ما هي قصه العنقاء
ضخم ليس بالعقاب… وقيل: سميت عنقاء لانه كان في عنقها بياض كالطوق، وقال كراع: العنقاء
فيما يزعمون طائر يكون عند مغرب الشمس، وقال الزجاج: العنقاء المغرب طائر لم يره احد…
(قال) ابو عبيد: من امثال العرب طارت بهم العنقاء المغرب، ولم يفسره. قال ابن الكلبي:
كان لاهل الرس نبي يقال له حنظله بن صفوان، وكان بارضهم جبل يقال له دمخ،
مصعده في السماء ميل، فكان ينتابه طائره كاعظم ما يكون، لها عنق طويل من احسن
الطير، فيها من كل لون، وكانت تقع منقضه فكانت تنقض على الطير فتاكلها، فجاعت وانقضت
على صبي فذهبت به، فسميت عنقاء مغربا، لانها تغرب بكل ما اخذته، ثم انقضت على
جاريه ترعرعت وضمتها الى جناحين لها صغيرين سوى جناحيها الكبيرين، ثم طارت بها، فشكوا ذلك
الى نبيهم، فدعا عليها فسلط الله عليها افه فهلكت، فضربتها العرب مثلا في اشعارها، ويقال:
الوت به العنقاء المغرب (اي طارت به)، وطارت به العنقاء.[1]
وفي كتاب العين: والعنقاء: طائر لم يبق في ايدي الناس من صفتها غير اسمها. ويقال
بل سميت به لبياض في عنقها كالطوق.[2]
وفي معجم الامثال والحكم: حلقت به عنقاء مغرب: (مثل) يضرب لما يئس منه… العنقاء: طائر
عظيم معروف الاسم مجهول الجسم، واغرب: اي صار غريبا، وانما وصف هذا الطائر بالمغرب لبعده
عن الناس، ولم يؤنثوا صفته لان العنقاء اسم يقع على الذكر والانثى كالدابه والحية، ويقال:
عنقاء مغرب على الصفه ومغرب على الاضافة…[3] طارت بهم العنقاء: قال الخليل:
سميت عنقاء لانه كان في عنقها بياض كالطوق، ويقال: لطول في عنقها، قال ابن الكلبي:
كان لاهل الرس نبي يقال له: حنظله بن صفوان، وكان بارضهم جبل يقال له دمخ
مصعده في السماء ميل، وكانت تنتابه طائره كاعظم ما يكون لها عنق طويل، من احسن
الطير، فيها من كل لون، وكانت تقع منتصبة، فكانت تكون على ذلك الجبل تنقض على
الطير فتاكله، فجاعت ذات يوم واعوزت الطير فانقضت على صبي فذهبت به، فسميت: ”عنقاء مغرب”
بانها تغرب كل ما اخذته ثم انها انقضت على جاريه فضمتها الى جناحين لها صغيرين
ثم طارت بها، فشكوا ذلك الى نبيهم، فقال: اللهم خذها، واقطع نسلها، وسلط عليها افة،
فاصابتها صاعقه فاحترقت، فضربتها العرب مثلا في اشعارها.[3]
وفي مفردات اللغة: وعنقاء مغرب وصف بذلك لانه يقال كان طيرا تناول جاريه فاغرب بها،
يقال عنقاء مغرب وعنقاء مغرب
كل الف عام، تريد العنقاء ان تولد ثانية، فتترك موطنها وتسعى صوب فينيقيا وتختار نخله
شاهقه العلو لها قمه تصل الى السماء، وتبني لها عشا. بعد ذلك تموت في النار،
ومن رمادها يخرج مخلوق جديد.. دوده لها لون كاللبن تتحول الى شرنقة، وتخرج من هذه
الشرنقه عنقاء جديده تطير عائده الى موطنها الاصلي، وتحمل كل بقايا جسدها القديم الى مذبح
الشمس في هليوبوليس بمصر، ويحيي شعب مصر هذا الطائر العجيب، قبل ان يعود لبلده في
الشرق.
هذه هي اسطوره العنقاء كما ذكرها المؤرخ هيرودوت، واختلفت الروايات التي تسرد هذه الاسطورة، والعنقاء
او الفينكس هو طائر طويل العنق لذا سماه العرب “عنقاء” اما كلمه الفينكس فهي يونانيه
الاصل وتعني نوعا معينا من النخيل، وبعض الروايات ترجع تسميه الطائر الاسطوري الى مدينه فينيقية،
حيث ان المصريين القدماء اخذوا الاسطوره عنهم فسموا الطائر باسم المدينة.
ونشيد الاله رع التالي (حسب معتقداتهم) يدعم هذه الفكرة، حين يقول: “المجد له في الهيكل
عندما ينهض من بيت النار. الالهه كلها تحب اريجه عندما يقترب من بلاد العرب. هو
رب الندى عندما ياتي من ماتان. ها هو يدنو بجماله اللامع من فينيقيه محفوفا بالالهة”.
والقدماء، مع محافظتهم على الفينكس كطائر يحيا فردا ويجدد ذاته بذاته، قد ابتدعوا اساطير مختلفه
لموته وللمده التي يحياها بين التجديد والتجدد.
بعض الروايات اشارت الى البلد السعيد في الشرق على انه في الجزيره العربيه وبالتحديد اليمن،
وان عمر الطائر خمسمائه عام، حيث يعيش سعيدا الى ان حان وقت التغيير والتجديد، حينها
وبدون تردد يتجه مباشره الى معبد اله الشمس (رع) في مدينه هليوبوليس، وفي هيكل رع،
ينتصب الفينكس او العنقاء رافعا جناحيه الى اعلي. ثم يصفق بهما تصفيقا حادا. وما هي
الا لمحه حتى يلتهب الجناحان فيبدوان وكانهما مروحه من نار. ومن وسط الرماد الذي يتخلف
يخرج طائر جديد فائق الشبه بالقديم يعود من فوره لمكانه الاصلي في بلد الشرق البعيد.
وقد ضاعت مصادر الروايه الاصليه في زمن لا يابه سوى بالحقائق والثوابت، ولكن الثابت في
القصه هو وجود هذا الطائر العجيب الذي يجدد نفسه ذاتيا.