تعانق الهلال مع الصليب
استبدل عدد كبير من الاقباط صوره لصلبان سوداء بصورهم الشخصيه والرمزيه على موقع فيسبوك؛ تعبيرا
عن الحداد على ضحايا حادث التفجير امام كنيسه القديسين بالاسكندرية، بينما غير عدد كبير من
المصريين مسلمين واقباط صورهم على ذات الموقع بصور للهلال والصليب المتعانقين، فيما يعد تعبيرا عن
الوقوف صفا واحدا في مواجهه مثل هذه الحوادث.
تقارير ومتابعات
بالفيديو.. في “وكاله البلح” عيد الفقراء فرحته ناقصة.. واهالي:”هنشتري للولاد واحنا لا”.. وتجار:”بضاعتنا بارت”
وفاه “كريمة” بعد بلوغها الخمسين في حديقه حيوان الجيزة
“خروج امعاء وذبح وخيانه زوجية”.. شاهد عيان يروي تفاصيل واقعه مقتل ٣ اشخاص في مشاجره
الطالبية
وقد كان الحادث الارهابي الذي وقع بعد منتصف ليله راس السنة، امام كنيسه القديسين بالاسكندرية،
واوقع عشرات الضحايا بين قتيل وجريح، دافعا لرواد موقع التواصل الاجتماعي الاشهر في العالم “فيسبوك”
للتعبير عن ارائهم حول الحادث ومدى مسئوليه كل طرف عنه.
كما كان الموقع ساحه للعزاء ومواساه اسر الضحايا، وكذلك ملجا لتعليقات الخائفين على مصر من
مثل هذه الاحداث، وانتشر تعليق “انا مصري ضد الارهاب” مع صوره للهلال مع الصليب، كما
انتشرت صور بثتها وكالات الانباء عن مظاهرات الوحده الوطنية، واكثرها انتشارا صوره تضم يدين متشابكتين
احدهما تحمل مصحفا والاخرى تحمل صليبا.
وتبارى رواد الموقع في الانسانيات المرتبطه بالحادث، ولعل اشهر ما حظي بالتعليق قصه الفتاه المسيحيه
مريم فكري، التي توفيت في الحادث، وكانت قد تركت رساله على صفحتها الشخصية، على “فيسبوك”
تقول فيها “سنه 2010 خلصت خلاص..انا قضيت اسعد ايام حياتي في 2010 وبجد استمتعت بالسنه
دي واتمنى 2011 يبقى احسن..عندي امنيات كثيره اوي في 2011 واتمنى انها تتحقق..يا رب خليك
جنبي وساعدني وتحقق الاماني بتاعتي”.
كما انتشرت على مواقع الشبكات الاجتماعيه عموما، وعلى الفيسبوك تحديدا شعارات تعود لثوره 1919، ومن
اشهرها “عاش الهلال مع الصليب” و” عاشت مصر حره مستقلة”.
وعادت بعض اغاني الراحل سيد درويش، الذي عاصر تلك الثورة، للانتشار بكثافه على ذات المواقع
ومن اكثرها انتشارا اغنيه “مصرنا وطنا، سعدها املنا” التي اداها المبدع الراحل لاستقبال الزعيم سعد
زغلول بعد عودته من المنفى.
ويقول مطلعها “مصرنا وطنا، سعدها املنا، كلنا جميعا للوطن ضحيه ..اجمعت قلوبنا هلالنا وصليبنا ..ان
تعيش مصر عيشه هنية”.
كما اتسمت معظم الرسائل المنشوره والمتبادله بين المصريين على الموقع، بالمواساة، لاسر ضحايا الحادث اقباطا
ومسلمين، والتبرؤ من مثل هذه الاعمال.
وسارع العديد من المشاركين في الموقع الى نشر ردود فعل، القاده والشيوخ والقساوسة، الذين دعو
للتهدئة، ونفوا ان ياتي مثل هذا الفعل من مصري حقيقي.
كما انتشرت بشكل مكثف مقاطع فيديو تدعو للوحده الوطنية، وتعرض نماذج وصور للوحده الوطنيه في
مصر، على خلفيه اغان وطنيه شهيره مثل اغنيه “ياحبيبتي يا مصر” لشاديه واغنيه سمير الاسكندراني”يارب
بلدي وحبايبي” واغنيه “عظيمه يا مصر” لوديع الصافي.
واتسمت التعليقات بالسخريه من الاكليشيهات، المحفوظه في مثل هذه المواقف، ومن التعليقات الطريفه ما قالته
احدى المشتركات في الموقع على صفحتها..”ادعو الى التضامن مع اي تنظيم ارهابي يخلصنا من مواضيع
التعبير الرديئه عن حادث الاسكندريه وهي على سبيل المثال لا الحصر: بيان اتحاد الكتاب وبيان
المجلس الاعلى للثقافة”.
واستعاد عدد كبير من الصحفيين على صفحاتهم، الموضوعات التي كتبوها قبل ذلك عن صور الوحده
الوطنية، مثل النجار المسيحي الذي يقوم ببناء المنابر، والنحات المسلم الذي تخصص في صناعه تماثيل
وايقونات السيده مريم العذراء، او المتبرعين لبناء المساجد من المسيحيين او لبناء الكنائس من المسلمين.
واذا كان الامر لم يخل من بعض الاصوات الشاذه من الطرفين، الا ان الاجمال كان
صوره غير مسبوقة، للتضامن والوحده الوطنية، على شبكه الانترنت.
ولعل من ابرز التعليقات ما ساقه، احد مشتركي الموقع من ان صوره الهلال معانقا الصليب،
لا تنبئ عن ديانه ناشرها، وانما تنبئ عن مصريته بامتياز.