معرفه نوع الجنين ذكر او انثى
بمجرد معرفه الزوجين ببدايه الحمل يتملكهما الفضول والشغف بمعرفه جنس الجنين، وهل هو ذكر ام
انثى. وعلى الرغم من الفروق الشخصيه بين البشر، ومنهم الذين يحبون المفاجات ويفضلون الانتظار لنهايه
الحمل، والاشخاص الذين يفضلون معرفه جنس الجنين بمجرد الحمل، وكذلك اختلاف الثقافات التي تحتفي بجنس
معين دون الاخر، مثل الذين يحبذون الاطفال الذكور اكثر من الاناث، فانه في المجمل وجد
ان نحو 75 في المائه من الاباء يفضلون معرفه جنس الجنين، وهؤلاء على ما يبدو
سوف يتمكنون من معرفه جنس الجنين بعد وقت مبكر جدا من الحمل.
انزيمات في الدم
* واشارت دراسه حديثه نشرت في شهر يناير (كانون الثاني) من العام الجاري في مجله
«اتحاد الجمعيات الاميركيه للتجارب الحيوية» FASEB Journal الى نتائج ومعطيات يمكن من خلالها التوصل لتحليل
يتيح الفرصه لمعرفه جنس الجنين. ويحمل جنس الجنين اهميه طبيه بالنسبه للامراض الوراثيه المرتبطه بالكروموسوم
المحدد لجنس الجنين x linked disorders مثل مرض نزف الدم (الهيموفيليا) او مرض انيميا الفول.
وفي هذه الدراسه الحديثه توصل علماء من كوريا الجنوبيه الى ان النسب المختلفه من انزيمات
معينه (DYS14/GAPDH) يتم استخلاصها من دم السيده الحامل يمكنها ان تدل على جنس الجنين. وسوف
يكون هذا الاختبار الاول من نوعه. وعلى الرغم من ان الوقت ما زال مبكرا لتعميم
هذا التحليل، فانه يفتح افاقا كبيره لامكانيه تطبيقه عمليا من خلال عينه دم الام.
طرق تقليدية
* ولا تعتبر محاولات معرفه جنس الجنين حديثه على اي حال. وهناك عده طرق لمحاوله
معرفه جنس الجنين، ولكن الغريب انه حتى وان كانت هذه الطرق لا تخضع لاي حقائق
علميه الا انها لا تزال متداوله بين الناس خاصه ان احتماليه صدق التوقعات هي 50
في المائه وهي نسبه تخمين عاليه بالطبع. وهذا الامر يجعل هذه الملاحظات والتوقعات باقيه حتى
الان حتى ولو على سبيل التندر، مثل التغيرات في شكل الجسم او ملامح السيده الحامل
او زياده الرغبه في تناول الماكولات السكريه او الماكولات المملحه تبعا لجنس كل مولود.
وهناك مثلا الطريقه الصينيه لمحاوله معرفه جنس الجنين وتعتمد على عمر الام في وقت الحمل
وكذلك الشهر الذي يحدث فيه الحمل، وهي طريقه لا تخضع لاي قياسات. ولكن يزعم الكثيرون
ان نسبه التوقعات الصحيحه تصل الى ما يزيد على 90 في المائه من الدقة. ومثلا
اذا كانت الام في عمر 21 عاما فان فرصتها الوحيده لانجاب طفل ذكر اذا تم
الحمل في شهر يناير، وبخلاف هذا الشهر يكون الجنين في الاغلب انثى، واذا كانت الام
في عمر 32 عاما فان فرصتها لانجاب اطفال ذكور تكون اذا حدث الحمل في الاشهر
الثلاثه الاولى من العام، وكذلك اخر شهر من العام.
ولكن مجموعه من الاطباء الكنديين اثبتوا ان هذه الطريقه لا تزيد احتماليه التاكد عن 50
في المائه مثل اي تخمين عادي، ومن اكثر الطرق التقليديه ارتباطا بالعلم ادعاء انه اذا
كان عدد نبضات قلب الجنين اكثر من 140 في الدقيقه فانه في الاغلب ذكر، واذا
كانت اقل فانه في الاغلب انثى، ولكن ثبت انه لا يوجد اي دليل علمي لاثبات
هذا الكلام. وتتاثر ضربات القلب للجنين بالعمر بالشهر وليس بالجنس. وايضا من التقليد الذي يستند
الى معلومات طبيه ادعاء ان السيده الحامل التي تعاني من القيء المستمر hyperemesis gravidarium خاصه
في الصباح هي في الاغلب حامل في انثى، ولكن اثبتت مجموعه من الاطباء السويديين ايضا
عدم دقه هذه المعلومه طبيا.
معرفه جنس الجنين وبالطبع فان الطرق العلميه لمعرفه جنس المولود اكثر دقة، وهي تنقسم الى
طرق خارجيه non invasive من دون الدخول الى الجسم، مثل طريق الموجات فوق الصوتيه (السونار)
ultrasound، او طرق اخرى داخل الجسم invasive procedure مثل بذل السائل الامنيوسي او اخذ عينه
من المشيمه chorionic villus sampling لكن هذه الطريقه يمكن ان تؤدي الى حدوث اجهاض بنسبه
1 في المائة.
* التشخيص عن طريق بذل السائل الامنيوسي. بالنسبه لاجراء بذل السائل الامنيوسي Amniocentesis فهو اكثر
دقه في معرفه جنس الجنين، وهو اجراء يتم من خلال ادخال ابره رفيعه داخل بطن
السيده الحامل لاخذ عينه من السائل المحيط بالجنين. ويتم اجراؤه في الاساس لتشخيص الامراض الوراثيه
عن طريق فحص كروموسومات الجنين، وبذلك يمكن ايضا تحديد نوعه، ويجرى بدايه من الاسبوع ال14
وحتى الاسبوع ال20 من الحمل حيث تتكون كميه من السائل الامنيوسي تسمح باجرائه، واحيانا يمكن
اجراؤه مبكرا في الاسبوع ال11 لضروره طبية. ويمكن ان يسبب اصابه للجنين او ينقل عدوى،
ويمكن ايضا ان يتسبب في الاجهاض ولكن بنسبه صغيره لا تتعدى حاله من كل 400
حالة، ولذلك لا يعتبر الاجراء الامثل لمحاوله معرفه جنس المولود.
* التشخيص عن طريق اخذ عينه من المشيمه chorionic villus sampling. ويتم عن طريق اخذ
عينه من خلايا المشيمه وهي نفس خلايا الجنين، وهو مثل بذل السائل الامنيوسي يستخدم اساسا
لتشخيص الامراض الوراثية، ولكن يمكن اجراؤه مبكرا من الاسبوع ال10 وحتى الاسبوع ال12، وذلك عن
طريق ادخال انبوبه catheter من خلال المهبل حتى عنق الرحم، او من خلال ادخال ابره
عن طريق البطن. وبالنسبه لاخطاره الطبيه فانه يحمل نسبه اكبر في احتماليه فقدان الجنين تصل
الى 1 في المائه وايضا يمكن تسرب السائل الامنيوسي ويمكن ان تؤدي قله السائل حول
الجنين الى مشكلات في نمو الرئة.
* التشخيص عن طريق السونار ultrasound. في حاله اجراء الموجات فوق الصوتيه التي لا تكون
مفيده قبل مرور الشهور الثلاثه الاولى من الحمل بعد اكتمال نمو الاعضاء الجنسيه الخارجيه التي
تميز الذكر عن الانثى. ويستحسن ان يتم اجراؤها على جهاز ثلاثي الابعاد 3D لزياده الدقة.
* ومن المعروف ان السونار يعمل من خلال ارسال موجات صوتيه الى انسجه الجسم ومن
خلال ارتدادها من انسجه الجسم يتم رسم صوره السونار. وعلى الرغم من شيوع الاستخدام الروتيني
للسونار في عيادات اطباء النساء والولاده فانه اجراء لا يخلو تماما من المخاطر، ويستحسن كلما
امكن تجنب التعرض المستمر للسونار حتى وان كانت ليس هناك دراسات مؤكده لخطوره التعرض للموجات
فوق الصوتية، الا ان توصيات الجمعيه الطبيه الاميركيه American Medical Association كانت تحذر من التعرض
للسونار الا في حالات الضروره الطبيه عندما يكون هناك خطر طبي سواء على الام او
على الجنين، وحددت التعرف على جنس الجنين ضمن الاجراءات غير الضروريه لاجراء السونار، وايضا حذرت
منظمه الصحه العالميه من الافراط في هذا الاجراء وتم رصد حالات من نقص وزن الرضع
وتاخر الكلام في حاله اجراء الام للكثير من الموجات فوق الصوتية.
وكل الامال معقوده على ان هذه الطريقه الجديده سوف تمكن الابوين من معرفه جنس الجنين
في بدايات الحمل، فضلا عن سهوله الاجراء وكونه امنا تماما.