كيفية التعامل مع الطفل قليل الادب , ربي طفلك بأسلوب مميز
ما نسميه “قله الادب” لدى الاطفال هو عندما يكون الطفل طويل اللسان، وساخر، ويتحدث بطريقه
سيئه وعدوانية. وعندما تاتي الوقاحه يذهب الاحترام. وعلاوه على ذلك فانه عندما يحدث ذلك امام
اشخاص اخرين فانه يسبب لنا الخجل والغضب والاحباط وهو بالاجمال سلوك ينذر باشاره الخطر.
ما السبب؟
ايا كانت الطريقه التي يمكن ان توصف بها وقاحه الطفل، فان السبب واحد وهو ان
الطفل غاضب منا وهو يحاول الانتقام منا. ومن الاساليب المختلفه المتاحه لديه، فانه يختار “اللسان”.
عاده ما يخفي غضب اطفالنا اخطاءنا. فاذا كنا نتجاهل طفلنا عندما ياتي للحديث معنا، او
اذا كان يشعر بالاهمال لاننا نمضي الكثير من الوقت في التحدث على الهاتف، او نظلمه
كان نتشاجر معه بمجرد دخولنا المنزل، او اذا كنا نصرف معظم وقتنا في العمل، وعندما
تتوفر الفرصه للبقاء مع الاطفال فاننا نصرفها في صرف الاوامر، وابداء الملاحظات. لو ان هذا
هو الذي يحدث فان علينا ان نحصد العاصفة.
ان الاطفال هم مراه سلوكنا نحن. فلو كنا نتكلم بين البعض بعدوانية، او نتحدث بوقاحه
مع والدينا، فلا يمكننا سوى ان نحصد نفس السلوك من اطفالنا اجلا ام عاجلا.
ماذا يمكن ان نفعل؟
يجب تدريب الطفل تدريجيا ومنذ مرحله الرضاعه معنى ومفهوم الاحترام. ويجب ان يرى عمليا هذا
الاحترام يتحقق على الارض ويميز العلاقات بين الناس داخل العائله ومحيطها الاجتماعي. ونحرص على الانتباه
الى الكيفيه التي نتحدث بها بين بعضنا البعض امام الطفل، وبالاخص الطريقه التي نتحدث بها
الى الطفل نفسه.
في كل مره يتكلم فيها الطفل بوقاحه علينا الاختفاء من ناظريه. واذا لم تسفر هذه
الطريقه عن نتيجة، نطلب منه هو ان يغادر المكان الذي نحن فيه، واذا رفض، ننقله
الى غرفه اخرى دون ان نظهر له غضبنا (لانه هذا هو ما يريده بالضبط اي
استثاره رد فعلنا وغضبناونحن علينا الا نعطيه هذه الفرصة).
علينا ان ندرك ان الاطفال الذين تتراوح اعمارهم بين 3 و4 سنوات لا يدركون معنى
الوقاحة. ان من واجبنا لهم ان نشرح لهم ذلك في كل مره يحدث فيها ذلك،
بطريقه هادئه وبنقاش. وفي نفس الوقت نشرح لهم ان هذا السلوك لا يعجبنا وندعه يفكر
فيما قاله عن طريق القاء بعض الاسئله البسيطه من “هل تعتقد انه من الصواب ما
قلته؟”. “هل يعجبك ان اتحدث اليك بنفس الطريقة”.
نطلب من الطفل ان يقول لنا لماذا لجا الى الوقاحة، وما سبب شعوره بالحزن او
الغضب او الاضطراب. يتعين علينا ان نمحنه الفرصه كي يتحدث الينا ويفصح عما ما بداخله،
عندما يكون هادئا ومرتاحا، وليس في لحظه الغضب.
“اذا كنا نحن الوالدان نتحدث بوقاحه الى الطفل فمن المرجح ان يرد الطفل بنفس الطريقة،
وليس مستبعدا ان ينسخ الطفل سلوك الوقاحه الذي يتبعه افراد الاسره الكبار مع بعضهم البعض
(حتى لو كان هذا السلوك محصور بين البالغين ومن دون ان يكون الصغير هدفا له).
وهناك احتمال ان يكون الطفل الوقح او طويل اللسان، طفل مدلل، لا يستطيع التمييز بين
دوره ودور والده ويعتبر نفسه رئيس العائلة”.