كيف استطيع ان احب زوجي
تزوجت من دون قناعه بان زوجك هو الشخص المناسب لك، الا ان اصراره عليك جعلك
توافقين على الزواج، ولم تستطيعي مع الوقت ان تشعري بالحب تجاهه. وتشعرين الان بالندم وتفكرين
بالانفصال عنه. وتعيشين الان في صراع بين ان تنجبي طفلا ثانيا او تنفصلي عنه الا
انك لا تحبين العوده الى بيت اهلك ولست متاكده ان كنت ستجدين الشخص المناسب.
تعتقدين ان لديك عقده من فتره الخطوبه التي كنت تتصورين انها لابد وان تكون مختلفه
عما حصل معك. لزوجك تصرفات منفره تجعلك تشعرين بالحرج في بعض المواقف، كما ان وزنه
الزائد يقف حجر عثره امام تقبلك له.
ان قرار الاستمرار او الانفصال في هذه الحالات يخضع لتقديرك انت شخصيا فيما اذا كان
لديك الرغبه في انجاح حياتك الزوجيه الراهنه ام تهديمها للبدء من جديد مره اخرى مع
عدم وجود ايه ضمانات انك ستتمكنين من ان تعيشي ((قصة)) حب في فتره الخطوبه بالشكل
الذي تتصورين.
لكل شخص منا احلامه الخاصه وتصوراته حول حياته وكيف يمكن لها ان تكون. وفي مجتمعاتنا
يتم تهيئه الفتاه منذ نعومه اظفارها على ان تتزوج في يوم من الايام بشخص يسعدها
ويدللها ويحبها…الخ. فتبدا الفتاه تبني تصورات غير واقعيه في كثير من الاحيان عن الشخص الذي
سترتبط به. وعندما يخطبها شخص ما توافق او ترفض حسب مقدار اقتراب هذا مواصفات هذا
الشخص من تصوراتها التي تحملها في اعماقها، هذا في الحاله المثالية. اما في الحاله الواقعيه
فقد تتم ممارسه ضغوط اجتماعيه على الفتاه كي لا ترفض الشخص الذي يتقدم لها لاسباب
كثيرة، او كما حصل في حالتك تحت الحاح وضغط زوجك وافقت على الزواج على الرغم
من انه لم يكن الشخص الذي يتناسب مع احلامك.
وبمعنى اخر فان زوجك قد راى فيك فتاه احلامه في حين انك لم تر انت
فيه هذا، وزاد من عدم تقبلك له بعض التصرفات والشكل الخارجي، وما تسمعينه من بعض
الناس عن قصص حب جارفه عاشوها فتره الخطوبه او غير ذلك، وكثير من هذه القصص
فيها نوع من المبالغه لا تنسجم مع الواقع في بعض الاحيان، ليعطي الانسان لنفسه قيمه
انه مرغوب ومحبوب مقابل الاخرين.
تشعرين ان شيئا ما قد فاتك في مرحله ما من حياتك، وبما انه قد فات
فانت، فانت تعاقبين نفسك من خلال اغلاقك الابواب امام نفسك على ان تشعري بمشاعر ايجابيه
تجاه زوجك، وتحرمينه في الوقت نفسه من المشاعر الجميله كعقاب له على انه هو السبب
–حسب تصورك- في حرمانك من فتره الخطوبه الجميله والتي توجد في راسك.
يضاف الى ذلك الا يمكن ان تعيشي مشاعر الحب “التي فاتتك” ضمن زواجك الراهن كتعويض
عما مضى وراح. ما الذي “فاتك” في الخطوبه ولا تستطيعين تعويضه الان؟
يلاحظ ان رسالتك انك تركزين على صفات زوجك المحرجه ووزنه كمثال على عدم قدرتك على
ان تحبيه لتبرري لنفسك سبب عدم قدرتك على الاستمرار معه. بالمقابل لابد وان تكون هناك
صفات ايجابيه اخرى بزوجك. والسؤال هنا: الا يمكن البناء على هذه الصفات الايجابيه وتطويرها مثلا
اكثر فاكثر كي تتحسن مشاعرك بدلا من التركيز على تلك الجوانب السلبية؟
انت بحاجه قبل اتخاذ اي قرار الى ان تقفي وقفه تفكير عميق مع نفسك لتسالي
نفسك عن توقعاتك من الحياه وماذا تريدين منها، وهل توقعاتك قريبه من الواقع ام انها
مجرد تهيؤات، وهل انت قادره على ان تتقبلي زوجك بصفاته الايجابيه والسلبيه معا، وتبني على
الصفات الايجابيه شيئا ما يجعلك تشعرين بالحب تجاهه وتتغاضي عن السلبيات او تخففي منها بالتعاون
معه.
وعليك ان تكوني صريحه مع زوجك في هذا الجانب، خاصه انه يريدك والعلاقه بينكما ليست
سيئة، وتطلبي منه التعاون معك على بناء علاقه زوجيه تقربكما من بعض اكثر وتجعلك تشعرين
بالحب تجاهه. فالحب ياتي بالمعاشره اليومية، في وضع يعيش فيها الاثنان معا ويسعيان نحو بناء
حياتهما المشتركه معا، و هو حاله متجدده وليست ثابته تحصل مره واحده وتنتهي، ويحتاج من
الطرفين الى بذل جهد وسعي دائم نحو التوافق والتوائم. القرار النهائي يرجع لك ان كنت
قادره على السعي في هذا الاتجاه ام لا.