حل مشكله عدم التركيز عند الاطفال
36>هذا الامر الذي اشرت اليه -وهو ضعف التركيز الذي لدى ولدك وكثره السرحان الذي يصيبه-
هو امر له اسبابه، هذه العباره هي الاقرب، وهي انه ضعيف التركيز وان كان لديه
قدر منه باذن الله عز وجل، فالسبب الذي يؤدي الى مثل هذا النوع من ضعف
الامعان والتركيز عند المراجعه للدروس او عند القاء المعلم للشرح راجع الى اسباب محتملة، وان
كنا نود انك بينت عمر ابنك الحبيب وكذلك بينت طبيعته من الناحيه الاسريه التي يعيشها،
وكذلك الانشطه التي قد يقوم بها، وكذلك مدى مطالعاته للتلفاز او الالعاب الاخرى التي يحب
ان يلهو بها كالالعاب الاليه (الالكترونية) وغير ذلك من الامور؛ لان هذا يعين على ايضاح
الاسباب التي تؤدي الى هذا المعنى.
والمراد ان ضعف التركيز يحدث عاده تشتت الذهن، وهذا كما انه يوجد في الكبار يوجد
كذلك في الصغار سواء بسواء، بل هو في الصغار اشد؛ لان طبيعه الطفل انه يكون
لاهيا لاعبا بفكره؛ فهو يفكر في اللعب ويفكر في كثير من الامور المسلية، وربما كذلك
كانت الاسباب راجعه الى بعض المشاكل التي يعاني منها، خاصه اذا وجد عدم استقرار اسري
مثلا، وهذا بحمد الله لا نظن انه قائم لديكم، وانما ذكرناه للبيان العام.
ومن الاسباب ايضا الافراط في مشاهده الافلام والالعاب الكرتونية، لا سيما التي تؤدي الى الخيال
الواسع، خاصه اذا كان مضافا اليها الاصوات المثيره واللقطات التي تهيج الانسان وتشد انتباهه؛ فان
البحوث الاختصاصيه تثبت ان ضعف التركيز في هذه الحاله يصيب الطلبه بل ويؤدي الى انواع
من الارق، وربما ادى الى كثره الخيال والسرحان، وكل ذلك بسبب الامعان في مثل هذه
المشاهدات نظرا لشده الاثاره التي تحصل للطفل، وهذا يدرك بادنى اشارة، فان الانسان مثلا قد
يشاهد بعض اللقطات التي تعرض على الشاشات وتظل ثابته في مخيلته، وربما استحضرها وربما كذلك
استحضر الاصوات، وهذا يحصل للكبار فضلا عن الصغار.
ومن الاسباب ايضا وجود قدر من القلق لدى الطفل كالخوف من الامتحانات، او عدم الملاءمه
بينه وبين بعض اساتذته او بعض زملائه في المدرسة، فكل ذلك من الاسباب قد التي
تؤثر عليه.
وهذه الحاله التي لدى ولدك الحبيب تحتاج الى رعايه الاسباب التي تعين على تقويه جانب
التركيز لديه واضعاف جانب السرحان الزائد الذي يعاني منه، واليك هذه الخطوات التي تعينه باذن
الله اعانه حسنة، ولكن ايضا مع الصبر حتى تجد الثمره قريبا باذن الله:
2- الانتباه الى الاسباب التي اشرنا اليها والتي تضعف التركيز، بحيث يكون هنالك عنايه باختيار
البرامج النافعه التي لا تؤدي الى هذه الاثاره التي اشرنا اليها، لا سيما ما يتعلق
بالاصوات، وكذلك تنظيم الوقت في مشاهدته للافلام الكرتونيه مثلا والالعاب الاليه (الالكترونية) كالعاب الحاسوب، على
سبيل المثال، فهذا لابد من تنظيم الوقت فيه، ولابد ان يكون منظما بحيث لا يمعن
فيه امعانا يجعل ذهنه مركزا عليه للاسباب التي اوضحنها في اول الكلام.
3- تنميه القدرات التي تعينه على ضبط تركيزه، فمن ذلك مثلا انك قد تطلب منه
ان يقرا قطعه صغيره بمقدار نصف صفحة، ثم تطلب منه ان يحكي لك ماذا فهم
منها، وتبين له انه ان قام بقراءتها قراءه حسنه وفهم المراد منها فانك حينئذ سوف
تكافئه بهديه لطيفه قد خباتها له وراء ظهرك، ثم بعد ذلك تتركه ليقرا لوحده، وتعود
اليه بعد خمس دقائق مثلا وتساله: ماذا فهمت من هذا النص الذي قراته؟!
فهذا نوع من التحفيز على التركيز، ومن هذا ايضا التعليم القراني وهو اكد الامور على
الاطلاق، لانه عندما يحاول حفظ شيء من كتاب الله عز وجل فانه سوف يجلب ذهنه
وتركيزه ليستقر المحفوظ في ذهنه، فلا انتظام للمحفوظ الا بوجود التركيز كما لا يخفى على
نظرك الكريم، وهذا ينفع طفلك نفعا عظيما، فلو انك جعلته يدخل مركزا لتحفيظ القران ثم
ياخذ بالتدرج كل يوم شيئا يسيرا من حفظ كتاب الله، وتفهم المعلم ان المطلوب هو
القدر اليسير وليس الاكثار عليه؛ فانه سوف يستفيد فائده عظيمة، وستجد ان قوه ذاكرته قد
تحسنت، فان من المنصوص اختصاصا ان الحافظه لها مران وتدرب على الحفظ، فالذي يعتاد الحفظ
يسهل عليه تحصيل المحفوظ في وقت ايسر ممن لم يعتده، فان للذهن رياضه كما ان
للبدن رياضة، وهذا امر لو انك استطعت ان تقوم به لوجدت ان ابنك الحبيب –
حفظه الله تعالى ورعاه – قد قفز قفزات بعيده باذن الله، ورايت منه ما تقر
به عينك. ومن هذا المعنى:
4- ان تطلب منه ان يكتب بعض الكلمات التي يحسن كتابتها املائيا، فان هذا ايضا
يعين على التركيز وعلى ان يفكر فيما يكتبه وفيما يقوله، ويمكن ان تطلب من امه
ان تساعده في البداية، على ان تكون المساعده في البدايه قويه ثم تخففها الوالده بالتدرج
حتى تتركه تماما ليعتمد على نفسه. ومن الاسباب التي تعين على التركيز ايضا:
5- اختلاطه بالاطفال الذين في سنه والذين لديهم نباهه وحسن فهم، فان هذا يصقل من
قدراته ويعينه ايضا على ان يقتدي بزملائه، وهذا يمكن ان يستخدم فيه اسلوب المسابقه الادبيه
مثلا او اسلوب التحفيز الذي اشرنا اليه اولا، فيقوى بذلك – باذن الله عز وجل
– في هذا الجانب. ومن هذا ايضا:
6- الحرص على اصطحابه الى بيت الله لاداء الصلاة، فانه بذلك يتعود على ان يكون
ساكنا هادئا، ووجوده في بيت الله يخرجه من جو الضوضاء والضجيج الذي قد يكون في
محيطه الدراسي عند اللعب مع الاولاد، او يكون في البيت لا سيما مع اخوانه واخواته
ان وجدوا مثلا، فبقاؤه في بيت الله يهذب نفسه ويعينه ايضا على الاستماع الى قراءه
الامام عند التلاوه وعلى اداء الصلاه بحركات منضبطة، فكل ذلك يجمع باذن الله فهمه وعقله
ويحسن اداؤه تحسينا حسنا. والخطوه السابعة:
7- اشباعه عاطفيا، بمعنى ان يكون لوالدته الكريمه ضم له على صدرها ومسح على راسه
وتقبيل له، وكذلك انت، وكل ذلك باقتصاد واعتدال، كما لا يخفى على نظرك الكريم.
ونود ان تعيد الكتابه الى الشبكه الاسلاميه بعد ثلاثه اسابيع بذكر النتائج والثمرات التي توصلت
اليها، ولمتابعه هذا الامر معك ولنطمئن على ولدك الكريم، حفظه الله تعالى ورعاه، ونسال الله
عز وجل لكم التوفيق والسداد، وان يشرح صدوركم، وان ييسر اموركم، وان يجعلكم من عباد
الله الصالحين، وان يوفقكم لما يحبه ويرضاه، وان يزيدكم من فضله، وان يفتح عليكم من
بركاته ورحماته.
وبالله التوفيق.