قصه عشق قصه قديمة
من قصص العشق القديم
زعموا ان المرقش عشق اسماء بنت عوف وهو غلام فخطبها من ابيها فاعتذر له بحداثة
سنه وانه لم يعرف بعد بشجاعه , فانطلق المرقش الى احد الملوك وبقى عنده زمنا
ثم اصاب
عوف قحط شديد فاتاه رجل من قبيله مراد فارغبه فى المال فزوجه ابنته على مائه
من الابل
ورحل بها الى اهله وقال اخوه المرقش لاتخبروه بما حدث اذا عاد قولوا له انها
ماتت , وذبحوا
لذالك كبشا , اكلوا لحمه ودفنوا عظامه , ولما قدم المرقش قالوا له انها ماتت
, ولم يلبث ان عرف
الحقيقه بعد ان ظل مده يعود قبر الكبش ويزوره وخرج المرقش يطلب اسماء , وبعد
لاى تعرف
على راعى زوجها وتوسل اليه ان يحدثها عنه فقال له : انى لااستطيع ان ادنوا
منها ولكن تاتينى
جاريتها كل ليله فاحلب لها عنزا فتاتيها بلبنها , فقال له مرقش : خذ خاتمى
هذا فاذا حلبت فالقه
فى اللبن فانها ستعرفه وانك مصيب بذالك خيرا لم يصبه راع قط , فاخذ الراعى
الخاتم ولما
حلب العنزه طرحه فى اللبن , ثم انطلقت به الجاريه وتركته بين يدى اسماء ,
فلما سكنت الرغوة
اخذته فشربته , فقرع الخاتم ثنيتها , فاخذته واستضاءت بالنار فعرفته فقالت للجاريه : ماهذا
الخاتم ؟ فقالت : مالى به علم ! فارسلتها الى مولاها وهو بنجران فاقبل فزعا
فقال لها : لم دعوتنى ؟
قالت له : ادع عبدك راعى غنمك 0 فدعاه فقالت : سله اين وجد هذا
الخاتم ؟ قال : وجدته مع
رجل فى كهف خبان وقال اطرحه فى اللبن الذى تشربه اسماء فانك مصيب به خيرا
وما اخبرنى
من هو ولقد تركته باخر رمق , فقال لها زوجها : وما هذا الخاتم ؟
قالت : خاتم مرقش فاعجل
الساعه فى طلبه , فركب فرسه , وحملها على فرس اخر , وسارا حتى طرقاه
من ليلتها ,
فاحتملاه الى اهلهما فمات عند اسماء وهو يقول :
سرى ليلا خيال من سليمى فارقنى واصحابى هجود
فبت ادبر امرى كل حال واذكر اهلها وهم بعيد
سكن ببلده وسكنت اخرى وقطعت المواثق والعهود
فما بال افى ويخان عهدى وما بالى اصاد ولا اصيد
من كتاب دراسات ادبيه للكاتب الكبير الدكتور / محمد زكريا عنانى