معلومات عن روايات جوليا جيمس
ما تخشى مواجهته احست باحدهم يهزها من كتفيها بالحاح :
– استيقظي حبيبتي و لا تفسدي علينا هذا النهار الجميل ! هيا الفطور جاهز .
بدت نبره صوته في غايه الرقه و كانه تعمد ذلك ليساعدها على التحرر من رفضها
…رفضها النهوض من فراشها و رفضها الاعتراف بوجوده ..عليها ان تواجه الواقع مهما كان صعبا
لانه يريدها بكل جوارحه و لن يدع شيئا يقف في وجهه .
طبع قبله على خدها و اضاف :
– هيا ايتها الكسوله ! فقد اعد لك كبير الطهاه ابريقا من الشاي على الطريقه
الانكليزيه لذا ارجو منك ان ترتشفيه حتى النقطه الاخيره و الا شعر بالاهانه و تركنا
نموت جوعا هيا ..وافيني على ظهر المركب بعد 10 دقائق .
ثم داعب وجنتها بخفه و تابع : ثقي بي ..ستسير الامور على خير ما يرام
.
و غادر الغرفه منشرحا فاسرعت اندريا تستحم و تبدل ملابسها و فكره واحده تسيطر على
تفكيرها و هي تحاول بكل ما لديها من قوه ان تصدها .
صعدت على ظهر المركب فوجدت نيكوس جالسا الى مائده الفطور مستمتعا باشعته الدافئه و اذا
بشريط البارحه يمر في ذهنها بتفاصيله كافه .
كانما قرا نيكوس ما يجول في ذهنها فاسرع نحوها : ماذا تريدين ان تاكلي ؟
و اشار الى بوفيه الطعام فتركته اندريا يختار لها اخذت تتامل المنظر الجميل من حولها
فاجتاحتها موجه عارمه من السعاده لم تعرف اسبابها لكن كيف الا ترتفع روحها المعنويه في
نهار مماثل .
انهي نيكوس طعامه ثم رفع نظره اليها ليجدها مسترخيه في مقعدها سالته اندريا : اين
نحن ؟ لم توقف اليخت ؟
– اننا بقرب هيراكليون يمكننا النزول ان رغبت .
راقت لها الفكره لكنها تذكرت انها تريد اللحاق بالطائره للعوده الى لندن . امسك نيكوس
بيدها كانه قرا افكارها :
– ابقي قليلا بعد لنقوم بجوله سياحيه في المنطقه و نعوض عن التوتر الذي قاسيناه
حلال الاسابيع القليله الماضيه .
لم تجد خيارا اخرا سوى مجاراته و النزول الى البر لتتعرف الى الجزيره فهي تتوق
كثيرا لرؤيه اثارها الشهيره .
انضم نيكوس و اندريا الى سيل السياح الذين اتوا من جميع اقطار العالم لمشاهده بقايا
قصر المينونيين الشهير الذي دمره زلزال فظيع ثم دخلا بناء على اصرار اندريا الى مطعم
بسيط على الرغم من ان خيارها فاجا نيكوس الا انه اخفى مشاعره اذ خطر له
انها ملت من المطاعم الفخمه و تريد ان تختلط بالطبقات المتوسطه .
لعن نفسه بالحال على تسرعه اذ تذكر انها لا تسبح الا في ساعات الصباح الاولى
حتى لا يراها احد .
– لعلك تفضلين زياره بلده هيراكليون او التوغل في المناطق الداخليه .
– تبدو فكره جميله لكنني لم اعد قادره على المشي .
– ساطلب الساره مع السائق .
– نيكوس ! هل الممكن ان نستاجر سياره مثل هذه
و اشارت الى سياره جيب كانت تمر على مقربه منهما …
– اظن التجول فيها ممتع .
و اكتشفت لاول مره في حياتها ان الزواج من رجل ثري له منافعه اذ لم
تكد تنهي كلامها حتى اتصل يطلب جيب تولى قيادته بنفسه .
خلال الطريق استمتعت اندريا بالمناظر الخلابه : هذا رائع اندريا ! شكرا لك يا نيكوس
.
– يسرني انك تستمعين بوقتك .
و ابتسم لها ابتسامه مثيره توقفا فرب مقهى يقع على تله شديده الانحدار لتناول القهوه
بصمت كانهما يستمتعان بالهدوء و السكينه و وجدت اندريا نفسها تعود بالذكرى الى احداث ليله
البارحه .
و لكنها سعيده برفقه نيكوس و لن تدع شيا يفسد عليهما هذا النهار الجميل بلغا
الساحل في ساعه متاخره من بعد الظهر
– هل تعرف الجزيره جيدا ؟
هز راسه نفيا : اقتصرت زياراتي لها على اجتماعات العمل انها المره الاولى التي ازور
فيها معالمها .ما رايك لو نقضي فيها بضعه ايام ؟
لم تنبس اندريا ببنت شفه فوضع يده على يدها و قال : لا داعي لاتخاذ
قرارات متهوره دعي الامور تسير في مجراها الطبيعي .
كانت كلماته تحمل بين ثناياها معان كثيره و لكنها لم تشا ان تتحداه
– الا يجدر بنا ان نعود ؟ الن يقلقوا علينا ؟
ابتسم نيكوس ابتسامه ناعمه و اجابها :
– يمكننا العوده ساعه نشاء لان اليخت يرسو على الشاطئ فلا داعي للعجله .
– حسنا سنبقى في البلده للعشاء .
لم تشا اندريا ان تعود الى اليخت لقد تزوجها نيكوس و اثار فيها احاسيس لم
تختبرها من قبل فلم تعد الفتاه العذراء التي تنقصها الخبره بل اصبحت امراه تعرف جيدا
ما تريده …
كان بوسعها ان تردعه و لكنها لم تفعل و هي تعي جيدا ان تصرفه كان
نابعا من احساسه بالاسف نحوها كانت تتمزق ما بين الاحساس بالخزي و الاحساس بالعجب الخزي
لان نيكوس الرجل الكامل الرجوله لامس جسدها المشوه مكرها و العجب لان الرجل الذي تزوجها
من اجل شركات كوشتاكيس شعر بالاسف نحوها ..احست بمشاعر الحب تتاجج داخلها مشاعر خطيره قد
تلحق بها الضرر فنيكوس فاسيليس الذي تزوج وريثه كوستاكيس و ليس اندريا فرايزر لن يكترث
ابدا لهذه المشاعر و عليها ان تحذو حذوه .
عادا الى المركب في ساعه متاخره و قادها الى ظهر المركب فتبعته بلا تردد شاعره
بالفرح لانه ارجا موعد خلودهما الى الفراش .
– اتعلم اننا لا نستطيع رؤيه الكواكل في لندن بالعين المجرده ؟
– علينا ان نقضي الليل في احد الاكواخ في جبل ايدا لنشاهد الكواكب بوضوح .
دس يده خلف ضفيره شعرها و قال :
– يمكننا ان نمضي وقتا اطول فما رايك ؟
سرت رجفه في كيانها و قد احست بخطر يحدق بها .
– نيكوس .
انهمك نيكوس بفك ربطه شعرها .
– نيكوس .
و توقفت عن الكلام و قد اخذ قلبها يدق بسرعه محاوله التركيز ما تريد قوله
: اريد ان اتحدث اليك .
لم يكترث الى كلامها و تابع يفك شعرها ليتركه ينسدل على كتفيها
– باي شان ؟
– بشان البارحة
-اه فهمت .
و رفع بصره نحوها فبدا الدم يغلي في عروقها و على الرغم من مخاوفها لم
تستطع ان تبعد عينيها عنه كان قريبا منها فيما راحت انفاسها تتسارع حاولت كبت مشاعرها
الثاره و هي تنتظر عناقه بلهفه فسارع نيكوس و يعانقها بعاطفه محمومه كادت تفقدها صوابها
استمتعت بكل لحظه من عناقه و ادركت اندريا ماذا يحدث فابتعدت عنه لاهثه و صرخت
:
– نيكوس لا .
– لا
– لا تفعل هذا اريد ان اتحدث عن البارحه اعرف جيدا ما الذي دفعك للقيام
بذلك ..انت تشعر بالاسف علي و تشفق على حالي و لكن لست مضطرا لاعاده الكره
.
قال لها ببروده : يسرني انك تفهمت موقفي ! اؤكد لك ان ليله البارحه كانت
اسوا ليله في حياتي .
و رمقها بنظره عجلى فاذا بقسمات وجهها تتبدل لدي سماعها كلماته اللاذعه و تصبح قاسيه
كالصلب و لكنه تجاهل الامر و تابع : نعم انها اسوا ليله في حياتي .
ارادت اندريا ان تصم اذنيها و لكنه بدا مصمما على اذلالها : لم امر في
حياتي بتجربه مشابهه لتلك التي مررت بها البارحه كانت تجربه مريعه و لا اريد ان
امر بها ثانيه ..كنت اتعذب عذابا شديدا لاني اريدك بكل جوارحي و مع ذلك كنت
عاجزا عن الاستحواذ عليك بكليتك ..رباه لقد ذقت الامرين و لا اريد ان اتعذب ثانية
امسك بكتفيها و تابع : كانت ليله البارحه مميزه لك اما الليله فستكون مميزه لي
.
و عانقها عناقا محموما ثم حملها الى غرفتهما ليضعها فوق السرير ..فاحست اندريا كانها في
دوامه بل كانها ترتفع الى السماء على اجنحه من نار .
استيقظت اندريا من سباتها مذعوره و قد احست به يحاول التملص من عناقها لينهض من
السرير اخذا معه الدفء الذي كانت تشعر به .
فقال لها نيكوس ضاحكا : لا اريد ان ابتعد عنك لحظه واحده و لكن علي
ان اعتني بك قليلا .
و تسلل من الفراش ثم توجه الى الحمام فاغمضت اندريا عينيها و استسلمت الى النوم
عاد نيكوس الى الغرفه و حملها من السرير استفاقت من غفوتها لتجد نفسها في مغطس
الجاكوزي المملوء بالمياه الساخنه و الصابون المعطر .
– لا اريد ان اسبب لك المزيد من الالم حبيبتي .
استرخت اندريا بالمغطس مغمضه العينين و لم تمض ثوان قليله حتى زال اضطرابها
– هل تشعرين بالالم ؟
فتحت اندريا عينيها فوجدته واقفا يتاملها و لكنها لم ترفع نظرها لتقابل عينيه .
– كلا…اشعر كان احد يدلكني .
و التفتت عيناها فقرات بعينيه تعابير جعلت الدم يغلي في عروقها كدليل على المشاعر المتبادله
بينهما .
– نيكوس ..انا .
وضع يده على فمها لاسكاتها :
– لا تقولي شيا و لا داعي لاستعجال الامور ..و ما عليك الان سوى ان
تسترخي لتستعيدي قواك ساتركك لوحدك قليلا و اعود بعدها لاصطحابك الى الفراش .
تركها لوحدها تستتمع بالهدوء و السكين ثم عاد بعد قليل فساعدها على الخروج من المغطس
و قد بدا جليا ان النعاس يغالبها ثم لفها بمنشفه كبيره و حملها الى السرير
و اطفا النور ثم استلقى بقربها و سرت اندريا كثيرا بعناقه لها : نيكوس…
– كفاك كلام و نامي .
و غمرها بحنان فاسترخت بين ذراعيه بينما راحت يداه تداعبان بشرتها المشوهه برقه و خفه
.