حقائق قد تدهشك , مقال عن فتنة المحيا والممات

موضوع عن فتنة المحيا و الممات

 20160616 1593

السؤال:


ما هي فتنة المحيا و الممات؟
ارجو الشرح.
وهل الديمقراطية من فتنة الدجال؟
فقد سمعت رجلا متدينا يقول بذلك.

الجواب :


الحمد لله


ورد التعوذ من فتنة المحيا و الممات و من فتنة المسيح الدجال فعدة احاديث منها :


عن عائشة رضى الله عنها ،

ان رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يدعو فالصلاة ‏: (‏ اللهم انني اعوذ بك من عذاب القبر ،

واعوذ بك من فتنة المسيح الدجال ،

واعوذ بك من فتنة المحيا و الممات ،

اللهم انني اعوذ بك من الماثم و المغرم ‏.‏ فقال له قائل : ما اكثر ما تستعيذ من المغرم ؟

‏ فقال :‏ ان الرجل اذا غرم حدث فكذب ،

ووعد فاخلف ) ‏ رواة البخارى ( 832 ) ،

ومسلم ( 589 ) ‏.‏

 20160718 2522




و”فتنة المحيا” : هي الفتن التي يلاقيها المسلم فحياتة ،

فقد يمتحن الانسان بدواعي المعصية ،

او البدعة ،

او حتي الكفر – نسال الله تعالى ان ينجينا من الفتن – و ذلك الدواعي اما ان تكون من الشبهات ،

او الشهوات .

واما فتنة الممات : فيمكن ان يصبح المراد فيها : ما يعرض للمسلم عند احتضارة ،

وقرب مماته،
فقد يعرض له الشيطان فاخر لحظات حياتة ،

يحاول ان يضلة ،

فسميت فتنة الممات لقربها من الموت ،

وكذا فتنة عذاب القبر ؛

فالانسان يفتن فقبرة .



عن هشام بن عروة عن امراتة فاطمة عن جدتها اسماء فتاة ابي بكر انها قالت : ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( … و لقد اوحى الى انكم تفتنون فالقبور ك– او قريب من – فتنة الدجال – لا ادرى اي هذا قالت اسماء- يؤتي احدكم فيقال : ما علمك بهذا الرجل ؟

فاما المؤمن – او الموقن ،

لا ادرى اي هذا قالت اسماء – فيقول : هو محمد رسول الله ،

جاءنا بالبينات و الهدي ،

فاجبنا و امنا و اتبعنا ،

فيقال : نم صالحا ،

فقد علمنا ان كنت لمؤمنا ،

واما المنافق – او المرتاب ،

لا ادرى اي هذا قالت اسماء – فيقول : لا ادرى ،

سمعت الناس يقولون شيئا فقلتة ‏” رواة البخارى ( 184 ) ،

ومسلم ( 905 ) ‏‏.‏

 20160718 2523




قال ابن دقيق العيد رحمة الله تعالى :


” ( فتنة المحيا ) ما يتعرض له الانسان لمدة حياتة ،

من الافتتان بالدنيا و الشهوات و الجهالات ،

واشدها و اعظمها – و العياذ بالله تعالى : امر الخاتمة عند الموت .



و( فتنة الممات ) يجوز ان يراد فيها الفتنة عند الموت ؛

اضيفت الى الموت لقربها منه .



وتكون فتنة المحيا ،

علي ذلك : ما يقع قبل هذا فمدة حياة الانسان و تصرفة فالدنيا ؛

فان ما قارب شيئا يعطي حكمة ،

فحالة الموت تشبة بالموت ،

ولا تعد من الدنيا .



ويجوز ان يصبح المراد بفتنة الممات : فتنة القبر ،

كما صح عن النبى – صلى الله عليه و سلم – ففتنة القبر ( كمثل – او اعظم – من فتنة الدجال ) ” انتهي من ” احكام الاحكام ” ( 1 / 294 ) .



وقال الشيخ ابن عثيمين رحمة الله تعالى :


” فتنة المحيا : هي ان يفتتن الانسان بالدنيا ،

وينغمس بها ،

وينسي الاخرة ؛

وهذا ما انكرة الله تعالى على العباد ( بل تؤثرون الحياة الدنيا ،

والاخرة خير و ابقي ) .



ومن فتن الدنيا : الشبهات ؛

ان يقع فقلب الانسان شك و جهل فيما انزل الله على رسولة صلى الله عليه و سلم .



اما فتنة الممات فتشمل شيئين : الاول ما يحدث عند الموت ،

والثاني ما يحدث فالقبر .



فاما الاول : و هو الذي يحدث عند الموت : فان الشيطان ،

اعاذنا الله منه ،

احرص ما يصبح على اغواء بنى ادم عند موتة ،

لانها هي الساعة الحاسمه فيحول بين المرء و قلبة ؛

بمعني : انه يوقع الانسان فتلك اللحظة فيما يظهرة عن دين الاسلام … يحرص حرصا كاملا على اغواء بنى ادم فتلك اللحظة .

وقد ذكروا عن الامام احمد رحمة الله انه كان حين احتضارة يغمي عليه ،

فيسمعونة يقول : بعد ،

بعد ،

فلما افاق ،

قيل له : يا ابا عبدالله ما قولك بعد ،

بعد ؟

قال : ان الشيطان يتمثل امامي يقول : فتنى يا احمد ،

فتنى يا احمد ،

فاقول له : بعد ،

بعد – يعني – لم افتك ؛

لان الانسان لا ينجو من الشيطان الا اذا ما ت ،

اذا ما ت انقطع عملة ،

ولا رجاء للشيطان به ان كان مؤمنا ،

فيقول : انني اقول بعد ،

بعد ؛

اى : لم افتك لجواز ان يحصل من الشيطان فتنة عند موت الانسان .



ولكننى ابشر اخوانى الذين امنوا بالله حقا ،

واتبعوا رسولة صدقا ،

واستقاموا على شريعة الله ؛

ابشرهم ان الله بفضلة و كرمة لن يخذلهم ،

لن يختم لهم بسوء الخاتمة … فمن صدق مع الله ،

فليبشر بالخير …


اما الثاني مما يتناولة فتنة الموت : فهو فتنة الانسان فقبرة ،

فان الانسان اذا ما ت و دفن و تولي عنه اصحابة : اتاة ملكان يسالانة عن ربة و دينة و نبية … ” انتهي من ” فتاوي نور على الدرب ” ( 6/ 2 ) .

واما فتنة المسيح الدجال : فهي اعظم ما يمر بالعبد من الفتن فحياتة الدنيا ،

بل هي اعظم فتنة خلقها الله على و جة هذي الارض ،

نسال الله ان يسلمنا منها ،

بمنة و كرمة .



وفى حديث عمران بن حصين رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ” ما بين خلق ادم الى قيام الساعة خلق اكبر من الدجال ” رواة مسلم برقم (5239).
وفى رواية احمد عن هشام بن عامر الانصارى قال سمعت النبى صلى الله عليه و سلم يقول ما بين خلق ادم الى ان تقوم الساعة فتنة اكبر من فتنة الدجال .

مسند الامام احمد(15831)

لكن هذي الفتنة ،

مع عظمها ،

لا علاقة لها بقضية “الديمقراطية” و حكمها بوجة من الوجوة ،

وبغض النظر عن حكم “الديمقراطية” : و هل هي صواب او خطا ،

ايمان او ضلالة ؛

فان هذا لا مدخل له بوجة بالدجال و فتنة ،

وانما ذلك من التكلف الباطل ،

وتحريف الكلم عن مواضعة .



وليس جميع خطا : هو من فتنة الدجال ،

وليس جميع شر و شرك : هو من فتنة الدجال ،

كما لا يخفي على عاقل .

 20160718 2524

  • ادعية للإستعاذة من فتنة الموت
  • شرح فتنة المحيا والممات


حقائق قد تدهشك , مقال عن فتنة المحيا والممات