دعاء ذي النون – لا الاه الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
فلا شك ان الدعاء المذكور دعاء عظيم، وهو دعاء يونس -عليه السلام- الوارد في قول
الله تعالى حكايه عنه: فنادى في الظلمات ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت
من الظالمين {الانبياء:87} فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين {الانبياء:88}. وفي مسند احمد
وسنن الترمذي والمستدرك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دعوه ذي النون اذ
دعا وهو في بطن الحوت لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين، فانه
لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط الا استجاب له. صححه الحاكم ووافقه الذهبي
والالباني.
ولذلك فان الدعاء به مستجاب، ولكن لم نقف على حديث يذكر فيه انه يكرره اربعين
مرة، وقد روى الحاكم في مستدركه مرفوعا: ايما مسلم دعا بها -يعني دعوه يونس عليه
السلام- في مرضه اربعين مره فمات في مرضه ذلك اعطي اجر شهيد، وان برئ برئ
وقد غفر له جميع ذنوبه. ضعفه الالباني .
وما لم يرد فيه تحديد عن النبي صلى الله عليه وسلم، فالمتعين ترك التحديد فيه.
واما تكراره من غير تحديد فلا حرج فيه. وانظر الفتوى رقم: 45454 .
وننبه الى ان استجابه الدعاء موقوفه على تحقق شروط اجابته وانتفاء موانعه. وقد بينا هذه
الشروط والموانع في الفتاوى التاليه ارقامها: 11571، 2395، 21386، 13728، 32438.
فمتى تخلف شرط او وجد مانع لم يستجب الدعاء، واذا تحققت الشروط وانتفت الموانع فان
الله تعالى يستجيب الدعاء عاجلا في الدنيا او اجلا في الاخرة، لما رواه ابو سعيد
الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم
يدعو بدعوه ليس فيها اثم ولا قطيعه رحم الا اعطاه الله بها احدى ثلاث: اما
ان يعجل له دعوته، واما ان يدخرها له في الاخرة، واما ان يصرف عنه من
السوء مثلها.. الحديث. رواه احمد والحاكم وصححه الالباني في صحيح الادب المفرد.
والله اعلم.