قصه الشيشان خطاب
قصه مقتل القائد خطاب بقلم : القائد ابوالوليد الغامدي لقد كان مقتل القائد (خطاب) رحمه
الله تعالى فاجعه ومصيبه اصيبت بها الامة
،
نسال الله عز وجل ان يتقبله من الشهداء ، ولما كان الامر كذلك كثر اللغط
بين الناس .. فمن مكذب للخبر الى متهم لحرس القائد خطاب بالخيانه الى غير ذلك
من التحليلات والتفسيرات ،
لذلك راينا ان من واجبنا تجليه هذا الامر بوضوح حتى ينشغل الشباب بما ينفع امتهم
وبما هو اهم والله المستعان ،
وفي الرساله التاليه للقائد ” ابو الوليد” توضيح وبيان لملابسات مقتل القائد (خطاب) رحمه الله
تعالى وتقبله من الشهداء ولا حول ولا قوه الا بالله العظيم :
الحمد لله رب العالمين والصلاه والسلام على رسول الله
فهذه قصه استشهاد القائد خطاب يرحمه الله …
لقد خطط اعداء الله لهذه العمليه الجبانه لمده سنه وهذا باعترافهم بانفسهم واظن ذلك صحيحا
لان احد المتهمين بقتل (خطاب) رحمه الله لم يكن له الا سنه واحده يعمل مع
خطاب رحمه الله وقد كان كثيرا من الاخوه يحذرون منه وانه يعمل مع الاستخبارات وتاكد
هذا الامر من اكثر من جهه بل ان صاحبه الذي يعمل معه المتهم الثاني لم
ينكر ذلك وقال عمله هذا فقط من اجل الطريق وادخال الاغراض الخطيره واكد هو بنفسه
انه لايعمل معهم اي مع الاستخبارات موالاه لهم وانما من اجل خدمه المجاهدين .
وكان (خطاب) رحمه الله حذر جدا في التعامل معهما فكان لايتقابل معهما الا نادرا جدا
وفي مكان بعيد عن مكان تواجده هذا، كان في بدايه الامر وكان الاعتماد عليهما في
احضار الاغراض قليل وذلك لوجود من يحضر الاغراض من الخارج واكثر ثقه من هذين الشخصين
رغم انهما اسرع من يحضر هذه الامور واكثر قدره وجراه من غيرهما واستمر الوضع على
هذا الحال لعده اشهر اظهرا خلال هذه الفتره تعاونا كبيرا وعرفا خلالها كل الطرق التي
من خلالها ندخل امور كثيره اخرى فبلغوا عن هذه الطرق وعن المتعاونين معنا الذين ياتون
لنا بالاغراض من الخارج فاغلقت هذه الطرق كلها وقبض على اكثر المتعاونين معنا ولم يبقى
الا هذا الطريق مع هذين الشخصين ، وزادت الشكوك وعدم الثقه فيهما وحذر الاخوه اخونا
خطاب مره ثانيه منهما ولكنه كان يقول رحمه الله لو يريدان ان يعملا شيئ لعملاه
منذ سنه ورغم هذا ساكون حذرا ان شاء الله وكان يظن خطرهما يكمن في تبليغ
العدو عن مكان تواجده ولكنهما اتياه من مامن اخزاهما الله , واستمر الوضع بهذه الطريقه
ياتيانه بالاموال والرسائل والاجهزه الاسلكيه من البلد المجاور وعندما جاء الموعد الذي تو اطئوا عليه
وضعوا له سما قويا في احدى الرسائل المرسوله من احد الاخوه العرب في البلد المجاور
وكانت هذه الرساله مرسوله من قبل وكانت في حوزتهم وذلك ان تاريخ هذه الرساله لم
يكن مطابقا للرسائل التي جائت معها بل اقدم منها باكثر من اسبوعين مع العلم ان
الكاتب واحد , واحضروا هذه الرسائل مع بعض الاغراض وسلموها لحرس (خطاب) وقالوا لهم ان
فيها رسائل مهمه جدا يجب ان تصل الى (خطاب) باسرع وقت وفعلا اخذ الحرس الاغراض
والرسائل وخاطروا بانفسهم من اجل ايصال الرسائل في اسرع وقت ووقعوا في كمين قتل فيه
احد الاخوه المجاهدين وتركوا كل الاغراض واخذوا الكيس الذي فيه الرسائل فقط لظنهم ان فيه
رسائل مهمه وما علموا ان فيه مصير قائدهم وحبيبهم , ووصلوا الى خطاب وكعادته يرحمه
الله بدا يقلب الرسائل واخذ التي مكتوبه بالعربي وهذه الروايه ينقلها لي الاخوه الذين كانوا
مع خطاب رحمه الله فيقولون :
عندما فتح خطاب الرساله لاحظنا ان الرساله ليست كالرسائل العاديه لان عليها مثل الغشاء البلاستيكي
وكنا نظن ان هذا الورق من النوع الراقي وقلنا له مازحين اكيد هذه الرساله من
ناس كبار مع ان الشك يساورنا لان ورقها غير طبيعي وكنا نريد ان ننبهه على
ذلك ولكن نحن نعلم انه افهم واعرف منا في هذه الامور ولكن اذا حضر الاجل
عمي البصر ، وكان رحمه الله يقرا الرساله وهو ياكل مما جعل السم يدخل الى
جوفه مباشره وبعد عده دقائق بدا يشعر بدوران وبغشاوه على عينيه وكان يظن ذلك من
اثر الصيام لانه كان صائما في نهار ذلك اليوم ثم ذهب الى الفراش لياخذ قسطا
من الرحه ثم عاد بعد بعض الوقت ليقرا الرساله مره ثانيه ولكنه لم يعد يرى
الكتابه بوضوح وشعر بارهاق شديد جدا ثم نام الى الصباح وبعد صلاه الفجر بدا يشعر
بضيق التنفس وعدم وضوح الرؤيه وقال للذين معه اجمعوا الاغراض حتى لو حصل اي شيئ
نتحرك بسرعه وهذه عادت كل المجاهدين فجمع امير الحرس الاغراض والرسائل بما فيها تلك الرساله
المسمومه وجاء وقت صلاه الظهر فلم يستطع ان يام الاخوه في الصلاه وقدم امير حرسه
في الصلاه وبعد انتهاء الصلاه اشتد به الالم ثم سجد وبدا يردد :
لااله الا الله .. لااله الا الله .. لااله الا الله
ثم سكت وغاب عن وعيه رحمه الله ثم اتصل امير الحرس باحد الاخوه الانصار ليرى
الامر وعندما حضر هذا الاخ بدا يرقيه بالقران وقال يجب استدعاء الطبيب وهو احد المجاهدين
الانصار وعندما حضر هذا الطبيب من مسافه بعيده ومن مكان خطير وراى (خطاب) رحمه الله
وكان العرق يتصبب منه بشكل كثيف جدا وراى منه اعراض اخرى فعرف انها اعراض تسمم
فسال الاخوه مالذي اكل فاخبروه انهم اكلوا جميعا من اناء واحد وشربوا من ابريق واحد
وانه لم يتفرد عنهم بطعام اوشراب من مده ليست بالقصيره ولكنهم مباشره تذكروا الرساله فراها
الطبيب واكد انها مسمومه وامر من لمس الرساله بغسل يده جيدا وقال ان (خطاب) في
حاله خطيره جدا ويجب له عمليه غسيل معده ولكن من سيقوم بهذه العمليه واين ؟
لقد كان الاخوه في موقف صعب جدا ولا يعرفون ماذا يفعلون فاميرهم وقائدهم واحب الناس
اليهم يلفظ انفاسه بين ايديهم ولا يستطيعون تقديم اي شيئ له وماذا عساهم ان يفعلو
وهم في الغابات لامستشفى ولادواء ولكن احدهم اتصل بجهاز اللاسلكي وسال عن دواء ضد التسمم
ولكنه لم يجد وفي هذا الوقت اسلم (خطاب) رحمه الله الروح الى باريها في هدوء
وطمانينه نسال الله ان يتقبله في عداد الشهداء والايحرمنا اجره ولايفتنا بعده وان يعوظنا خيرامنه.
وفي صبيحه اليوم الثاني دفنوه رحمه الله في مكان امن وتعاهدوا فيما بينهم الا يخبروا
احدا باستشهاده قبل ان يخبرونني كما تعاهدوا ايضا الايخبروا احدا غيري بمكان قبره ، وما
زالوا على هذا العهد ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ونسال الله عز وجل
ان يثبتهم والا يبدلوا .
وفي صبيحه اليوم الثاني من دفنه رحمه الله بدات الانزالات والقوافل الروسيه تتدفق على المنطقه
بشكل كثيف جدا وبداو بالتفتيش في كل مكان وبشكل دقيق جدا لاكثر من اسبوعين وفي
اثناء هذا التفتيش كان اثنين من الاخوه الذين يعرفون مكان القبر يتسللان ليموهان القبر لانه
كان في تلك الفتره امطار كثيره مما ادى الى نزول القبر الامر الذي ربما يادي
الى كشف القبر ,ولم تكن هذه الحمله في هذا الوقت بالذات مجرد حمله عاديه ككل
الحملات السابقه بل هي امتداد لعمليه اغتيال القائد (خطاب) والله تعالى اعلم وذلك لعده امور
منها ان السم كان من المفروض ان يكون مفعوله بعد ثلاثه ايام وهذا ماحصل بالفعل
لامير الحرس فقد تاثر في هذا الوقت وبدات معه تلك الاعراض من عدم وضوح الرؤيه
وضيق التنفس على الرغم من انه لمس الرساله فقط عندما جمع الرسائل كما ذكرنا انفا
ولكنه ذهب بعد اصرار الاخوه عليه الى احد الاطباء المتعا ونين معنا في احدى المدن
البعيده واخبره الطبيب ان في دمه سم ويجب ان يتعالج باسرع وقت , كذلك من
تلك الامور ان الروس عندما اعلنوا عن استشهاد (خطاب) رحمه الله ذكروا تاريخ يوم استشهاده
مع العلم انهم لم يتاكدوا من استشهاده الا عندما وقع الشريط في ايديهم بعد ثلاثه
اسابيع تقريبا كما سنذكر انشاء الله تعالى .
وهذا الامر يدل على انهم كانوا يريدون القبض على (خطاب)عندما يكون عاجزا عن الحركه من
اثر السم وذلك بعد ان عجزوا ولم يستطيعوا القبض عليه او قتله وهو بصحته فكم
من المرات حاصروه بالاف الجنود وفق معلومات اكيده بمكان تواجده ولكن الله عز وجل يخرجه
من بين ايديهم في كل مره سالما غانما فله الحمد والشكر , ولكن لكل اجل
كتاب .
وبعد انتهاء التفتيش في تلك المنطقه اتصل بي احد الاخوه وقال لي (خطاب) يقول لك
تعال باسرع وقت هو يحتاجك ضروري جدا ومباشره تحركت ووصلت الى المنطقه التي تركته بها
من قبل ، واذا بي افاجئ بخبر كالصاعقه نزل علي ولم اصدق ابدا ووالله لااستطيع
ان اصف شعوري في تلك اللحظات العصيبه ووالله ما اتذكر انني سمعت خبرا في حياتي
اشد عليه من هذا الخبر ……
وفي هذا اليوم اعلن الروس مقتل (خطاب) وذلك قبل ان اعرف الخبر بساعه واحده فقط
وعندما تقابلت مع الاخوه واخبروني القصه بالتفصيل وشاهدت الفلم واخذت بقيه الرسائل . وكان من
بين الرسائل رساله من الشخصين المتهمين فيها عنوان لهما ورقم تلفون وهذه اول مره يفعلان
هكذا ! !
ومباشره اعلنت عدم صحه خبر استشهاد (خطاب) وذكرت للاخوه في المخابره ان هذا الامر اشاعات
مثل العاده وطلبت منهم ان يخبروا الاخوه الذين في البلد المجاور الذين ارسلوا الرسائل ان
(خطاب) يقول لهم ان الرسائل التي ارسلت مؤخرا لم تصل اليه لان الاخوه الذين كانت
معهم الرسائل وقعوا في كمين وفقدوا الرسائل فاذا كان في الرسائل شيئ مهم فارسلوا غيرها
, وكنت على يقين ان العدو يسمعني وهذا الذي كنت اريد وتوقف العدو بعد ذلك
عن الحديث عن مقتل (خطاب) وظنوا ان الرسائل فعلا لم تصل اليه ولكن عندهم شك
كبير وذلك بسبب ان الاخوه تكلموا بالمخابره وطلبوا دواء للتسمم كما ذكرنا من قبل.
وكنت اسعى من وراء هذا العمل ان اطمئن المتهمين ليحضرا ونحن ارسلنا لهما خبر بان
(خطاب) يطلبهما لعمل مهم ولكنهما كانا مختفيين وطلب مني الاخوه ان ارسل اشخاص الى العنوان
الذي كتباه او نتصل على ذلك التلفون ولكني رفضت ذلك لاني كنت مدرك انهما كتبا
العنوان ورقم التلفون من اجل ان يتاكدا ان الرساله قد وصلت الى خطاب والامن اين
لنا بالعنوان ورقم التلفون وكانت هذه حيله من الاستخبارات ولكنها ولله الحمد لم تنطلي علينا
..
وبعد ايام قليله ظهر هذان الشخصان من جديد في البلد المجاور ولكنهما خائفان من المجيئ
الينا فالشك لايزال يساورهما وقالا للمرسول اذا كان (خطاب) فعلا يريدنا فليكتب لنا رساله يطلب
منا فيها المجيئ وهذا الامر ليس من عادتهما ابدا , فارسلت عن طريقهما رسائل كان
خطاب رحمه الله قد كتبها قبل استشهاده بايام وارسلت مع هذه الرساله خبر باسم (خطاب)
انكما اذا لم تاتيا بسرعه فسوف اقطع التعامل معكما وبعد وصول هذا الخبر لهما وعدا
بالمجيئ خلال اسبوع وفي هذا الوقت امرت الاخوه بان يواصلوا كتمان الخبر وان يدفنا الشريط
والرساله حتى ياتي المتهمان ونقبض عليهما فالخطه تسير كما نريد ..
وتحركت الى منطقه ثانيه لارتب فيها بعض الامور حتى يحضر هذان الشخصان ولكن امير الحرس
غفر الله لنا وله اجتهد واخذ الشريط والرساله وبقيه اغراض (خطاب) وذهب بها الى قريه
مجاوره لايوجد فيها تفتيشات كثيره والمتهمان وعدا بالمجيئ اليها وفي الطريق وقع في كمين وقتل
رحمه الله واخذ الشريط والرساله وبقيه الاغراض ولا حول ولا قوه الا بالله وهكذا تاكد
اعداء الله من مقتل (خطاب) رحمه الله ولم ياتي المتهمان وعرفا ماذا ننوي ولكن احدهما
قتله الابطال في تلك البلاد البعيده واما الاخر فالى الان لم نجده ومطاردته مستمره وسوف
يلحق باخيه هو وبوتن باذن الله تعالى ولوبعد حين .
هذه قصه استشهاد القائد البطل المغوار (خطاب) رحمه الله تعالى وتقبله في عداد الشهداء ربما
يسال سائل لماذا (خطاب) لم يقتنع بكلام المجاهدين من حوله ويبتعد عن هذين الشخصين فاقول
هناك سببين رايسيين :
اولهما: انه كان رحمه الله حريصا على متابعه الامور بنفسه بحكم الامانه الملقاه على عاتقه
وحقيقه انا اشعر الان بهذا الشعور الذي لم اكن اشعر به من قبل فاذا كان
المسؤول لايتابع الامور بنفسه رغم الاخطار فان العمل لايسير على الوجه المطلوب ..
والامر الثاني: ان احد هذين الشخصين كان مجاهدا معنا في الحرب الاولى وكان (خطاب) رحمه
الله يقول للاخوه هذا الامر والاخوه يقولون له ان قديروف وسلم وغيرهما كانوا من المجاهدين
في الحرب الماضيه ولكن اذا جاء القدر لم ينجي الحذرولكل اجل كتاب .
وربما يسال سائل اخر لماذا تاخرت كتابه القصه الى الان فاقول والله لم اكن اعلم
ان قصه استشهاد اخونا رحمه الله غير واضحه الا عندما قرات كتيب عنه رحمه الله
ولاحظت ان قصه استشهاده غير دقيقه بل في احدى الروايات اتهام لحرسه بالخيانه وهذا مالم
يكن ابدا فشهاده لله انهم من خيره المجاهدين ولم يبقى منهم الا اثنين والبقيه لحقوا
باميرهم.
نسال الله ان يجمعنا واياهم في جنته ودار كرامته , فرايت من واجبي ان اجلي
الامر وليستفيد المسلمون من هذه القصة
هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد .
كتبه: ابو الوليد عبد العزيز الغامدي
صفر1424ه
الشيشان
رحم الله خطاب حبيب القلوب