مقالات منوعة جديدة

الخير في ما اختاره الله , تفسير لافضل مقويه دينية علي الاطلاق بالصور

الخير في ما اختاره الله - تفسير لافضل مقويه دينية علي الاطلاق بالصور 1346792517 2278-Jpeg

الخير في ما اختاره الله

الخير في ما اختاره الله - تفسير لافضل مقويه دينية علي الاطلاق بالصور 6C62250E3A84059765Bcfc5B96Ac00Bb

الحمد لله رب العالمين والعاقبه للمتقين، ولا عدوان الا على الظالمين، والصلاه والسلام على سيد
المرسلين ورحمه الله للعالمين.

وبعد:

من حكم ابن عطاء الله: لا يكن تاخر امد العطاء مع الالحاح في الدعاء موجبا
لياسك فهو ضمن لك الاجابه فيما يختاره لك لا فيما تختاره لنفسك وفي الوقت الذي
يريد لا في الوقت الذي تريد.

اي لا يكن تاخر وقت العطاء المطلوب مع المداومه في الدعاء موجبا لياسك من اجابه
الدعاء ومدعاه لانقطاع الدعاء فهو سبحانه ضمن لك الاجابه بقوله: ﴿ وقال ربكم ادعوني استجب
لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ﴾ [غافر:60] فاذا دعوت الله وسجدت
له واعترفت بفقرك وضعفك وحاجتك وانه لا حول ولا قوه الا بالله فقد استجاب لك،
ولكن فيما يختاره لك لا فيما تختاره لنفسك، فانه اعلم بما يصلح لك منك، فربما
طلبت شيئا كان الاولى منعه عنك فيكون المنع عين العطاء، فربما منعك فاعطاك وربما اعطاك
فمنعك.

الخير في ما اختاره الله - تفسير لافضل مقويه دينية علي الاطلاق بالصور 20160714 1101

وكذلك ضمن لك الاجابه في الوقت الذي يريد لا في الوقت الذي تريد.

فما نحن الا عباد لله نثق ونرضي ونصبر على قضائه وقدره, فقم ايها العبد بما
امرك الله به وسلم له نفسك، فربما اجابك وادخر لك بدل مطلوبك ما تنال به
الحسنى وزيادة.

يقول الامام على بن ابي طالب كرم الله وجهه:
وكم لله من لطف خفي
يدق خفاه عن فهم الذكي
وكم يسر اتى من بعد عسر
ففرج كربه القلب الشجي
وكم امر تساء به صباحا
وتاتيك المسره بالعشي
اذا ضاقت بك الاحوال يوما
فثق بالواحد الفرد العلي
ولا تجزع اذا ما ناب خطب
فكم لله من لطف خفي

ومن الحكم العطائية: لا يشككنك في الوعد عدم وقوع الموعود. وان تعين زمنه لئلا يكون
ذلك قدحا في بصيرتك واخمادا لنور سريرتك.

وذلك لجواز ان يكون وقوع ذلك الموعود معلقا على اسباب وشروط لم تحصل. فالعبد من
تادب مع ربه ولم يتزلزل عند تاخر ما وعده به. وثمره هذا الثقه في الله
والاطمئنان الى حكمته وتدبيره ﴿ ما اصاب من مصيبه في الارض ولا في انفسكم الا
في كتاب من قبل ان نبراها ان ذلك على الله يسير * لكيلا تاسوا على
ما فاتكم ولا تفرحوا بما اتاكم والله لا يحب كل مختال فخور ﴾ [الحديد: 22،
23].

فما من امر من الامور في هذا الكون الا بقدره وحكمه وتقدير بليغ، فاذا كان
فوات المطلوب فلا تاس ولا تحزن ولا تسخط، واذا كان تحقيق المراد وانفتاح الدنيا واغداق
النعم لا تفرح الفرح المؤدي الى نسيان الله والبطر والغرور.

فتاتي النجاه من قلب الهلاك، وتكتب الحياه في زحام الموت، ويكون الموت مع توفر اسباب
الحياة.

فكثيرا ما نمر بصعاب يظن الانسان انها نهايه العالم ويتبرم ويصاب بالازمات النفسيه ويلجا البعض
الى الانتحار الا من اطمان قلبه بثقته في ربه الخالق المدبر الحكيم القدير سبحانه وتعالي.

الخير في ما اختاره الله - تفسير لافضل مقويه دينية علي الاطلاق بالصور 20160714 1102

الماء من قلب الصخر:
فبني اسرائيل مع نبي الله موسي عليه السلام وهم في طريقهم الى بيت المقدس لتحريره
من الله عليهم بالمن والسلوى فعطشوا وانقطعت بهم السبل وبدا شبح الهلاك يلوح في الافق
غير انهم في طريق الله وفي سبيله ايتركهم الله؟ ايتخلى عنهم؟ كلا ﴿ واذ استسقى
موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشره عينا قد علم كل اناس
مشربهم كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الارض مفسدين ﴾ [البقرة:60]. وهم بعد
ذلك حادوا عن الطريق فغيروا وبدلوا ففرض الله عليهم التيه والضلال، فاذا وثقنا في الله
وفي شريعته وتطبيق حكمه ننعم بالخيرات والبركات.

وعسي ان تكرهوا:
﴿ كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى
ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون ﴾ [البقره :216].

يقول الشهيد سيد قطب: ان الاسلام يقرر ان من الفرائض ما هو شاق مرير كريه
المذاق؛ ولكن وراءه حكمه تهون مشقته، وتسيغ مرارته، وتحقق به خيرا مخبوءا قد لا يراه
النظر الانساني القصير.. فمن يدري فلعل وراء المكروه خيرا. ووراء المحبوب شرا. ان العليم بالغايات
البعيدة، المطلع على العواقب المستورة، هو الذي يعلم وحده. حيث لا يعلم الناس شيئا من
الحقيقة.

وعندما تنسم تلك النسمه الرخيه على النفس البشريه تهون المشقة، وتتفتح منافذ الرجاء، ويستروح القلب
في الهاجرة، ويجنح الى الطاعه والاداء في يقين وفي رضاء.

وهكذا يربي الاسلام الفطرة، فلا تمل التكليف، ولا تجزع عند الصدمه الاولى، ولا تخور عند
المشقه البادية، ولا تخجل وتتهاوى عند انكشاف ضعفها امام الشدة. ولكن تثبت وهي تعلم ان
الله يعذرها ويمدها بعونه ويقويها. وتصمم على المضي في وجه المحنة، فقد يكمن فيها الخير
بعد الضر، واليسر بعد العسر، والراحه الكبرى بعد الضنى والعناء. ولا تتهالك على ما تحب
وتلتذ.. فقد تكون الحسره كامنه وراء المتعة! وقد يكون المكروه مختبئا خلف المحبوب. وقد يكون
الهلاك متربصا وراء المطمع البراق.

انه الدخول في السلم من بابه الواسع، فما تستشعر النفس حقيقه السلام الا حين تستيقن
ان الخيره فيما اختاره الله، وان الخير في طاعه الله، دون محاوله منها ان تجرب
ربها وان تطلب منه البرهان! ان الاذعان الواثق والرجاء الهادئ والسعي المطمئن، هي ابواب السلم
الذي يدعو الله عباده الذين امنوا ليدخلوا فيه كافة.

الخير في ما اختاره الله - تفسير لافضل مقويه دينية علي الاطلاق بالصور 20160714 1103

لقد كان المؤمنون الذين خرجوا يوم بدر يطلبون عير قريش وتجارتها، ويرجون ان تكون الفئه
التي وعدهم الله اياها هي فئه العير والتجارة.

لا فئه الحاميه المقاتله من قريش، ولكن الله جعل القافله تفلت، ولقاهم المقاتله من قريش!
وكان النصر الذي دوى في الجزيره العربيه ورفع رايه الاسلام، فاين تكون القافله من هذا
الخير الضخم الذي اراده الله للمسلمين؟! واين يكون اختيار المسلمين لانفسهم من اختيار الله لهم؟
والله يعلم والناس لا يعلمون!

وكل انسان – في تجاربه الخاصه – يستطيع حين يتامل ان يجد في حياته مكروهات
كثيره كان من ورائها الخير العميم، ولذات كثيره كان من ورائها الشر العظيم، وكم من
مطلوب كاد الانسان يذهب نفسه حسرات على فوته؛ ثم تبين له بعد فتره انه كان
انقاذا من الله ان فوت عليه هذا المطلوب في حينه، وكم من محنه تجرعها الانسان
لاهثا يكاد يتقطع لفظاعتها، ثم ينظر بعد فتره فاذا هي تنشئ له في حياته من
الخير ما لم ينشئه الرخاء الطويل، ان الانسان لا يعلم، والله وحده يعلم، فماذا على
الانسان لو يستسلم؟ في ظلال القران بتصرف.

عسي ان يكون الخير كامنا في الشر: ﴿ … فعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله
فيه خيرا كثيرا ﴾ [النساء:19]

ويتجسد هذا المعني في قصه موسي والعبد الصالح، الحكمه الالهيه العليا، التي لا ترتب النتائج
القريبه على المقدمات المنظورة، بل تهدف الى اغراض بعيده لا تراها العين المحدودة، خرق فيه
البركه والنجاه من الغصب؛ ﴿ اما السفينه فكانت لمساكين يعملون في البحر فاردت ان اعيبها
وكان وراءهم ملك ياخذ كل سفينه غصبا ﴾ [الكهف:79].

فبهذا العيب نجت السفينه من ان ياخذها ذلك الملك الظالم غصبا، وكان الخرق الصغير الذي
اصابها اتقاء لضرر كبير كان ينتظرها لو بقيت على سلامتها.

سفينتك قد تكون زوجتك التي فقدتها بشهاده او اعتقال، وقد يكون ابنك المجروح او مالك
المصادر او وظيفتك او عزيز لديك.

لو خرقت سفينتك اترضى بقضاء الله وتعلم ان الله يدبر لك خيرا تجهله فيه النجاة،
ام تسخط وتستنكر قضاء الله؟

وماذا لو ان المساكين اصحاب السفينه استنكروا ما فعله العبد الصالح ولاموه على ذلك واصلحوا،
ما خرق؟! غصبت سفينتهم وكانوا من الخاسرين.

وقتل رحيم فيه لطف خفي؛ ﴿ واما الغلام فكان ابواه مؤمنين فخشينا ان يرهقهما طغيانا
وكفرا ﴾ [الكهف:80] فهذا الغلام لا يستحق القتل في الظاهر، ولكن الغيب يطلع العبد الصالح
على سبب قوي لقتله، انه سينشا كافرا طاغيا، تكمن في نفسه بذور الكفر والطغيان، فلو
عاش لارهق والديه المؤمنين بكفره وطغيانه، وقادهما بدافع حبهما له ان يتبعاه في طريقه. فاراد
الله ووجه اراده عبده الصالح الى قتل هذا الغلام، وان يبدلهما الله خلفا خيرا منه،
لطفا ورحمه به وبوالديه، فيدخلوا جميعا في رحمته يوم القيامه ام انهم مع حياته يدخلون
في عذابه يوم القيامة؟الان ينكشف الستر عن حكمه ذلك التصرف، كما انكشف عن غيب الله
الذي لا يطلع عليه احدا الا من ارتضى.

عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « يود اهل العافيه يوم
القيامه حين يعطى اهل البلاء الثواب لو ان جلودهم كانت قرضت فى الدنيا بالمقاريض »
رواه الترمذي وحسنه الالباني.

فايهما تختار اختيار الله وتدبيره لك ام اختيارك وتدبيرك لنفسك؟ فلماذا لا نثق في حكمه
الله وتدبيره ونرضي باختياره ونطبق شرعه؟ لماذا ننتظر دائما ان نعلم الحكمه في قضائه وتدبيره
قبل ان نسلم ونفوض الامر لله؟

اذا كنت مبتليا فاعلم ان الله اختار لك ان تغبط يوم القيامه لما تناله من
خير عميم وثواب عظيم، يعوضك عن بلواك في الدنيا، فلا تشغل نفسك بما يطغيك وينسيك
الله ويشقيك ويرديك في الاخرة.

وما مشهد سراقه بن مالك وعمر بن الخطاب ينادي في الناس ليلبسه سواري كسرى، الا
دليلا على ان الثقه في الله وفي شرعه هي النجاه مهما طال الزمن وبعدت المسافات.

كنز وصى به ابراهيم بنيه ويعقوب: ومن هنا نخرج بحديث هو كنز من كنوز السنه
المطهره اه لو عشنا بهذه النفسيه الواثقه المطمئنه الى ربها اللطيف الخبير عن عباده بن
الصامت ان رجلا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله اي العمل
افضل قال: قال: «الايمان بالله وتصديق به وجهاد في سبيله »، قال: اريد اهون من
ذلك يا رسول الله، قال « السماحه والصبر »، قال اريد اهون من ذلك يا
رسول الله، قال: « لا تتهم الله تبارك وتعالى في شيء قضى لك به »؛
احمد وحسنه الالباني.

قيل ليحيى بن معاذ رحمه الله: متى يبلغ العبد الى مقام الرضا؟ فقال اذا اقام
نفسه على اربعه فصول فيما يعامل به ربه، فيقول ان اعطيتني قبلت، وان منعتني رضيت،
وان تركتني عبدت، وان دعوتني اجبت.

معيار السعاده الحق:
ان للسعاده معيارا لا يعلمه كثير من الناس فمتى شعر المرء برضا ربه وثقته هو
في ربه وفي دينه شعر بالسعاده حتى ولو لم يملك من الدنيا الا ما يسد
به رمقه، ويشعر بحلاوه لا تضاهيها حلاوه وفي ذلك روي مسلم عن العباس بن عبد
المطلب انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول « ذاق طعم الايمان من
رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد رسولا ».

شعر براحه البال وسعاده القلب وطمانينه النفس من رضي بالله ربا مدبرا مشرعا، الها حاكما،
وبالاسلام دينا يدين به، اي يتخذه منهجا يسير به اموره ويتبع شرعته، وبمحمد صلي الله
عليه وسلم قدوه ومثلا لتطبيق هذا الدين واتباع هذه الشريعة؛ قال عبدالواحد بن زيد: الرضا
باب الله الاعظم، وجنه الدنيا، ومستراح العارفين، وسراج العابدين وحياه المحبين، ونعيم العابدين، وقره اعين
المشتاقين.

ولهذا حث نبينا صلي الله عليه وسلم على استذكار هذا المعني دائما عند كل اذان
عن سعد بن ابى وقاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال «
من قال حين يسمع المؤذن اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له
وان محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا وبالاسلام دينا. غفر له ذنبه »؛
مسلم .

وعند كل صباح ومساء عن ابي سلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
« ما من عبد مسلم يقول حين يصبح وحين يمسى ثلاث مرات رضيت بالله ربا
وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا الا كان حقا على الله ان يرضيه يوم القيامه ». احمد
ابن ماجه وكان من دعائه صلي الله عليه وسلم عن ابى الدرداء عن زيد بن
ثابت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم علمه دعاء وامره ان يتعاهد به اهله
كل يوم قال: « قل كل يوم حين تصبح لبيك اللهم لبيك وسعديك والخير فى
يديك ومنك وبك واليك… اسالك اللهم الرضا بعد القضاء…، واشهد انك ان تكلني الى نفسى
تكلني الى ضيعه وعوره وذنب وخطيئه واني لا اثق الا برحمتك فاغفر لي ذنبيى كله
انه لا يغفر الذنوب الا انت وتب على انك انت التواب الرحيم »؛ احمد وصححه
الالباني.

ولا تحسبوا هذا استسلاما واستكانة، ولكنه الرضا والتسليم بعد السعي والجهاد والتضحية، وان نتعلم وناخذ
دروسا من الماضي، ونحن نحاسب على العمل ولا نحاسب على النتائج.

﴿ سبحان ربك رب العزه عما يصفون * وسلام على المرسلين*والحمد لله رب العالمين ﴾
[ الصافات: 180-181].

Previous post
دبلة الخطوبة شادية كلمات روعة , كلمات الاغنيه كامله لاروع فنانه
Next post
شيلات ام بي ثري منوعة , احلي شيلات منوعة وجامدة جدا