كل عام وانتم الى الله اقرب على طاعته ادوم ومن الجنة
فان اعظم وسيله يتقرب بها العبد الى الله عز وجل بعد توحيده هي الصلاه المفروضة،
ثم اداء باقي الفرائض التي افترض الله تعالى عليه، ثم الاكثار من النوافل التي شرعها
ليتقرب بها العباد اليه، وليرتفعوا بها الى اعلى الدرجات.
فقد روى البخاري في صحيحه عن ابي هريره رضي الله عنه ان رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال ” وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه،
وما يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه، فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به،
وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وان سالني لاعطينه،
ولئن استعاذني لاعيذنه ”
والصلاه بلا خشوع جسم بلا روح، وحركات لا معنى لها، ومما يعين على تحصيل الخشوع،
وحضور القلب في الصلاة:
-الاستعداد لها قبل الدخول فيها، واستحضار اهميتها، وذلك باتقان الطهارة، واسباغ الوضوء.
ثم عند الاحرام يتامل معنى قوله: الله اكبر.. وهكذا كل ما يقرؤه من قران وادعيه
واذكار، وليستحضر دائما انه يخاطب ربه خطاب الحاضر السامع، فقد روى مسلم في صحيحه عن
ابي هريره رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله
تبارك وتعالى: قسمت الصلاه بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سال. فاذا قال العبد: “الحمد
لله رب العالمين” قال الله تعالى: حمدني عبدي، واذا قال: “الرحمن الرحيم” قال الله تعالى:
اثنى علي عبدي، واذا قال: ”
مالك يوم الدين ” قال: مجدني عبدي، فاذا قال: ” اياك نعبد واياك نستعين” قال:
هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سال، فاذا قال: ” اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين
انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ” قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سال.
فاذا استشعر المسلم عظمه موقفه بين يدي الله تعالى، وتامل في هذه المعاني، فلا شك
ان ذلك سيساعده على حصول الخشوع باذن الله تعالى، ولمزيد من الفائده نرجو الاطلاع على
الفتوى رقم 9525
والله اعلم.