يتمنعن وهن راغبات قول لعلي بن ابي طالب في ايها الناس، لا تطيعوا للنساء امرا
مقوله يتمنعن وهن راغبات: اهانه لعقل واراده المراة
شاعت في الثقافه العربيه الذكوريه مقوله : يتمنعن وهو راغبات… وايا يكن مصدرها وقائلها، فانها
عباره عن كلام انشائي ليس له علاقه بالتحليل النفسي للمراه وفيه اهانه لعقلها وارادتها، والخطير
في مضمونها انها تنفي عن المراه صفات تمتعها بالقيم الاخلاقيه كالكرامه واحترام الذات والاخلاص للحياه
الزوجية، وتصور كل امراه على انها تحمل في داخلها عاهره ولكنها تتظاهر
بالعفه والشرف! وواضح ان من اطلق هذه المقوله ومن يؤمن بها ويروجها.. يحاول تبرير اقدامه
على جريمه الاعتداء على حريه المراه وملاحقتها باستمرار والتحرش بها بدافع اوهام سخيفه همجيه تجعله
يظن ان كثره الملاحقه والاساءه والاعتداء على حريتها ستجعلها في النهايه ترضخ لغزواته الذكورية، وان
رفضها واستهجانها له ليس صادرا عن موقف اخلاقي فيه احترام للذات والكرامة. والتمسك بهذه المقوله
التافهه يفيد الرجل نفسيا ويخفف عنه الشعور بالاهانه عندما ترفضه المراه التي يحاول ان
يغزوها ويستخدمها للتسليه الجنسية… فالرجل هنا يستعمل هذه المقوله لتطيب خاطره والتخفيف من شعوره بجرح
كبريائه وهزيمه وفشل غزوته بالتعلل بان رفض المراه له ليس حقيقيا وانها تضمر في داخلها
رغبه الموافقه ولكنها تتمنع بشكل مفتعل ومؤقت وسترضخ في نهايه الامر نتيجه الالحاح! اما بشان
صفات الخجل والحياء والتردد واخفاء المشاعر التي قد تبدو على بعض النساء… فهذه الصفات لاتقتصر
على المراه وحدها، وانما هي صفات تشمل جميع البشر رجالا ونساءا بلا استثناء وهي تتعلق
بحاله الفرد العقليه والنفسيه والمزاجيه ومستوى توازنه النفسي ولايمكن تعميمها كاحكام مطلقة، فليس جميع النساء
مترددات ويخفين مشاعرهن، وكذلك الرجال، لذا لايصح اطلاق الاحكام الانشائيه على الناس. وهذا السلوك الذكوري
المتخلف الذي يحاول التقليل من انسانيه المراه بوصفها كائنا لديه عقل واراده وقيم اخلاقيه واحترام
للذات… لايقتصر على الثقافه العربيه فقط، بل هو اعتداء ذكوري ازلي حصل في جميع المجتمعات
والشعوب عبر مراحل التاريخ ضد المراة، فالرجل الذي حارب اخيه الرجل في معارك داميه طوال
التاريخ وسفك دمه في السجون وميادين القتال… امتدت عدوانيته كذلك منذ فجر الخليقه نحو المراه
واضطهدها وظلمها في جميع العصور!