لقاء في منزل احمد السقا
نجوميته الكبيره لم تسقط بساطته يوما، انشغاله الدائم لم يمنعه من الحفاظ على علاقاته الاجتماعية،
المفاجات شعاره دائما، الخيل عشقه الاول، ولكره القدم في قلبه حب لا يموت، «جدع وابن
بلد» اقل ما يمكن وصفه به الرضا والتواجد الدائم مع الله «سر نجاحه» في نظره..
بين السطور ملخص حياه الفنان.
احمد السقا
بين جدران مزرعته بطريق المنصورية، خلعت «فيتو» عباءه الحوارات التقليديه على مدى يوم عاشته مع
«السقا»، فضفض خلاله بالكثير، ليخرج فنان «الاكشن» من الدائره التقليدية، ممسكا بزمام المبادره لفتح نقاش
مع محرر ومصور «فيتو»، محولا الحوار بذكائه وتواضعه الى «قعده خفيفة» ممتلئه بالكثير والكثير وكانها
سيناريو فيلم عن حياه «السقا».
«مشهد1.. ابو كارته صفرا»
شخص مستقل «كارته صفراء» يجرها حصان اسود.. المفاجاه ان الفنان احمد السقا خرج بنفسه من
مزرعته ليستقبل محرر «فيتو»، والى جواره صديقه المونتير عصام السقا.. وبعد سلام حار وضحكه متصاعده
يتحدث الفنان الى «المحرر»: خالد كمل في طريقك انا جاي وراك، المزرعه مش بعيدة، ادخل
من الطريق اللي جاي شمال «المزرعه مزرعتك».
وبين احضان استراحته الانيقه وبجوار ملعبين احدهما لكره القدم واخر للفروسيه و«اسطبل للخيول»، بكلمات معدوده
تحول السقا الفنان الى صحفي، موجها سؤاله الاول لمحرر فيتو: «بتحب تلعب كورة؟».
لم ينتظر الاجابه كثيرا، واستكمل حديثه: «يلا بينا بقى عشان نلعب كوره واغلبك»، يستعيد «احمد
الفنان» ذاكره لعبه لعدد من الانديه الكبيره قبل الاكتفاء ب«تقسيمة» على فترات مع اصدقائه للعب
في ملعب مزرعته بطريق المنصورية، ثم بابتسامه ساخرة، يقول: «عشان مش بلعب كتير انا هقف
النهارده حارس مرمى ومش هلعب وانت هتشوط علي».
يبدا السقا في الضحك، ثم يتحدث قائلا: «انا عمري ما وقفت حارس مرمى بس ان
شاء الله هقدر اسد قصادكم»، لكن الركلات التي تصدى لها بدا احمد السقا وكانه «بوفون
النيل»، مع مجموعه من المهارات ليس لها مثيل ومنع كل المشاركين في الماتش من احراز
ايه اهداف.
وكان من المحرج للجميع ان «السقا» كان يرتدي حذاء مخصصا لركوب الخيل، وهو ما يصعب
القفز في الهواء نظرا لان هذا الحذاء وزنه ثقيل، لدقيقه يلتقط الجميع انفاسهم قبل ان
يفاجئنا احمد للمره الثانية: «والله انا اول مره اقف حارس مرمى، لكن اللياقه البدنيه هي
التي بتمكن اي شخص من الحركه السريعة.. الماتش خلص.. كده حلو وانا قدرت اكون حارس
مرمى كويس».
«مشهد2.. البن اليمني»
نصف ساعه عبر كل المتواجدين عن مهارتهم في التصويب على المرمى، واثبت السقا «قدراته الفنيه
ليس كممثل ولكن كحارس مرمى من الدرجه الاولى»، يعود الجميع الى استراحه المزرعة، ليطلب الفنان
«فنجان قهوة» للجميع، قبل ان يتدخل مصور فيتو متحدثا ل«الفنان»، قائلا: «استاذ احمد انا معايا
بن يمني.. يا ريت تدوقه»، قبل ان يدخل السقا في نوبه ضحك: «ماشي مفيش مشكلة،
انا مش مدمن قهوه بس عادي اجرب قهوه فيتو».
«وقتي دايما بين شغلي وبيتي، ووقت الفراغ بحب اكون موجود في المزرعه دي.. في يوم
من الايام حلمت يكون عندي حصان واحد وبيت صغير، بس الحمدلله ربنا رزقني من وسع،
وغير كده كمان حب الناس والستر والصحه والاسره احسن حاجه ممكن تخلي الانسان سعيد في
حياته»، تحدث السقا بهدوء في انتظار القهوة.
لكون «احمد» نجل المخرج صلاح السقا مخرج مسرحيه العرائس «الليله الكبيرة» وجده المغني عبده السروجي،
فان الاصاله وصله الرحم والوفاء للاصدقاء شعار يضعه «السقا» نصب عينيه دائما، وهو ما ظهر
بوضوح عند حديثه عن اصدقائه المتواجدين دائما معه، خصوصا كلماته: «انا باعتبر الناس اللي شغاله
معايا دي اخواتي لانهم معايا من سنين طويلة، بينهم شباب قابلتهم من فتره كبيره جدا،
اتجوزوا وخلفوا واستقروا وهما بيشتغلوا معايا
«مشهد 3.. اوعى تتحرك»
مفاجات السقا لم تتوقف، ولكن هذه المره عندما حاول اقناع محرر فيتو ب«لفه مع حصانه»،
قبل ان ينتهي الامر بالاكتفاء باظهار سلسله «اكشن» طبيعيه للسقا بقفزه مجموعه من الحواجز مستقلا
حصانه، وبعد عشر دقائق نجح السقا في قفز جميع الحواجز ببراعه شديدة، قبل ان يدخل
في تحد كبير بالقفز اعلى احد الحواجز واسفله يجلس «محرر فيتو»، وهي القفزه التي نجح
فيها السقا مستعيدا معها ذكريات مشاهده السينمائيه التي يرفض فيها «الدوبلير».
الكوميديا لم تغب عن هذا المشهد، فمع اقتراب السقا من الحاجز، صرخ قائلا: «خالد اقعد
تحت الحاجز وما تخفش.. اوعى تتحرك او تجري لما تشوف الحصان جاي عليك.. اللهم بلغت
اللهم فاشهد»، وبعد القفزه يبتسم الفنان قائلا: اي خدمه يا عم خالد».
«مشهد 4.. الجزيرة»
بعد وصله من «المزاح والاكشن»، بدا الحديث مع السقا يدور عن الجزء الثاني من فيلمه
«الجزيرة»، الذي انتهى من تصويره مؤخرا ومدى وجود فروق عن الجزء الاول الذي تم انتاجه
عام 2007، لكن التواضع بدا على احمد السقا، عندما تحدث قائلا: «لا استطيع ان احكم
على نفسي.. اترك الحكم النهائي للجمهور، وهو الحكم العادل في مثل هذه الامور.. اتمنى ان
يكون هناك تطور في ادائي وفي الاعمال التي اقدمها بشكل عام».
بعد نفس طويل ونظره للسماء، استكمل السقا حديثه: «صحيح انا انسان وبعيش مراحل في حياتي
مختلفة، لكن على المستوى الشخصي اصبحت اكثر هدوءا، ونظرتي للامور اصبحت مختلفة، فهناك اشياء فعلتها
منذ سنوات واعتقد اذا فعلتها الان سيكون بها متغيرات».
«مشهد 5.. مش بحب الفلوس»
بهدوء تام يواصل السقا حديثه عن شخصيته، مضيفا: «بعض الناس شيفاني عصبي، بس انا راجل
دمي حر، باظهر وكاني عصبي لكن الحقيقه انا صبور وبالي طويل جدا.. الغرور في بعض
الاحيان بيدخل جوايا، لكن قدر الامكان بانقذ نفسي منه.. عايز اقول لكل الناس.. ابويا له
فضل كبير علي وكمان اساتذتي بمعهد الفنون المسرحية، مثل الاستاذ جلال الشرقاوي والدكتوره سميره محسن
والعديد من اصدقائي وزملائي».
وعند الحديث عن الفنان سليمان عيد باعتباره الصندوق الاسود له، ضحك السقا كثيرا ثم قال:
«سليمان واحد من (اطيب ما خلق ربنا)، انسان في غايه الادب والاحترام، يتمتع بالشهامه والاخلاق
التي قليلا ما تجدها في انسان، لذلك فهو من المقربين لي بشكل كبير».
ثم ذكر: «على فكره انا مبحبش الفلوس وبتعامل معها على انها وسيله من وسائل المعيشة،
وهي كمان سبب رئيسي من اسباب الكوارث التي تحدث على الارض، وعشان كده انا بحب
الستر وبس، والحمد لله مستورة.. وكفايه على ابني ياسين وحمزه نعمه من ربنا».
وعند الحديث معه عن امكانيه ظهور نجله ياسين كممثل، اكد السقا: «معنديش مانع وهو حر
في اختياره، المهم انه يكون رجلا صالحا، فالتمثيل مهنه محترمة، ولكن خوف الاب على ولده
من متاعب المهنه دائما يجعله يتوجه له بالنصيحة، والاختيار الاخير له».
حياه انسان بسيط مثل احمد السقا تزيل اي شك عن شخص هذا الفنان، فالان يكرر
احمد مشهد الاستقبال بمشهد نهايه اليوم ليصطحبنا بنفسه الى بوابه المزرعه منهيا سيناريو «يوم بسيط
من ايام السقا».