معنى اسم سراج فاللغه العربيه
ما مفهوم كلمه السراج؟؟
السراج هو القنديل الوهاج او المصباح الزاهر المشع فيعكس علينا نوره ، والجامع المشترك في
اللغه بين معنى المنير والمضيء والسراج، وهو نقيض الظلمة. و كلمه المنير تنفصل عن المضيء
او السراج في ان المنير هو ما ينعكس اليه النور من جرم اخر، اما المضيء
والسراج فهو كل ما ينبثق منه النور حرارة، اما المنير فلا يطلق الا على ما
ينعكس اليه النور دون ان يبث اي حرارة.
نبدا بصفه السراج المنير، فنشير الى ان القران الكريم استخدم وصف السراج اربع مرات ثلاث
منها في وصف الشمس والرابعه في وصف حبيبنا المصطفى (صلى الله عليه واله) مع اضافه
وصفه المنير للاشاره الى انه دائم الانارة. وقد جاء في تفسير مجمع البيان ان الله
عز وجل وصف رسوله (صلى الله عليه وسلم بالسراج المنير تنبيها لعظمه احسانه وافضاله ونفعه
والاهتداء به.
لقد فرق العزيز الحكيم في الايه الكريمه ( هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا
) بين اشعه الشمس والقمر , فسمى الاولى ضياء والثانيه نورا . واذا نحن فكرنا
في استشاره قاموس عصري لما وجدنا جوابا شافيا للفرق بين الضوء الذي هو اصل الضياء
والنور , ولوجدنا ان تعريف الضوء هو النور الذي تدرك به حاسه البصر المواد .
واذا بحثنا عن معنى النور لوجدناان النور اصله من نار ينور نورا اي اضاء .
فاكثر القواميس لا تفرق بين الضوء والنور بل تعتبرهما مرادفين لمعنى واحد .
ولكن الخالق سبحانه وتعالى فرق بينهما فهل يوجد سبب علمي لذلك ؟ دعنا نستعرض بعض
الايات الاخرى التي تذكر اشعه الشمس والقمر . فمثلا في الايتين التاليتين ( وجعل القمر
فيهن نورا وجعل الشمس سراجا ) ( وبنينا فوقكم سبعا شدادا * وجعلنا سراجا وهاجا
) نجد ان الله سبحانه وتعالى شبه الشمس مره بالسراج واخرى بالسراج الوهاج والسراج هو
المصباح الذي يضيء اما بالزيت او بالكهرباء .
اما اشعه القمر فقد اعاد الخالق تسميتها بالنور واذا نحن تذكرنا في هذا الصدد معلوماتنا
في الفيزياء المدرسيه لوجدنا ان مصادر الضوء تقسم عاده الى نوعين :
مصادر مباشره كالشمس والنجوم والمصباح والشمعه وغيرها ,
ومصادر غير مباشره كالقمر والكواكب . والاخيره هي الاجسام التي تستمد نورها من مصدر اخر
مثل الشمس ثم تعكسه علينا . اما الشمس والمصباح فهما يشتركان في خاصيه واحده وهي
انهما يعتبران مصدرا مباشرا للضوء ولذلك شبه الخالق الشمس بالمصباح الوهاج ولم يشبه القمر في
اي من الايات بمصباح . كذلك سمى ما تصدره الشمس من اشعه ضوءا
اما القمر فلا يشترك معهما في هذه الصفه فالقمر مصدر غير مباشر للضوء فهو يعكس
ضوء الشمس الينا فنراه ونرى اشعته التى سماها العليم الحكيم نورا . ومن العجيب حقا
اننا لم نستوعب هذه الدقه الالهيه في التفرقه بين ضوء الشمس ونور القمر , فكان
المفروض ان نفرق بين الضوء والنور ونسمى الاشعه التي تاتي من مصدر ضوئي مباشر بالضوء
وتلك التي تاتي من مصدر ضوئي غير مباشر بالنور ولكنا خلطنا لغويا بين الضوء والنور
, واقتصرنا في العلوم على استخدام كلمه الضوء ونسينا مرادفها وهو النور والسبب واضح ففي
الانجليزيه والفرنسيه بل والالمانيه – وهي اللغات التي جاءت عن طريقها العلوم الحديثه – لا
يوجد الا مرادف واحد لهذا المعنى وهو بالترتيب ( Light-Lumiere-Licht ) ولم يخطر ببالنا او
ببال المترجمين ان اللغه العربيه اغنى منهم وادق ففيها مرادفين لهذه الكلمه يجب ان نفرق
بينهما تبعا لنوعيه مصدر الضوء سواء اكان مباشرا او غير مباشر .
وقول الله عز وجل ( وجعلنا الليل والنهار ايتين فمحونا ايه الليل وجعلنا ايه النهار
مبصره ) الاسراء : 13 قال علماء المسلمين منهم ابن عباس وغيره : ايه الليل
القمر وايه النهار الشمس اما ( فمحونا ايه الليل ) فقال لقد كان القمر يضيء
ثم محي ضوءه ( فمحونا ايه الليل وجعلنا ايه النهار مبصره ) لذا يقول الله
جل وعلا ( تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا )
لو كان هذا القران من عند محمد .. من عند بشر لقال وجعل فيها :
سراجين . سراج بالنهار وسراج بالليل . سراج حار وسراج بارد , ومن يكذبه ؟
ولكنه من عند العليم الحكيم قال : وجعل فيها سراجا . اي الشمس وقمرا منيرا
وذكر اناره القمر بعد ذكر السراج يدل على ان القمر يستنير بنور السراج …. فسبحان
الله العظيم…