اسباب تغير الزوجه على زوجها
يثير تغير الرجل شكوك زوجته ويقلقها اكثر، وقد يحول حياتها الى جحيم، فتقابل ذلك اما
بالصمت خوفا من زياده المشاكل، واما الغضب فتزداد الامور تعقيدا.
ويعيش الزوجان في بدايه حياتهما اياما جميله لا تنسى، مما يبعث على التفاهم والمحبة، الا
انه بعد مرور عده اعوام قد يحدث بعض التغير، خاصه من ناحيه الزوج، فقد يبدي
انزعاجا من تصرفات زوجته، وقد لا يعجبه اي كلمه او عباره منها، الامر الذي يجعله
لا يطيق المنزل، وقد يكثر في الخروج منه، كما انه من الممكن ان لا يكون
الحديث بين الزوجين كثيرا، وعلى طريقه “موجودين، ولسنا موجودين”، مما يطرح اكثر من علامه استفهام،
اين الحب؟، اين المودة؟، اين الكلمات “الرومانسية” التي كانت لا تغادر الطرفين في بدايه حياتهما؟.
ولكي تكسب الزوجه شريك حياتها لابد ان تستميله بالعوده الى المرح والابتسامة، وكذلك الاهتمام بشكلها
ونظافتها ونظافه المنزل، اضافه الى تقدير الزوج عبر احترام ضيوفه واهله ورغباته، الى جانب ايجاد
اهتمامات مشتركه وحديث مشترك بين الطرفين، وكذلك اهميه شعور الزوج برغبه شريكه حياته الجامحه واشتياقها
الكبير له، واخيرا من المهم عدم الالتصاق المزعج بالزوج وعدم متابعته وتتبع عثراته.
منفعل وعصبي
وقالت “ام هتان”: تزوجت منذ اكثر من سبعه اعوام، ولم اعهد على زوجي العصبيه المفرطه
او الغضب لاتفه الاسباب، والان اخشى الدخول معه في اي تفاصيل، خوفا من انفعالاته، فلم
يعد يطيق الحديث معي، وطلباتي مرفوضه دائما، متجهم، مزاجه متقلب، حاولت جذبه بشتى الطرق التي
اعرفها الا انه لم يحرك ساكنا.
وعبرت “ام حاتم” عن تجاهل زوجها المفاجئ لها بانه اصبح كالجماد، او انه يتعمد نقل
ذلك الاحساس لها لحاجه في نفسه لا تعلمها هي، مضيفة: “لم اشعر انني مقصره تجاهه،
بل اعطيه حقه بالكامل، كما اني احرص على نظافتي الشخصيه واستخدم العطور، وتعمدت في الفتره
الاخيره الحرص على اخذ زمام المبادره للعلاقه الجنسية، الا انه لا يستجيب، ودائما ما يراني
ابكي جراء تصرفاته دون ان يتقرب مني او يصارحني، وعندما استفسر عن تلك التصرفات يحاول
انهاء الحوار سريعا”.
برود ولا مبالاة
وذكرت “فاطمه العبدالعزيز” مراحل تغير زوجها بعد خمس سنوات من زواجهما، حيث اصبح جافا معها،
يسهر كثيرا لساعه متاخره من الليل، واحيانا لا يعود الا في الساعات الاولى من الصباح،
يكذب كثيرا، يحاول يثير الجدل وان يخلق مشكله من لا شيء لمجرد الخروج من المنزل
لساعات طويلة، مضيفه انها لاحظت ذلك التغير بعد عودته من دوره تدريبيه دامت قرابه الاسبوعين،
وعند عودته اصبح بالنسبه لها انسانا غريبا.
د. عبدالعزيز كسار
واوضحت “ام عهد” مظاهر التغير لدى زوجها اللطيف معها سابقا، حيث اصبح لا يهتم بها
وبمشاعرها، وجميع تصرفاته في المنزل كما لوكان بمفرده بلا زوجة، مستغربه انه عندما يود الاكل
من خارج المنزل ويتصل على احد المطاعم فهو يطلب ماكولات لشخص واحد، وبعد ان ينتهي
يسال هل تودين ان اطلب لك معي؟، مبينه ان زوجها ليس بخيلا ولم يكن كذلك،
لكنه يود من خلال تلك التصرفات ان يشعرها بالبرود واللامبالاه وبحجم التغير لديه، مشيره الى
انه على الرغم من جمالها وثقافتها -حسب قولها- الا انها اكتشفت مصادفه ان لديه جوالا
اخر، حيث لم تفاتحه بشانه، مؤكده على انه يغيب كثيرا، وفتره غيابه يقفل الجوال مما
اثار لديها هاجس الخيانة.
شك وحيرة
واستعرضت “ام نجود” مشكلتها قائلة: انا متزوجه منذ سنه ونصف السنه ولدي طفل، زوجي تغيرت
معاملته لي فجاة، اصبح لا يود الحديث معي، ويقاطعني ان تحدثت، يرفض الخروج معي وان
وافقني فهو يتافف ويظهر الملل، مضيفه انه في السابق عندما تطلب منه زياره اهلها يطلب
منها ان لا تطيل البقاء، اما الان فهو يحثها على البقاء هناك، ويتحجج باعذار غير
مقبوله لعدم مجيئه الى منزل اهلها لياخذها، ذاكره انه في فتره حملها وفي شهرها السابع
وقبل الولاده ذهبت الى اهلها لترتاح يوما او يومين فتركها اسبوعين كاملين، وبعد ولادتها لم
يقدم لها هديه كما عودها، بل انه طوال “فتره النفاس” لم يزرها الا مرات قليله
جدا، وبعد عودتها الى المنزل مكثت اكثر من اربعه ايام لم يات لياخذها الى المنزل،
وبعد العوده للمنزل اصبحا يعيشان كالاغراب.
واشارت “ام وسن” الى مظاهر التغير لدى زوجها في الحرص على “شياكته” التي تصل الى
حد المبالغه عند الخروج من المنزل، كما ان حجم الرسائل التي تصله على هاتفه الجوال
كبير جدا مقارنه بالسابق، مضيفه انه يحرص على حمل “الجوال” في كل مكان، مبينه انه
بعض الاحيان يغلق الاتصال فور مشاهدته اسم المتصل، وهو ما جعلها تشك به كثيرا، الى
جانب خروجه من المنزل في اوقات لم تعهدها منه في السابق، وكذلك السهر بشكل يومي،
موضحه انه عندما تكون في زياره او في عملها ويحضر لاعادتها الى المنزل واثناء حديثها
معه يرد بكلمات مختصرة، عكس ما كان عليه في السابق.
تغير تدريجي
وتحدث “د. عبدالعزيز كسار” -خبير تنميه بشريه ومستشار اسري- قائلا: ان راي الزوجات حديثات الزواج
لا يعامل كمثل من مضى على زواجها زمنا طويلا؛ لان تغير الزوج بعد الزواج مباشره
يكون لسبين؛ اما انه استعجل الحكم على حياته بانها غير سعيده وغير ممتعه وليست كما
كان يتوقع فلجا الى الهروب من هذا القيد، واما انه وهذا امر مهم لم يتغير،
فهذه شخصيته ولكن زوجته لم تكتشفه الا بعد ذهاب الايام الاولى الجميله من الزواج، مضيفا
انه في كل الاحوال يجب على الزوجه محاوله فهم نفسها، ومن ثم فهم زوجها للوصول
الى منطقه مشتركه واسعه يتحركان من خلالها بحريه وحب، مبينا ان شكاوى الزوجات مكرره ولو
تمعنا قليلا من الامر لاكتشفنا ان مثل هذه السلوكيات لا يمكن ان تحدث بين يوم
واخر، بل بدات بالتدريج دون ان تشعر الزوجة، مشيرا الى انه غالبا يكون لها دور
في هذا الامر، فطالما الرجل يحب زوجته ويحب الطريقه التي تعامله بها وبقدر الاهتمام الذي
توليه له، وباللطف والرعايه والمرح الذي يكتسي المنزل، فانه سيحرص قدر الامكان على البقاء في
المنزل اطول فتره ممكنة، مؤكدا على ان زوال هذه الامور من المنزل يشجع الزوج على
الهروب وقضاء الوقت خارجه.
رغبات الزوج
وقدم “د. كسار” نصائحه للزوجه وقال: قبل ان تتضايقي من تصرفات زوجك، فكري بما يجب
عليك فعله، قبل اتهام زوجك بانه تغير اسالي نفسك هل تغيرت انت؟، مبينا انه احيانا
نشعر بتغيير الاخرين ولا نشعر بتغيرنا نحن؟، مضيفا انه على الزوجه ترك مساحه من الحرية،
وعدم التفكير في تغيير سلوك زوجها فورا، وعلى الزوجه تلمس رغبات شريك حياتها وتوفيرالجو المناسب
له سواء للجلوس او القراءه او النوم او استقبال الضيوف، كذلك على الزوجه محاوله استماله
زوجها لها بشكل شخصي وذلك بالعوده للمرح والابتسامه الدائمة، وبالاهتمام بشكلها وبنظافتها وبنظافه المنزل، اضافه
الى تقدير الزوج عبر تقدير ضيوفه واهله ورغباته، وعدم الاصطدام به والحرص على عدم فلتان
اللسان، فان الكلمه تبقى في الذاكره طويلا، الى جانب ايجاد اهتمامات مشتركه وحديث مشترك، لافتا
الى انه عند تاخر حصول نتائج مامولة، فانني انصح الزوجه بفتح باب الحوار مع زوجها
بكل شفافية.
واضاف: ان العلاقه الحميمه تتطلب قربا نفسيا وحبا ووئاما وليست واجبا ينبغي علينا القيام به،
او مجرد عبء تتخلص منه، وهي علاقه تزيد من اواصر الحب بين الزوجين، وتساهم في
اصغاء المزيد من المتعه في حياه الزوجين، ومن الممكن ان تحل الكثير من المشاكل لشعور
الزوجين بانهما اقرب ما يكون لبعضهما البعض في هذه العلاقة، ناصحا الزوجه بالاهتمام بزوجها خارج
غرفه النوم وباللطف والمرح والنظافة، ولابد من ان تتم بشكل مريح وبرغبه مشتركة، مشددا على
اهميه الابتعاد عن الحديث عن امور الحياه والامور الماديه قبل العلاقه او بعدها، لابد ان
يشعر زوجك برغبتك الجامحه واشتياقك الكبير له، وبصفه عامه انصح الزوجات بعدم الالتصاق المزعج بالزوج
وعدم متابعته وتتبع عثراته.
توافق نفسي
واوضحت “اميمه العبد الكريم” -اخصائيه اجتماعية- ان الحياه ليست مشاعر وتبادل عبارات الحب فقط، وانما
يجب ان تعيشه الزوجه واقعا والزوج كذلك، من خلال المواقف وليس الانشغال بالعواطف فقط، حتى
لا يزهد الزوج في زوجته، مضيفه ان الاحتواء مهم جدا، وان لا تضع المراه في
حسبانها انها تريد زوجا مثاليا بلا اخطاء او سلبيات، مبينه ان جمال الزوجه ليس هو
الدافع الوحيد الذي يبحث عنه الرجل كي يتغير، والدليل اننا نجد الرجل يخون زوجته مع
الخادمة، وقد يمتلك اعلى الشهادات فيرتبط بفتاه اقل منه بكثير ثقافه وعلما، فالمساله هي توافق
نفسي لا اكثر، مؤكده على ان العلاقه الجنسيه بين الزوجين اذا كان يشوبها الخجل المبالغ
فيه من الزوجه فهي ستثير استياءه، فيفقد معها الزوج الاثارة، وكذلك الهروب منها، اوالتحجج بالتعب
وغيره، مشيره الى ان الجمود من الزوجه وعدم الخضوع والاستجابه للزوج في رغباته المباحة، وغير
ذلك مما يرغبه الزوج هو منفر له، واكبر باعث على الخصام والجفاء، واول واهم اسباب
التغير على الزوجة.
