هل الحجاب فرض في الاسلام
فاذا بلغت الفتاه مبلغ النساء وجب عليها ارتداء الحجاب، كما يجب عليها القيام بفرائض الاسلام
وواجبات الدين. فان الحجاب من جمله اوامر الشرع. ومن بلغت سن التكليف اصبحت ماموره منهية،
تثاب على فعل الاوامر، وتعاقب على فعل ما نهى الله عنه او مخالفه امره تعالى،
والحجاب شعار المسلمات، وهو تجسيد لحياء المراة، واماره على عفافها وحشمتها. ولما كانت عاده العربيات
التبذل وكن يكشفن وجوههن كما تفعل الاماء، وكان ذلك داعيا الى نظر الرجال اليهن، وتشعب
الفكره فيهن، وكانت المراه من نساء المؤمنين قبل نزول ايه الاحزاب تبرز للحاجه فيتعرض لها
بعض السفهاء يظن انها امه فتصيح به، فشكوا ذلك الى النبي صلى الله عليه وسلم
.
عند ذلك انزل الله عز وجل على نبيه قوله: ( يا ايها النبي قل لازواجك
وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك ادنى ان يعرفن فلا يؤذين ) [الاحزاب:
59] يامره فيها بان يلزم زوجاته ونساء المؤمنين بستر جميع ابدانهن اذا خرجن لحوائجهن، ليقع
الفرق بينهن وبين الاماء فتعرف الحرائر بسترهن فيكف عن معارضتهن الشباب والسفهاء، وليعرفن بالحصانه والتقوى
والعفاف فلا يؤذين باعمال سافلة، ولا تنغص حياتهن بنظرات وقحة، فان المؤمنه التقيه يجب ان
يدل مظهرها على مخبرها، وان يبدو ايمانها وتقواها في ملبسها كما يبدو في اقوالها واعمالها
وان يسطع الايمان في كل تصرفاتها واحوالها، فتعرف انها من اهل القران بتنفيذها اوامره، فيحترمها
المؤمنون ولا يؤذيها الفاسقون. . وفي السوره نفسها انزل الله تعالى في شان امهات المؤمنين
قوله: ( واذا سالتموهن متاعا فاسالوهن من وراء حجاب ذلكم اطهر لقلوبكم وقلوبهن ) [الاحزاب:53]
فدخل في ذلك جميع نساء الامه لعموم عله وجوب الحجاب، ولما تضمنته اصول الشريعه من
ان المراه كلها عورة، فلا يجوز لها كشف وجهها ولا كفيها فاولى غيرهما.
اما وجوبه على النساء اليوم فهو من باب اولى، فاذا كان الله تبارك وتعالى اوجب
الحجاب على نساء النبي وهن بلا شك الخيرات الطاهرات المبرات اللواتي اختارهن الله ازواجا لنبيه
صلى الله عليه وسلم في الدنيا والاخره معللا ذلك بقوله: (ذلكم اطهر لقلوبكم وقلوبهن) واوجبه
على غيرهن من الصحابيات المهاجرات اللواتي بايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم على ان
لا يعصينه في معروف ، فما بالك بنساء هذا الزمن الذي كثر فيه اعوان الشيطان،
وانتشر فيه الفسق وعم فيه الفجور واستبيحت فيه المحارم.
والله اعلم.