كيف اعرف اني منافق , احترس المنافقون في الدرك الاسود من النار لا تكن منهم

كيف اعرف انني منافق

 20160705 615




اخي فالله لقد قرات مواضيع فمنتديات ثانية عن النفاق فعليك ان تقرئها جيدا و اعلم اين المنافقين و اين انت منهم و انني اسال الله ان لا تكون من هذي الاصناف و ان يصبح قلبلك خالي من النفاق و ساضع لق مقالين

الاول


المنافقون!..
صنف و ضيع من الناس،
يتغلغلون فصفوف المؤمنين،
ويتخذون لانفسهم اقنعة متعددة،
ويسعون الى تفتيت الصف الاسلامي من الداخل،
بكل ما اوتوا من مكر و دهاء،
اولئك العيون الضالة،
عيون الكفار و الاعداء على المسلمين..
مفسدون خطرون على الاوطان و الارواح و الخطط..
هؤلاء اخطر اهل الارض على الاسلام و اهلة و جنده!..
ماذا قال الله عز و جل عنهم فمحكم التنزيل؟!..

 20160705 616

{واذا رايتهم تعجبك اجسامهم و ان يقولوا تسمع لقولهم كانهم خشب مسندة يحسبون جميع صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله انني يؤفكون} [المنافقون: 4].

{هم العدو}؛
لانهم العدو الحقيقي الخطير،
الذى ينبغى كشفة قبل تمكنة من المسلمين و اوطانهم،
فيعمل على تدميرهم و تدميرها من الداخل!..

 20160705 617

فالايمان نعمة يهبها الله سبحانة و تعالى لمن يريد من خلقه،
ومن غير الايمان لا معني لهذه الحياة،
ولا معني لحياة الانسان..
هذا الانسان الذي اذا اشرق سنا الايمان فقلبه،
وبلغ من اغوار نفسة مداها،
وتدفق بقوة من جوانحة و وجدانه..
فانة سيجعل منه مخلوقا حيا يقظا قويا،
لا تهزة الاعاصير،
ولا تخيفة قوي الدنيا كلها،
وتتفجر طاقاتة المكنونة فنفسه..
فيحقق عمارة الارض على اسس اخلاقية قويمة،
ويبنى الحضارة الراقية التي جميع شيء بها يسبح بحمد ربه!..

 20160705 618

الايمان نعمة من الله عز و جل،
تلج الى العقل،
وتهز القلب،
وتوجة الارادة..
فتتحرك الجوارح للعمل بلا تردد و لا ضعف،
فينجز الانسان المؤمن الحق،
ما لا ممكن ان ينجزة اي انسان احدث لم يتمكن الايمان منه،
واى و هن او ضعف او تردد فايمان المسلم،
سيجعلة عرضة لمرض النفاق،
فما اشقاة عندئذ،
وما اتعسه!..

مفهوم النفاق فالاسلام:

النفاق هو: التظاهر بالاسلام و اخفاء الكفر!..

المنافق يخرج الاسلام و يبطن الكفر،
فهو غير مؤمن،
هدفة الافساد و الفتنة و الاضرار بالمسلمين،
وهو فاقد المروءة،
خطير على المسلمين و اوطانهم،
وخطرة اعظم بعديد من خطر العدو المعروف الواضح،
لذا وصف الله عز و جل المنافقين بانهم هم العدو: **… هم العدو فاحذرهم}،
فالله عز و جل لم يقل: (هم اعوان العدو)،
ولا: (هم من العدو)،
بل قال: {هم العدو}،
فلاحظوا دقة الوصف!..

وقد احلى الله عز و جل و صفة للمنافقين بالاية الكريمة الاتية فسورة البقرة: {يخادعون الله و الذين امنوا و ما يخدعون الا انفسهم و ما يشعرون} [البقرة: 9].

اهم اوصاف المنافقين و صفاتهم:

المنافقون لهم صفات كثيرة،
وقد و صفهم الله عز و جل فاكثر من موضع من القران العظيم،
ولن ندخل فتفصيل هذا كثيرا،
بل سنتعرض لاهم صفات المنافقين،
التى تميزهم عن غيرهم من الناس،
وسنحاول ابراز الصفات الخطيرة،
التى تجعل من هذي الشريحة الخسيسة فالمجتمع المسلم..
فئة اخطر على المسلمين من العدو الظاهر نفسه،
وذلك بالاسقاط على و اقع المسلمين اليوم و محنهم التي يمرون بها،
سواء فالعراق او فلسطين او افغانستان..
او اية بقعة ثانية من بقاع العالم العربي و الاسلامي!..

علي هذا ممكن ان نحدد اهم صفات المنافقين بما يلي:

1) فقلوبهم مرض: فالمنافقون لا يمتلكون الشجاعة الكافية لاعلان موقفهم الحقيقي الذي يواجهون فيه اهل الايمان..
فلا هم قادرون على اعلان الايمان الصريح الواضح،
ولا هم قادرون على اعلان انكارهم للحق،
وسبب هذا هو المرض الذي يتمكن من قلوبهم،
فيحرفها عن طريق الايمان: {فى قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا و لهم عذاب اليم بما كانوا يكذبون} [البقرة: 10].

2) مفسدون يزعمون الاصلاح: و هل بعد النفاق فساد و افساد؟!..
انهم مفسدون فالارض،
يسعون لتخريب جميع بذرة خير،
وكل نبتة طيبة..
وبعد ذلك كله،
يزعمون انهم مصلحون،
يسعون الى خير الناس،
ذلك لان الموازين ربما اختلت حين ابتعدت عن المقياس الربانى الصحيح!..
وهؤلاء المفسدون الذين يزعمون الاصلاح كثيرون فو قتنا الحاضر..
كثيرون..
كثيرون: {واذا قيل لهم لا تفسدوا فالارض قالوا انما نحن مصلحون} [البقرة: 11].

لكن الله عز و جل يفضح حقيقتهم بقول قاطع و اضح،
فهم -فى حقيقة الامر- المفسدون،
الذين يحاربون الاصلاح و الصلاح و المصلحين: {الا انهم هم المفسدون و لكن لا يشعرون} [البقرة: 12].

3) سفهاء بمقامات زائفة: يتعالون على الناس،
ويعتبرون الايمان و الاخلاص لله عز و جل،
ضرب من السفاهة،
لكنهم كذلك فحقيقة الامر..
هم السفهاء المنحرفون،
وهل يعلم السفية انه حقا سفيه؟!..
{واذا قيل لهم امنوا كما امن الناس قالوا انؤمن كما امن السفهاء… الا انهم هم السفهاء و لكن لا يعلمون} [البقرة: 13].

4) مخادعون متامرون: فهم اصحاب مكر سيئ،
يتصفون بالخسة و اللؤم و الجبن و الخبث،
يتلونون حسب الظروف،
اذ تراهم امام المؤمنين متسترين بالايمان،
وامام الكافرين و شياطين الانس يخلعون هذا الستار عن كاهلهم،
فيظهرون على حقيقتهم الخسيسة..

وهم فكل هذا انما يرومون النيل من المؤمنين و الايقاع بهم،
والتحريض عليهم،
والحاق اقصي درجات الاذي بهم: {واذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا و اذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزئون} [البقرة: 14].

لكن الله عز و جل،
يواجههم بتهديدة الرهيب الذي يزلزل كيانهم،
فيزيدهم عمي و تخبطا،
ثم يتناولهم ليحشرهم الى مصيرهم المحتوم،
بعد ان يمهلهم و لا يهملهم،
ليزدادوا استهتارا و ضلالا و شططا و عدوانا على المؤمنين،
الي ان تحين ساعتهم،
وعندئذ لات ساعة مندم: {اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدي فما ربحت تجارتهم و ما كانوا مهتدين} [البقرة: 16].

اليسوا هم الذين ارتضوا لانفسهم ذلك المصير؟!..
الم يكن الايمان فمتناولهم؟!..
الم يكن الهدي طوع قلوبهم و انفسهم؟!..
فليذوقوا اذن تبعات الظلام الذي ارتضوة لنفوسهم: {مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما اضاءت ما حولة ذهب الله بنورهم و تركهم فظلمات لا يبصرون} [البقرة: 17].

وليذوقوا و بال امرهم،
قلقا و اضطرابا و تيها و ضلالا و فزعا و حيرة: {او كصيب من السماء به ظلمات و رعد و برق يجعلون اصابعهم فاذانهم من الصواعق حذر الموت و الله محيط بالكافرين} [البقرة: 19].

وليذوقوا و بال امرهم كذلك،
ظلاما و ظلمات و عمي فالبصر و البصيرة: {يكاد البرق يخطف ابصارهم كلما اضاء لهم مشوا به و اذا اظلم عليهم قاموا و لو شاء الله لذهب بسمعهم و ابصارهم ان الله على جميع شيء قدير} [البقرة: 20].

5) غادرون لا عهد لهم: يعاهدون الله على فعل الخيرات،
وعلي الالتزام بما يامرهم فيه ربهم،
لكن قلوبهم خواء،
وعقولهم هراء،
وشياطينهم متمكنون من رقابهم،
فما اسهل عليهم نقض عهد الله عز و جل: {ومنهم من عاهد الله لئن اتانا من فضلة لنصدقن و لنكونن من الصالحين * فلما اتاهم من فضلة بخلوا فيه و تولوا و هم معرضون * فاعقبهم نفاقا فقلوبهم الى يوم يلقونة بما اخلفوا الله ما و عدوة و بما كانوا يكذبون} [التوبة: 75 و 76 و 77].

6) يتولون الكافرين و يتنكرون للمؤمنين: زاعمين ان العزة عند الكافرين،
فيسعون لها عندهم،
لكنهم لن يجدوها الا عند الله العزيز الجبار: {الذين يتخذون الكافرين اولياء من دون المؤمنين ايبتغون عندهم العزة فان العزة لله جميعا} [النساء: 139].

7) يتربصون بالمؤمنين: طالبين الغنيمة ان فازوا و انتصروا،
ومنقلبين عليهم مع الكافرين ضدهم ان كان الفوز من نصيب اهل الكفر: {الذين يتربصون بكم فان كان لكم فتح من الله قالوا الم نكن معكم و ان كان للكافرين نصيب قالوا الم نستحوذ عليكم و نمنعكم من المؤمنين فالله يحكم بينكم يوم القيامة و لن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا} [النساء: 141].

8) يفرحون لما يصيب المؤمنين من سوء و محنة: و ايضا يحزنون لكل خير او فرج ممكن ان يحصل لاهل الايمان و المجاهدين فسبيل الله عز و جل: {ان تمسسكم حسنة تسؤهم و ان تصبكم سيئة يفرحوا فيها و ان تصبروا و تتقوا لا يضركم كيدهم شيئا ان الله بما يعملون محيط} [ال عمران: 120].

9) مرجفون: فليس لهم من هم عند المحن و الشدائد الا الارجاف،
والتخويف،
وتثبيط العزائم،
وارهاق الهمم..
انهم السوس الذي ينخر فصفوف المؤمنين،
محاولين تحقيق ما لم يستطع العدو تحقيقة فالامة،
فيشقون الصفوف،
ويثيرون الفتنة،
ويحاولون زعزعة اي تماسك للمؤمنين: {واذ يقول المنافقون و الذين فقلوبهم مرض ما و عدنا الله و رسولة الا غرورا} [الاحزاب: 12].

10) يتولون يوم الزحف: فعند و قوع المحنة و البلاء،
وحين تحين ساعة الاستحقاق..
تراهم اول الفارين،
وفى طليعة الخائرين الخائفين،
يولون الادبار،
ويتوارون عن ساحات النزال الحقيقية،
بكل اصنافها و اشكالها و الوانها: {لئن اخرجوا لا يظهرون معهم و لئن قوتلوا لا ينصرونهم و لئن نصروهم ليولن الادبار بعدها لا ينصرون} [الحشر: 12].

11) يرفضون الحكم بما انزل الله و يتحاكمون الى الطاغوت: لان الحكم بما انزل الله لا يوافق اهواءهم،
ولا يحقق ما ربهم،
ولا يستجيب لنزواتهم..
فهم يؤمنون بما انزل الله عز و جل باللسان و المظهر فحسب،
لكنهم لا ينصاعون لحكم الله،
بل يصدون عنه و يحاربونه،
ويتخذون من قوانين البشر الوضعية دينا لهم،
ياتمرون بامرها،
ويلتزمون بها،
لانها و حدها تتوافق مع شرورهم و مصالحهم: {الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك و ما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت و ربما امروا ان يكفروا فيه و يريد الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا * و اذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله و الى الرسول رايت المنافقين يصدون عنك صدودا} [النساء: 60 و 61].


الثاني


يقول الله عز و جل


(( و ما اكثر الناس و لو حرصت بؤمنين ))


ويقول عز من قائل


(( و ما اكثر الناس ليصدونك عن سبيل الله))


((فلعرفتهم بسيماهم))

 20160705 619

كنا ربما تحدثنا عن سنة التمييز،
وقلنا انها عبارة عن عملية فرز داخلى تستهدف التفريق بين المؤمنين و المنافقين،
منعا لاستمرار حالة الاختلاط التي تشكل اخطر العوامل للتهديد الجبهة الداخلية للجماعة المسلمة،
قال تعالى: {حتي يميز الخبيث من الطيب} [ال عمران: 79]،
وقلنا ايضا ان الاداة الاساسية لتحقق ذلك التمييز هي الابتلاء،
لانة الحدث الذي يستخرج المواقف المعبرة عن الحقيقة،
قال تعالى: {وما اصابكم يوم التقي الجمعان فباذن الله و ليعلم المؤمنين و ليعلم الذين نافقوا} [ال عمران: 166].

لكن المشكلة هي ان ينظر البعض الى تلك المواقف – التي يسفر عنها الابتلاء – على انها لا تعدو ان تكون حالات ضعف لا تستدعى ذلك النوع من التصنيف،
او على انها و جهات نظر لها ما يبررها،
او على انها من باب الاختلاف الذي لا يفسد للدين قضية!!
وهكذا..
مما يؤدى فالنهاية الى نوع من الالتباس و الغموض يستحيل معه ان يتحقق التمييز رغم جميع ما يقع من المنافقين،
لان التمييز هو محصلة امرين اثنين: اولهما ظهور مواقف النفاق و صفات المنافقين على اصحابها،
وثانيهما: علم المؤمنين بان هذي المواقف و هذي الصفات هي من علامات المنافقين،
و لذا قال تعالى: {ام حسب الذين فقلوبهم مرض ان لن يظهر الله اضغانهم} [محمد: 29].

قال ابن كثير: (اى ايعتقد المنافقون ان الله لا يكشف امرهم لعبادة المؤمنين،
بل سيوضح امرهم و يجلية حتي يفهمهم ذوو البصائر) [التفسير: 4/81].

ومن هنا كانت المعرفة بعلامات المنافقين ضرورية،
لانها الاساس الثاني لتحقق التمييز،
قال تعالى: {ولو نشاء لاريناكهم فلعرفتهم بسيماهم} [محمد: 30].

قال الطبري: (فلتعرفنهم بعلامات النفاق الظاهرة منهم ففحوي كلامهم و ظاهر افعالهم) [التفسير: 26/60].

ولعل ذلك هو الفارق بين ذلك الجيل و الجيل الاول،
فان النبى عليه الصلاة و السلام – نفسة – لم يكن ربما عين له جميع المنافقين باشخاصهم،
وانما كما قال ابن كثير: (كان تذكر له صفاتهم فيتوسمها فبعضهم) [التفسير: 1/50].

وقد بلغ من اهتمام القران بالمنافقين الى الحد الذي نزلت سورة كاملة باسمائهم “المنافقون”،
فكما ان هنالك سورة “المؤمنون” و سورة “الكافرون”؛
هنالك سورة “المنافقون”،
بل ان الحديث عن النفاق فالقران الكريم حديث ذو شجون،
وقد اطال به بما من شانة ان يوحى بخطور ذلك النوع من الاعداء و ضخامة الدور الذي يقومون فيه فالتاثير على الجماعة المسلمة من الداخل.


* * *

اولا: اصناف المنافقين:

اشار القران الى صنفين من النفاق،
وضرب المثل لكل واحد من الصنفين لتتحدد الصورة و يسهل كشف هذي العناصر و تفهم انماط سلوكها.

الصنف الاول: النفاق الدائم،
وهو النفاق الذي لا يتخلله ايمان قط،
فحقيقة ذلك الصنف من المنافقين انهم كفار مستترون بالاسلام،
قال تعالى: {اولئك لم يؤمنوا فاحبط الله اعمالهم} [الاحزاب: 19]،
وقد ضرب الله لهم مثلا فقال: {مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما اضاءت ما حولة ذهب الله بنورهم و تركهم فظلمات لا يبصرون} [البقرة: 17].
وقد يدخل هؤلاء الى الصف الاسلامي اما رغبة فمصالح ما دية او معنوية يحصلونها بهذا الانتساب،
فيجعلون الاسلام ستارا لتحقيق الغرض،
واما رهبة من قوة المسلمين و اتقاء للعقاب الذي ممكن ان يلحق بهم جزاء على كفرهم.

 20160705 620

الصنف الثاني: النفاق المتذبذب،
وهو النفاق الذي يتخلله ايمان،
لا يستقرون لا على الكفر و لا على الايمان ،

قال تعالى: {مذبذبين بين هذا لا الى هؤلاء و لا الى هؤلاء} [النساء: 143]،
فهم – فحقيقة امرهم – مرة من المؤمنين و مرة من الكافرين!!،
وقد ضرب الله لهم مثلا فقال: {او كصيب من السماء به ظلمات و رعد و برق يجعلون اصابعهم فاذانهم من الصواعق حذر الموت و الله محيط بالكافرين،
يكاد البرق يخطف ابصارهم كلما اضاء لهم مشوا به و اذا اظلم عليهم قاموا} [البقرة: 20]،
فهذا الصنف من المنافقين ليس جادا مع نفسة الى الحد الذي يحسم قضيته،
بل حالة انه عندما تهب عليه نسمات الايمان و تهيء له عوامل التفاعل مع النور الربانى فانه يؤمن {كلما اضاء لهم مشوا فيه}،
وعندما ترد عليه شبهات الكفر او تتحرك عندة شهوات النفس فان يكفر {واذا اظلم عليهم قاموا}،
وما ذلك التذبذب و الاضطراب و الارجحة الا تعبيرا عن فساد العمق الداخلى لهؤلاء القوم،
قال تعالى: {فى قلوبهم مرض} [البقرة: 10].

ولكن لابد فهذا المقام من ان نسجل ملاحظتين اثنيتين:

اولهما: انه رغم وجود اختلاف بين هذين الصنفين من المنافقين الا انهما يتشابهان فالصفات الظاهرة تشابها كبيرا،
وفى الوقت نفسة يشتركان فالمواقف اشتراكا يصل الى حد التطابق،
قال تعالى: {اذ يقول المنافقون و الذين فقلوبهم مرض ما و عدنا الله و رسولة الا غرورا} [الاحزاب: 12].

وثانيهما: ان النفاق مراتب متعددة و ليس على مرتبة واحدة،
اى ان المنافق ربما يتطور فالنفاق و يتقدم به الى الحد الذي يكون معه خبيرا فالنفاق،
قال تعالى: {ومن اهل المدينة مردوا على النفاق} [التوبة: 101].


* * *

ثانيا: صفات المنافقين:

رغم ان المنافقين يحاولون دائما التستر تحت شعار الاسلام الا ان الوحى الربانى ربما كشف صفاتهم و اظهرها الى الحد الذي يساعد الجماعة المسلمة على تمييز الخبيث من الطيب.

1) فلسفة المعصية:

كثيرة هي المرات التي يتخلف بها الناس عن الاستجابة للحق،
ولكن قليلة هي الحالات التي يعترف بها هؤلاء المتخلفون عن الاستجابة بالاسباب =الحقيقي فهذا التخلف و انه الهوي الذي ينشيء الضعف امام متطلبات الطريق،
و لذا يلجا هؤلاء المتخلفون الى ستر الاسباب =الحقيقي بعدد من التبريرات و التعليلات التي يسوقونها بكيفية التمنطق فمعالجة الامر،
ليثبتوا للناس ان تخلفهم عن الاستجابة له ما يبرره،
بل هو الصواب عينه،
قال تعالى: {واذا قيل لهم لا تفسدوا فالارض قالوا انما نحن مصلحون} [البقرة: 11]،
وهؤلاء هم المنافقون،
لا يكتفون بعدم الاستجابة للحق،
ولا يقفون عند حد المخالفة للامر الواضح و لكنهم يجتهدون ففلسفة المعصية،
ويصرون على هذا حتي و ان ادي الى قلب اوضح الحقائق الشرعية و القدرية،
فهم القوم ان تبقي اشخاصهم فوق الاتهام!!

 20160705 621

2) الاستكبار و التعالي:

نفوس هؤلاء القوم منتفخة،
ينظرون الى عامة المؤمنين من فوق،
قال تعالى: {واذا قيل لهم امنوا كما امن الناس قالوا انؤمن كما امن السفهاء} [البقرة: 13]،
فالمانع من استجابتهم للحق هو مشاركة الفقراء و المساكين فهذا الحق،
لان هذي المشاركة تحرمهم من شهوة الاستعلاء.

وقد يصبح المانع من الاستجابة للحق هو التعالى بالفكر!!
بحيث يستكثرون على انفسهم ان يفهموا من الامر تلك المعاني المتبادرة للجميع،
بحجة انها معاني بسيطة و ساذجة لانها مفهومة للناس “العاديين” اما هم فاصحاب العقول ال كبار الذين لا يفهمون من الاوامر مجرد الحقيقة المتبادرة،
يستنكفون ان يوضعوا مع الناس على قدم المساواة،
فيتعالون فكرا و ما دة حتي لو ادي بهم ذلك التعالى الى الخروج عن حال التعبد.

3) المراوغة و الالتواء:

ما النفاق فالحقيقة الا ضعف عن المواجهة،
وما المنافقون الا اناس استحكم المرض من قلوبهم فضعفوا عن المجابهة،
و لذا اسسوا سلوكهم على سياسة الخداع،
ظنا منهم انها سياسة ذكية تحول دون انكشاف امرهم،
قال تعالى: {يخادعون الله و الذين امنوا} [البقرة: 09].

وبما ان الخداع يختنق فاجواء الوضوح و اعراف الاستقامة فانهم يحرصون على الغموض و الالتواء،
فتري القوم يغمغمون و لا يصرحون،
ويجملون و لا يفصلون،
ليبقي الامر قابلا لان يفسر بالشيء و نقيضه،
تبعا لما تتطلبة مصلحة السلامة!!.
وغالبا ما يصل بهم الخداع الى حد الكذب و الحلف عليه،
قال تعالى: {يحلفون بالله ما قالوا و لقد قالوا كلمة الكفر و كفروا بعد اسلامهم} [التوبة: 74].

4) التلون فالموقف:

بعض الناس يحسب اللؤم قوة و براعة،
ودليلا على الوعى و الذكاء،
وهو فالحقيقة ضعف و خسة،
وعلامة على الخبث و السفاهة،
والمنافقون من ذلك الصنف،
لا يجدون فانفسهم الشجاعة لمجابهة الباطل بالحق الصريح،
ولا الجراة لمواجهة الحق بالرفض الصريح،
ولكنهم يتقلبون و يتارجحون،
قال تعالى: {واذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا و اذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم} [البقرة: 14]،
يحرصون على الاخذ بخاطر اهل الحق {قالوا امنا}،
ويصرون على ارضاء اهل الباطل {انا معكم}،
ويجعلون ذلك التلون اداة لاتقاء الاذى،
وستارا للطعن من الداخل.

5) المظهر على حساب الجوهر:

المنافقون ضعفاء،
وعوامل الضعف كامنة فاصل حقيقتهم،
ويكفى دليلا على ضعفهم انه {فى قلوبهم مرض}،
وهم يعرفون ذلك الضعف،
وكثيرا ما يحسون به،
و لذا يسارعون الى تعويض الضعف الحاصل فالجوهر ببعض الشكليات المزينة للمظهر،
المظهر الذي لا يتجاوز اجسامهم،
(نموذج للاهتمامات القربية و السقف المنخفض)،
قال تعالى: {واذا رايتهم تعجبك اجسامهم و ان يقولوا تسمع لقولهم كانهم خشب مسندة} [المنافقون: 04]،
صورة ناصعة للفراغ من معاني الحق {كانهم خشب}،
والسلبية الكاملة اتجاهة {مسندة} فهي لا تتحرك.

عموما ليست هذي الا بعض العلامات التي يستطيع المؤمنون ان يميزوا فيها المنافقين،
وان كان العديد منها لا يخرج الا بوجود المؤثرات التي تستفز المكنون النفسي و تظهرة الى عالم الشهادة،
وليس كالجهاد محك لاخراج حقيقة القوم.


* * *

ثالثا: احوال المنافقين مع الجهاد:

عندما تشرق شمس الجهاد على ارض الساحة الاسلامية تستخرج حرارتها جميع الرطوبات المتعفنة التي تتشكل فالاجواء الباردة،
ويكشف نورها الساطع جميع الطفيليات التي تتستر بظلام القعود،
فيظهر الجميع من اثناء المواقف:

1) {رضوا بان يكونوا مع الخوالف}:

الصراع على اشده،
والحرب قائمة،
والمعارك حامية،
وهؤلاء المنافقون “مرتاحون” بالجلوس فبيوتهم،
قد فرغت قلوبهم من الانتصار للحق،
لا يؤنبهم الضمير،
ولا يحز فنفوسهم التخلف.
وهي صورة و اضحة لدناءة الهمة،
وغياب النخوة،
وضعف الارتباط بهذا الدين،
فان القوم طلاب سلامة،
همهم محصور فاشخاصهم و وظائفهم،
وفكرهم مقصور على سعادة ابنائهم و ازواجهم،
حسبهم من التدين ما لا يثير “المشاكل”،
ويكفيهم من الاسلام ما لا يحمل المتاعب،
قال تعالى: {رضوا بان يكونوا مع الخوالف و طبع على قلوبهم فهم لا يفقهون} [التوبة: 87]،
نموذج للانسان “الناعم” الذي لا يصلح لشيء مما يصلح له الرجال!!

2) {فرح المخلفون بمقعدهم}:

من القوم من لا يرضي بالقعود فحسب،
وانما يفرح فيه و يبتهج،
وتغمرة السعادة و السرور،
قال تعالى: {فرح المخلفون بمقعدهم} [التوبة: 81]،
فهم يعدون القعود نعمة من النعم التي تستحق ان يخرج اثرها على العبد!!
و لذا يفتخرون به،
بل و يعدونة من تجليات حكمتهم فالعمل الاسلامي!
وهي صورة مناقضة للمؤمنين الذين حالت الظروف بينهم و بين الجهاد ب{تولوا و اعينهم تفيض من الدمع حزنا الا يجدوا ما ينفقون} [التوبة: 92].

3) {وان منكم لمن ليبطئن}:

ان الباطل ليحرجة ان يري الحق بجانبه،
لان امرة حينئذ سيفتضح،
و لذا يجتهد فدفعة و تخلفه،
وهذا هو شان القعود مع الجهاد،
وهو شان القاعدين مع المجاهدين،
قال تعالى: {وان منكم لمن ليبطئن} [النساء: 72]،
وانتبة الى كلمة منكم،
فالمنافقون دائما {يحلفون بالله انهم لمنكم و ما هم منكم} [التوبة: 56]،
يجتهدون فتبطئة الجهاد،
مرة بالترويج للشبهات،
ومرة بنشر الاراجيف،
ومرة بالتعويق،
ويصرون على هذا اصرارا – ليبطئن بكل و سائل التوكيد – فعملية و اضحة لعرقلة التحرك الجهادي.

4) {ولا ياتون الباس الا قليلا}:

قليلا ما يجاهدون،
ونادرا ما يقاتلون،
قال تعالى: {ولا ياتون الباس الا قليلا} [الاحزاب: 18]،
والسر ف“قليلا” – و الله اعلم – لانهم اما ان يكونوا فالجهاد اداء لمهمة الاختراق الاستخباراتى (غالبا من الصنف الاول)،
واما ان يحضروة تجنبا للاحراج و استجابة للضغط الذي يفرضة الجو العام (غالبا من الصنف الثاني)،
فالاولون يتركون الجهاد بمجرد انتهاء مهمتهم او انكشاف امرهم،
والاخرون لا يجاهدون الا جهادا تجمع عليه الجماهير،
وتاذن فيه اعراف المجتمع الدولي.

ومهما يكن من امرهم فانهم عند المعارك يعرفون،
قال تعالى: {فاذا جاء الخوف رايتهم ينظرون اليك تدور اعينهم كالذى يغشي عليه من الموت} [الاحزاب: 19].
فهو الجبن الذي يصل بهم الى حد فقدان التماسك،
كما انهم يعرفون بشحهم فلا يبدلون الطاقة و لا يستفرغون الوسع،
قال تعالى: {ولو كانوا فيكم ما قاتلوا الا قليلا} [الاحزاب: 20].

5) {فاذا ذهب الخوف سلقوكم بالسنة حداد}:

اما بعد انتهاء المعركة فانهم يظهرون من جحورهم،
وترتفع اصواتهم،
ويكثرون الادعاء،
قال تعالى: {فاذا ذهب الخوف سلقوكم بالسنة حداد} [الاحزاب: 19]،
ويكثر نعيقهم و يشتد عندما يتاخر النصر او يتخلف،
فيجدونها فرصتهم السانحة للهجوم على الجهاد و المجاهدين؛
“ها ربما جربتم؟”،
“الم نقل لكم؟”،
“الم ننصحكم؟”،
“يا اخي فلنكن و اقعيين”،
“اليس هنالك طريق للتغيير و تحقيق الاهداف الا عبر الجهاد؟”!!

وهكذا… ينتفشون و ينتعشون بعدما كانوا فجحورهم يرتعدون،
قال تعالى: {سلقوكم بالسنة حداد اشحة على الخير اولئك لم يؤمنوا فاحبط الله اعمالهم} [الاحزاب: 19]،
واشد من هؤلاء نفاقا اولئك الذين لا ياتون الباسا اصلا – لا قليلا و لا كثيرا – و مع هذا لا يسلم المجاهدون من سلاطة السنتهم!!

6) مع الكفار على الجهاد:

عندما يشتد الصراع،
وتبلغ الحرب حالة لا يبقي معها الا ان يصبح المرء مع الجهاد او ضده،
وتخرج سياسة الكفار عن قواعد المناورة باعلانهم الصريح “اما معنا او مع الجهاد”،
وتتغير المعطيات بحيث لم تعد تقبل سياسة الوسطية بين الحق و الباطل،
عندما يصبح ذلك هو الواقع فان المنافقين يختارون ان يكونوا “معهم”!!

قال تعالى: {فتري الذين فقلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشي ان تصيبنا دائرة} [المائدة: 52]،
يصرخون انهم ضد الارهاب،
بل انهم مع الحملة الصليبية فحربها على الارهاب،
وقد يصل بهم اللؤم الى استخراج الفتاوي المفبركة التي تقول للجندى “المسلم” فالقوات الامريكية: “اقتل المسلمين و لا حرج،
دمر دولتهم و لا باس،
فان خفت تانيب الضمير فانو انك تحارب الارهاب”!!

تلك هي حقيقة النفاق و تلك هي علامات المنافقين،
قد كشفها الوحى للمؤمنين و جلاها،
{ام حسب الذين فقلوبهم مرض ان لن يظهر الله اضغانهم} [محمد: 29].

قال الطبري: (فيبدية لهم و يخرجة حتي يعرفوا نفاقهم و حيرتهم فدينهم) [التفسير: 26/60].

فلم يبق اذن الا استصحاب يقظة تستحضر المنظار الربانى فالحكم على الاشخاص،
وعندها {فلعرفتهم بسيماهم} [محمد: 30].

  • آیة منافق ثلاث
  • صور مكتوب علها عن عيون الوسع
  • كيف ترفاع استشوار في النزال
  • منا فق


كيف اعرف اني منافق , احترس المنافقون في الدرك الاسود من النار لا تكن منهم