اجمل قصيده لمحمود درويش
الشاعر الفلسطيني العربي الانسان ، كل حروفه من ذهب ، خالده مع الجمال ، خالده
مع الروعه وخالده مع الابداع الذي لن يموت ، وهذه مقتطفات من جميل اشعار شاعرنا
الراحل الحاضر في ذاكرتنا العظيم محمود درويش :
في الانتظار
في الانتظار، يصيبني هوس برصد الاحتمالات الكثيرة:
ربما نسيت حقيبتها الصغيره في القطار،
فضاع عنواني وضاع الهاتف المحمول،
فانقطعت شهيتها وقالت: لا نصيب له من المطر الخفيف
وربما انشغلت بامر طارئ او رحله نحو الجنوب كي تزور الشمس، واتصلت ولكن لم
تجدني في الصباح، فقد خرجت لاشتري غاردينيا لمسائنا وزجاجتين من النبيذ
وربما اختلفت مع الزوج القديم على شئون الذكريات، فاقسمت الا ترى رجلا
يهددها بصنع الذكريات
وربما اصطدمت بتاكسي في الطريق الي، فانطفات كواكب في مجرتها.
وما زالت تعالج بالمهدئ والنعاس
وربما نظرت الى المراه قبل خروجها من نفسها، وتحسست اجاصتين كبيرتين تموجان
حريرها، فتنهدت وترددت: هل يستحق انوثتي احد سواي
وربما عبرت، مصادفة، بحب سابق لم تشف منه، فرافقته الى العشاء
وربما ماتت،
فان الموت يعشق فجاة، مثلي،
وان الموت، مثلي، لا يحب الانتظار
عابرون في كلام عابر
ايها المارون بين الكلمات العابرة
احملوا اسماءكم وانصرفوا
واسحبوا ساعاتكم من وقتنا، و انصرفوا
وخذوا ما شئتم من زرقه البحر و رمل الذاكرة
و خذوا ما شئتم من صور كي تعرفوا
انكم لن تعرفوا
كيف يبني حجر من ارضنا سقف السماء…
ايها المارون بين الكلمات العابرة
منكم السيف – ومنا دمنا
منكم الفولاذ والنار- ومنا لحمنا
منكم دبابه اخرى- ومنا حجر
منكم قنبله الغاز – ومنا المطر
وعلينا ما عليكم من سماء وهواء
فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا
وادخلوا حفل عشاء راقص.. و انصرفوا
وعلينا، نحن، ان نحرس ورد الشهداء ..
و علينا، نحن، ان نحيا كما نحن نشاء !
ايها المارون بين الكلمات العابرة
كالغبار المر مروا اينما شئتم ولكن
لا تمروا بيننا كالحشرات الطائرة
فلنا في ارضنا ما نعمل
و لنا قمح نربيه و نسقيه ندى اجسادنا
و لنا ما ليس يرضيكم هنا :
حجر… او حجل
فخذوا الماضي، اذا شئتم، الى سوق التحف
و اعيدوا الهيكل العظمي للهدهد، ان شئتم،
على صحن خزف.
فلنا ما ليس يرضيكم: لنا المستقبل
ولنا في ارضنا مانعمل