بحث حول ابو بكر الصديق
اسلام ابى بكر الصديق:
كان ابو بكر من رؤساء قريش، وعقلائها، وكان قد سمع من ورقه بن نوفل وغيره
من اصحاب العلم بالكتب السابقة، ان نبيا سوف يبعث في جزيره العرب، وتاكد ذلك لديه
في احدى رحلاته الى اليمن؛ حيث لقي هنالك شيخا عالما من الازد، فحدثه ذلك الشيخ
عن النبي المنتظر، وعن علاماته، فلما عاد الى مكه اسرع اليه ساده قريش: عقبه بن
ابى معيط، وعتبة، وشيبة، وابو جهل، وابو البخترى بن هشام، فلما راهم قال لهم: هل
نابتكم نائبة؟ قالوا: يا ابا بكر قد عظم الخطب، يتيم ابى طالب يزعم انه نبي
مرسل، ولولا انت ما انتظرنا به فاذا قد جئت فانت الغايه والكفاية، فذهب اليه ابو
بكر، وساله عن خبره؛ فحكى له النبي*صلى الله عليه وسلم* ما حدث، ودعاه الى الاسلام؛
فاسلم مباشرة، وعاد وهو يقول: ” لقد انصرفت وما بين لابتيها اشد سرورا من رسول
الله *صلى الله عليه وسلم* باسلامي”، وكان ابو بكر اول من اسلم من الرجال.
هجره ابى بكر الصديق:
لما اذن الله (عز وجل) لنبيه بالهجره الى المدينة، امر النبي(صلى الله عليه وسلم) اصحابه
ان يهاجروا، وجعل ابو بكر يستاذن في الهجرة، والنبي(صلى الله عليه وسلم) يمهله، ويقول له:
(لا تعجل لعلالله يجعل لك صاحبا)، حتى نزل جبريل على النبي، واخبره ان قريشا قد خططت لقتله،
وامره الا يبيت ليلته بمكة، وان يخرج منها مهاجرا، فخرج النبي (صلى الله عليه وسلم)
وفتيان قريش، وفرسانها محيطون ببيته، ينتظرون خروجه ليقتلوه، ولكن الله اخذ ابصارهم فلم يروه، وتناول
النبي (صلى الله عليه وسلم) حفنه من التراب، فنثرها على رؤسهم، وهم لا يشعرون، وذهب
(صلى الله عليه وسلم) الى بيت ابى بكر {وكان نائما فايقظه}، واخبره ان الله قد
اذن له في الهجرة، تقول عائشة: لقد رايت ابابكر عندها يبكى من الفرح، ثم خرجا
فاختفيا في غار ثور، واجتهد المشركون في طلبهما حتى شارفوا الغار، وقال ابوبكر: لو ان احدهم نظر تحت قدميه لابصرنا، فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم):
(فما ظنك باثنين الله ثالثهما؟!)، واقاما في الغار ثلاثه ايام، ثم انطلقا، وكان ابو بكر
اعرف بالطريق، وكان الناس يلقونهما، فيسالون ابا بكر عن رفيقه فيقول: انه رجل يهدينى الطريق،
وبينما هما في طريقهما اذ ادركه سراقه بن مالك (وكان قد طمع في النياق المائه
التي رصدتها قريش لمن ياتيها بمحمد)، ولما