كيف اجعل زوجي يثق بي كثيرا
كيف اجعل زوجي يثق بي كثيرا
كيف اجعل زوجي يثق بي كثيراخطيبي
من اخطر المشكلات التي تواجه الاسره خاصه في بدايتها قضيه فقدان الثقه بين الزوجين، والتي
مردها في الدرجه الاولى الى الكذب – ولو احيانا- من احد الزوجين بحجه ان ذلك
كذب ابيض، وهذا في الحقيقه له تاثير كبير على الحياه الزوجية، فان الكذب مهما كان
صغيرا فانه يبقى كذبا يؤدي الى اثاره الشك والقلق بين الزوجين، مع كونه خلقا سيئا
وعاده خبيثه ممقوته عند الله والناس، وهو يؤدي الى فقدان الثقه في الشخص الكذاب حتى
وان كان ما يقوله صدقا.
الكذب لا يقتصر على ذكر ما يخالف الحقيقة
ولا يقتصر الكذب على ذكر ما يخالف الحقيقه -كما يظن بعض الناس- بل ان اخفاء
بعض الحقيقه عن الشخص يعتبره الطرف الاخر كذبا، ومع استمراره يؤدي الى نفس النتائج من
فقدان الثقه بين الزوجين.
ان قيام احد الزوجين بالكذب على الاخر اعتمادا على ما روته ام كلثوم بنت عقبه
رضي الله عنها قالت: ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص في شيء
من الكذب الا في ثلاث: (الرجل يقول القول يريد به الاصلاح، والرجل يقول القول في
الحرب، والرجل يحدث امراته والمراه تحدث زوجها). البخاري مع الفتح ( 5/299) لمن اشد الامور
فتكا بالحياه الزوجية، فالزوجه عندما تكذب على زوجها انما تزرع الشك في قلب زوجها، فلا
يثق بكلامها ولا بتصرفاتها وافعالها، فيشدد الرقابه عليها ويبدا يحاسبها على كل ما يصدر منها
بناء على قاعده الشك المترسخه في نفسه، فتتحول حياتهما بذلك الى جحيم لا يطاق.
والزوج عندما يقدم على مثل هذا الامر مع زوجته انما يدفعها دفعا الى التفكير في
امور تعود عليه بالنكد والعيش المرير، خاصه اذا ما ظنت الزوجه ان زوجها يبحث عن
زوجه اخرى، او في حياته بالفعل امراه اخرى فتثور ثائره المراه ولا تهدا .
وكل ذلك انما نتج عن الفهم الخاطئ للحديث السابق .
الاسلام لم يكن في يوم من الايام سببا لهدم الاسر
ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن في يوم من الايام ليرشد الى امور
تهدم الاسره وتنغص معيشتها، ولكن المشكله تكمن فيمن يستخدم احاديث النبي صلى الله عليه وسلم
دون ان يعي معناها ويدرك مغزاها.
الم ينه النبي صلى الله عليه وسلم عن الكذب ويحذر منه ويشدد في ذلك؟ اليس
هو القائل “اياكم والكذب فان الكذب يهدي الى الفجور وان الفجور يهدي الى النار وما
يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا”
من هنا ندرك ان الكذب الوارد في الحديث النبوي ا لسابق له معنى اخر يعين
على بناء الحياه الزوجيه لا على هدمها، انه يدفع عنها مشكلاتها ويساعد على استقرارها، وخذ
مثالا على ذلك عندما يمتدح الرجل زوجته ويذكر محاسنها وجمالها ولطفها ورقتها وعذوبتها اليس ذلك
مما يساعد على تقويه رابطه الحب بين الزوجين؟ -حتى ولو لم تكن الزوجه على المستوى
الذي اخبر به زوجها- انه يدفعها الى الرضى والتفاني في خدمته وبذل المزيد من الجهد،
فحب المدح والثناء غريزه فطر عليها الانسان خاصه النساء.
وعندما تقوم الزوجه بامتداح زوجها بانه حسن الخلق موفق في رعايه اولاده وبيته ذا شخصيه
قويه -وهو في الحقيقه على غير ذلك- فانها تكسب قلبه ايضا، وتشعره برضاها عن عيشتها
معه، فتملا قلبه بالحب لها والتقدير والاحترام، ويكون ذلك درءا لكثير من المشكلات .
التوازن في موضوع الثقه امر هام ومطلوب
واذا كانت فقدان الثقه بين الزوجين مما يهدد الحياه الزوجيه ويحولها الى جحيم، فان الافراط
في الثقه ايضا له مضاره الوخيمة، فالتوازن امر مطلوب ومحمود، والمصارحه مع عدم الغفله تدفع
الى مزيد من الثقه التي هي دعامه البناء في الحياه الزوجية.