كلام مكتوب عن الاهتمام
لا احد يستطيع ان يعيش الام وجراح غيره حتى وان من اقرب الناس اليه وانما
يمكن ان يشعر ببعض الامه وجراحه فيواسيه ويخفف عنه ويشد ازره ويصبره الى ان تبرد
المواجع ويرحل الحزن ويخف الالم يوما بعد يوم وكانما تلك العيون ما بكت وتلك القلوب
ما توجعت وعادت الحياه الى طبيعتها شيئا فشيئا وهذا امر طبيعى ونطقى فلا الفرح يدوم
ولا الحزن كذلك ولا بد للانسان من ان يشرب من كؤوس الحياه جميعها حلوها ومرها
طوعا او كرها .
الشعور بالاخرين الاهتمام بالغير
وان كان للحزن الم قاس على نفس الانسان ومشاعره فان بلسم مواساه الناس له هو
الكفيل بان يرفع عنه ذلك الالم ليدرك ان حكمه الله فى خلق المجتمعات البشريه هى
التى انجزت هذا الواقع الاجتماعى الجميل واقع التواصل والتكافل والتعاضد والشعور بافراح الناس واتراحها .
الشعور بالاخرين الاهتمام بالغير
والشعور بمن حولنا لا يقتصر على الشعور باهلنا وذوينا بل يتجاوز كل ذلك ليشمل الجيران
والاصدقاء والمعارف وكل من لهم علاقه بنا من قريب او بعيد فالخير الذى فى عقل
الانسان وضميره اقوى من الشر الذى فى نفسه .
الشعور بالاخرين الاهتمام بالغير
واذا كانت النفس اماره بالسوء كما يعلم الجميع فان قيم الانسان النبيله ومبادئه الانسانيه واخلاقه
على صله دائمه بالشق العلوى من كيانه المتصل بالروح والسمو وبفطره الله التى جبل عليها
خلقه لهذا نجد انفسنا وبشكلتلقائى نسارع الى مساعده من يحتاج المساعده وشد ازر من يستحق
المؤازره ونحن نشعر بالارتياح لذلك بينما نشعر بالقلق والخوف وتانيب الضمير ونحن نقدم على فعل
ما يمكن ان يضر بالغير او يزعج الاخرين . فكان التعود على مساعده الناس والشعور
بهمومهم هو بمثابه التمرين الذى يمكن ان نعتمد عليه فى تنقيه انفسنا من شرورها وغرورها
وكبريائها وجهلها وطيشها وانانيتها وفساد اخلاقها وسوء تصرفها عملا على تحرير ذواتنا من قيود واعباء
حب النفس و جموحها .
يمكن ان يتحقق ذلك اذا ما افلح الانسان فى اداء هذا التمرين وعود نفسه على
العيش فى ضل واقع اجتماعى رشيد يوفر للانسان الحمايه والرعايه الاجتماعيه والاطمئنان والاستقرار النفسى الذى
غالبا ما تعجز المجتمعات المتفسخه اجتماعيا عن توفيره لابنائها بالرغم من تطورها وتقدمها فى حقل
العمل الاجتماعى وجمعيات العمل الاهلى ، فالانسانيه تعيش لا محاله مازقا حقيقيا اذا ما تجاهلت
مشاعر بعضها البعض لان ذلك سيؤدى حتما الى تجاهل مصالح بعضها البعض وبالتالى الى الانانيه
وحب النفس وكراهيه الاخرين والشعور بالغرور والاختلاف والتميز عن بقيه الاجناس الامر الذى يؤدى الى
تبنى الافكار العنصريه التى تنبذ الغير وتحتقره .
الشعور بالاخرين الاهتمام بالغير
ان خاصيه الشعور بالغير هى نعمه من اعظم نعم الله التى ادب بها اخلاق الانسان
وهذب مشاعره وهى مرتبطه بشكل فطرى مباشر بصفاء ونقاء العقيده ومعرفه الله وحبه والايمان به
فما اجمل ان تتبادل الانسانيه مشاعر الفرح وتتقاسم همومها واتراحها لتبدوا وكانها كيان ادمى واحد
يجمع اطرافه تراث انسانى مشترك خالد الى ان يرث الله الارض ومن عليها .
الشعور بالاخرين الاهتمام بالغير