قوله تعالى فان مع العسر يسرا

قوله تعالى فان مع العسر يسرا

يسرا مع قوله فان تعالى العسر 84f743bb10bde4fab1a663263d0e2f1b




فى هذي الاية خير عظيم ،

اذ بها البشارة لاهل الايمان بان للكرب نهاية مهما طال امدة ،

وان الظلمة تحمل فاحشائها الفجر المنتظر .

وتلك الحالة من التعاقب بين الاطوار و الاوضاع المختلفة تنسجم مع الاحوال النفسية و المادية لبنى البشر و التي تتارجح بين النجاح و الانكسار و الاقبال و الادبار ،

كما تنسجم مع صنوف الابتلاء الذي هو شرعة الحياة و ميسمها العام .

يسرا مع قوله فان تعالى العسر 20160710 2198

وقد بثت هذي الاية الامل فنفوس الصحابة – رضوان الله عليهم- حيث راوا فتكرارها توكيدا لوعود الله – عز و جل – بتحسن الاحوال ،

فقال ابن مسعود : لو كان العسر فجحر لطلبة اليسر حتي يدخل عليه .

وذكر بعض اهل اللغة ان (العسر) معرف بال ،

و (يسرا) منكر ،

وان العرب اذا اعادت ذكر المعرفة كانت عين الاولي ،

واذا اعادت النكرة فكانت الاخرى غير الاولي [1] .

وخرجوا على ذلك قول ابن عباس : لن يغلب عسر يسرين [2] .

يسرا مع قوله فان تعالى العسر 20160710 2199

وفى الاية اشارة بديعة الى اجتنان الفرج فالشدة و الكربة مع ان الظاهر ان الرخاء لا يزامن الشدة ،

وانما يعقبها ،

وذلك لتطمين ذوى العسرة و تبشيرهم بقرب انجلاء الكرب .



ونحن اليوم احوج ما نكون الى الاستبشار بهذه الاية حيث يري المسلمون العديد من صنوف الاحباطات و الهزائم و الوان القهر و النكد ؛

مما ادي الى سيادة روح – التشاؤم و الياس ،

وصار الكثيرون يشعرون بانقطاع الحيلة و الاستسلام للظروف و المتغيرات .

وافرز ذلك الوضع مقولات ممكن ان نسميها ب ( ادبيات الطريق المسدود ) !

هذه الادبيات تتمثل بالشكوي الدائبة من جميع شيء ،

من خذلان الاصدقاء ،

ومن تامر الاعداء ،

من تركة الاباء و الاجداد ،

ومن تصرفات الابناء و الاحفاد !

يسرا مع قوله فان تعالى العسر 20160710 2200




وهؤلاء المتازمون يسلطون اشعة النقد دائما نحو الخارج ؛

فهم فذات انفسهم على ما يرام ،

وغيرهم هو الذي يفعل جميع ما يحدث لهم !

واذا راوا من يتجة الى الصيغ العملية بعيدا عن الرسم فالفراغ اطفؤوا حماستة بالقول : لن يدعوك تعلم ،

ولن يدعوك تربى ،

ولن يدعوك تمسى عملاقا ،

ولن يدعوك …


وكل هذا يفضى الى متحارجة (كذا) تنطق بالصيرورة الى العطالة و البطالة ،

الي ان ياتى المهدى ،

فيكونون من انصارة او يحدث الله – تعالى – لهم من امرة فرجا و مخرجا !

ولعلنا نلخص الاسباب الدافعة الى تلك الحالة البائسة فيما يلى :


1- التربية الخاصة الاولي التي يخضع لها الفرد :


وتلك التربية ربما تقوم ببث روح التشاؤم و الياس من صلاح الزمان و اهلة ،

كما تقوم ببث نوع من العداء بينة و بين البيئة التي ينتمى اليها فاذا ما قطع اسبابة فيها و انعزل شعوريا بحث عن نوع من الانتماء الخاص الى اسرة او بلدة او جماعة حتي ينفى عنه الشعور بالاغتراب .

لكن يكتشف ان ما كان يعتقد به المثالية ،

ويتشوق الى تحقيق امالة من خلالة لا يختلف عن غيرة كثيرا ،

مما يورثة الاحباط و الياس حيث يفقد الثقة بكل ما حولة و تكون النتيجة البرم و التافف من جميع شيء و ردود الافعال السلبية تجاة التحديات المختلفة .

2- التعامل مع الواقع على انه كتلة صلدة :


يميل اكثر الناس الى النظرة التبسيطية التي لا تري لكل ظاهرة الا سببا واحدا ،

ولا تري فتركيبها الا عنصرا واحدا .

وهذه النظرة الخاطئة تفضى الى معضلة منهجية كبري ،

هى عدم القدرة على تقسيم المشكلة موضع المعاناة الى اجزاء رئيسية و ثانية ثانوية ،

كما تؤدى الى عدم القدرة على ادراك علاقات السيطرة فالظاهرة الواحدة ،

وعدم القدرة بالتالي على تغييرها او تبديل مواقعها .



والنتيجة النهائية هي الوقوف مشدوهين امام مشكلة متكلسة مستبهمة لا نري لها بداية و لا نهاية ،

والمحصلة النهائية هي الاستسلام للضغوط و انتظار المفاجات ،

مع اننا لو باشرنا العمل الممكن اليوم لصار ما هو مستحيل اليوم ممكنا غدا .

3- عدم الانتباة للعوامل الداخلية للمشكلة :


يندر ان نري اليوم ظاهرة كبري لا تخضع فو جودها و اشتدادها و اتجاهها لعدد من العوامل الداخلية و الخارجية ،

ويظل العامل الخارجى محدود التاثير ما لم يستطع ازاحة احد العوامل الداخلية و الحلول محلة .

ونستطيع ان نطبق هذا على اية مشكلة كبري نواجهها اليوم .

وقد اشار القران الكريم الى هذي الحقيقة الباهرة حين قال : ] و ان تصبروا و تتقوا لا يضركم كيدهم شيئا [ [ال عمران 120] .



والذى يحدث اننا كثيرا ما نبصر المؤثرات الخارجية – و هي مؤثرات قاهرة حقا – و نغض الطرف عن العوامل الداخلية ؛

فنحن مثلا لا نملك اقناع الاعداء بان يخففوا من غلوائهم فعدائنا ،

كما لا يملك بنو البشر جميعا ان يمنعوا الثلوج من التساقط ؛

لكن الذي نستطيعة هو تقوية انفسنا حتي لا نكون لقمة سائغة ،

كما يفعل الناس فمواجهة ظروف المناخ .

لكن المشكلة ان اصعب نوعيات المواجهات هي مواجهة الذات ،

وان ارقى نوعيات الاكتشاف هي اكتشاف الذات !

4- عدم ادراك حركة الجدل بين الاحوال :


تتعاقب الاحوال كما يتعاقب الليل و النهار ،

وما بعد راس القمة الا السفح و ما بعد السفح الا القاع .

وان دفع اية قضية الى حدودها القصوي سيؤدى فالنهاية الى كسر ثورتها او انهائها بصورة تامة .

وحين تصل تجربة او نظرية او منهج الى طريق مسدود فان الناس لن يتلبثوا الا قليلا حتي يجدوا المخرج الذي ربما يصبح مناسبا ،

وقد لا يصبح .



وهنا ياتى دور الثلاثى النكد من الاذكياء و العملاء و البلهاء الذين يحاولون – على اختلاف القصود – عدم و صول اي مشكلة الى مرحلة الانفجار حتي تظل مستمرة الى ما لا نهاية !

والمشكلات فعالمنا الاسلامي لم تدم تلك القرون المتطاولة الا نتيجة الهندسة الاخراجية لذا الثلاثى !

!
وهنا ياتى كذلك دور المفكرين الذين يمتلكون رؤية نقدية شاملة ينقلون من خلالها مشكلات مجتمعاتهم الى حس الناس و اعصابهم حتي لا يتكيف الناس معها سلبيا ،

وحتي يتاح بالتالي تجاوزها .



{ فان مع العسر يسرا * ان مع العسر يسرا } ،

وان النصر مع الصبر و ان الفرج مع الكرب ،

وان فرحم جميع ضائقة اجنة انفراجها و مفتاح حلها ،

وان لجميع ما نعانية من ازمات حلولا مناسبة اذا ما توفر لها عقل المهندس و مبضع الجراح و حرقة الوالدة .
.
وعلي الله قصد السبيل .

  • ان بعد العسر يسرا
  • إن مع العسر يسرا
  • ان مع العسر يسرا
  • ان مع العسر يسراً
  • إن بعد العسر يسرا
  • ان مع العسر
  • قال تعالى ان بعد العسر يسر
  • ان مع العسريسرا صور
  • ايه ان مع العسر يسر
  • دعاءلإبعادالعطاله


قوله تعالى فان مع العسر يسرا