها ادوار
صغيره فى افلام “ليه خلتنى احبك”، و”عمر 2000″، و”الناظر” و”رحله حب”، و”السلم والثعبان”، و”55 اسعاف”.
النجم احمد حلمى وهو الانسان والفنان الذى اسعد الملايين بفنه بتقديم عدد من الافلام الناجحه
والمتميزه فهو الشاب الشقى ابن البلد فى “حنتيرة” فى “صايع بحر”، وهو ميمى الشاب الذكى
الامين الناجح فى “مطب صناعى”، وهو حسن الشاب المصاب بانفصام فى الشخصيه فى “اسف على
الازعاج”، وهو الشاب الانانى “احمد جلال” الذى يكتشف الدنيا فى النهايه ويضحى بنفسه من اجل
الاخرين فى “1000 مبروك”، وهو “مصرى العربى” فى “عسل اسود”،
و”مجدى” فى “اكس لارج” وعلاء فى “صنع فى مصر” تلك الاعمال التى دخلت كل بيت
دون ان يجد الاهالى حرجا فى ان يشاهدها ابناؤهم واستطاع ان يقلب موازين السينما المصريه
ويحقق اعلى الايرادات، حلمى ناقش فى افلامه من قبل خطوره مرض السرطان من خلال فيلم
“1000 مبروك” عندما اصيبت والدته بمرض السرطان وهو تخلى عن شعره تضامنا معها واستطاع ان
يلمس قلوب الملايين بهذا العمل وهذا المشهد تحديدا وهو يتضامن مع والدته فى الفيلم، كما
انه سبق وتبرع بملابس واكسسوارات فيلمه “عسل اسود” الى مستشفى سرطان الاطفال “57357” واسس على
الموقع الرسمى الخاص بالفيلم ركنا خاصا اطلق عليه “دكان عسل اسود”، حيث بيع من خلاله
الاكسسوارات والملابس الخاصه بفيلمه والافلام السابقه وتبرع بعائدها الى المستشفى.
ولكن لم يكن يعلم حلمى وقتها ما يخفيه له القدر وانه سيصاب بذلك المرض اللعين،
حيث اكتشف النجم احمد حلمى اصابته بورم سرطانى فى الظهر فى الايام الاخيره اثناء تصوير
دوره فى فيلمه السينمائى الاخير “صنع فى مصر” فكان يضع البسمه على وجوه الجميع وبداخله
وحش يريد التهامه، ولكنه اخفى الخبر عن كل المحيطين به وخاصه كل من له علاقه
بالاعلام، وعاش هو وزوجته منى زكى لحظات صعبه اختارا ان يحتفظا بها لانفسهما وعدم اعلانها
الا لبعض المقربين جدا والذين يثقون فيهم ومتاكدين انهم لن يفشوا سرهما، خصوصا ان النجمين
لم يردا ان يقلقا عائلتيهما وجمهورهما واصرا على مواجهه المرض بشجاعة، خاصه ان منى اصيبت
من قبل بمرض السرطان وتم استئصال الورم بنجاح.
واكتشف حلمى امر اصابته بهذا الورم الخطير عن طريق المصادفة، حيث انتقلت زوجته النجمه منى
زكى الى مستشفى دار الفؤاد فى اواخر فبراير وكان تشخيصها حاله تسمم فى المعده والامعاء
ولديها مرض مناعى يجعل الجهاز المناعى يهاجم الجسم وعندما يصيب اى عضو يوقفه عن العمل،
فسافرت بعدها منى الى المانيا لتتابع حالتها مع الدكتور الذى يعالجها منذ سنوات لتبقى تحت
المتابعه الطبية، وفى هذا الوقت كان هناك ورم يوجد فى ظهر احمد حلمى فاراد الاطمئنان
على حالته الصحيه والكشف عليها الا انه اكتشف انه ورم سرطانى موجود فى منطقه نادره
بين عضلتين فى ظهره وان افضل مكان لعلاجه باحد المستشفيات فى امريكا.
وسافر حلمى امريكا لاجراء العمليه الاولى هناك وقت ولاده زوجته منى لابنهما سليم، لذلك اعتقد
الجميع انهما سافرا خصيصا لامريكا لولاده ابنهما هناك ليحصل على الجنسيه الامريكية، وبعدها عاد الى
مصر حتى موعد اجراء العمليه الثانيه التى كانت منذ حوالى اسبوعين وتمت بنجاح وسيعود حلمى
ومنى الى مصر خلال ساعات قليلة.
وكان حلمى كتب على موقع التواصل الاجتماعى “تويتر” قبل سفره كلمات مؤلمه لكن لم يكتشف
احد وقتها ماذا تعنى هذه الكلمات لكن تم تفسيرها بعد اكتشاف معاناه النجم، حيث كتب:
“عشت حياتى متاملا، وعرفت ان للحياه جانبا اخر مظلم”، واضاف حلمى “وعندما اكتشفت اننى اقف
فيه، تالمت ولكننى لم اياس، وازداد اصرارى على ان اكمل ما تبقى من الحياه متاملا
للجانب المضىء فى الامى”.