مكانه المعلم في المجتمع
تعد مهنه التعليم من اشرف المهن واهمها ، فالعلماء ورثه الانبياء فالانبياء لم يورثوا دينارا
ولا درهما بل ورثوا العلم ، والمعلم يتولى مسؤوليه عظيمه ، هي تغذيه الفكر بالعلم
والمعرفه ، وتنشئه الاجيال ليخدموا انفسهم ودينهم ووطنهم ، فالامم الحيه هي التي تعتني بمعلميها
وترعاهم ، ومقياس تقدم الامم عنايتها بهم ورعايتهم ، وكان المعلم في القديم له مكانه
مرموقه عند الخلفاء والسلاطين ، فلا تخلوا مجالسهم منهم يتخذونهم مربين ومعلمين لابنائهم ويستشيرونهم في
امر دينهم ودنياهم وهذا هارون الرشد احد خلفاء بني العباس قد اتخذ الكسائي امام النحاه
في الكوفه مربيا ومعلما لابنيه الامين والمامون ، وقد جلس الكسائي يوما في حضره هارون
الرشيد فساله الرشيد من افضل الناس ياكسائي ؟،
فقال الكسائي او غيرك يستحق الفضل يا امير المؤمنين ، فقال الخليفه نعم : ان
افضل الناس من يتسابق الاميران الى الباسه خفيه ، وكان الامين والمامون تقديرا للكسائي يتسابقان
على الباسه خفيه عندما يهم بالخروج من عندهما ، هذه مكانه العلم وهذا تقدير العلماء
ولكن الصوره مع الاسف الشديد انعكست هذه الايام ، فلم يعد للمعلم هذه المكانه والتقدير
الذي كان يحظى بهما في السابق ، فلماذا اختلفت الصوره ، واصبح المعلم يهان وتداس
كرامته ولا ناصر له االله ، هناك حكايه ظريفه رواها لي احد الزملاء ان بعض
النساء اجتمعن مره ، وصرن يتجاذبن اطراف الحديث ، قالت الاولى ان زوجي ضابط: وقالت
الاخرى :ان زوجي طبيب وقالت الثالثه :ان زوجي مهندس اما الرابعه فقد طمنت راسها ولم
تنبس بكلمه ، فقالت احداهن : اخبرينا يا اختي عن مهنه زوجك ، ان طلب
العيشه مافيها عيب ، هل وصل الحد بالمعلم ان تكون مهنته مصدر تندر في المجالس
؟، هكذا وصلت به الحال مع الاسف من تدني مكانته في المجتمع ، فمتى ياترى
يستر د مكانته اللائقه به في المجتمع
ان من اسباب تدهور التعليم في بلادنا مايعانيه المعلم من هموم ومن فقدان قيمته بين
طلابه ، فاصبح الطالب ينظر اليه باحتقار واستهجان ، حتى ان بعض اولياء امور الطلاب
لايقدرونه ويعتبرونه متجني على ابنائهم ، فكيف نريد من هذا الانسان وهو المعلم ان يخلص
في عمله ، وهو لايشعر بالتقدير والاحترام ، والله الموفق