عندما ينحني الكبرياء احتراما للحب
وقفت اريا مدهوشه تتطلع ببلاهه الى القصر الكبير الفخم من التصميم العصري والحديقه الغناء التي
تحيط به بعنايه فائقه وكل شيء فيها مثالي من الزاويه الشرقيه الى الغربيه …حتى الهواء
ينطق بها جمالا عندما عندما هب وحرك اشجارها بتفاخر …جالت بعينيها حول المكان تشبع ناظرها
بهذا الجمال وتبين لها وكانها دخلت الى مقطع من احدى روايايتها الادبيه ثم اغمضت عينيها
وراحت تتخيل نفسها اميره ارستقراطيه تدخل القصر بكبرياء على بساط احمر …لكن صوتا هادئا ايقظها
من احلامها يقول “انت هنا …كنت في انتظارك ”
فتحت عينيها مرتبكه وكادت ان توق حقيبه يدها لترى السيده سيمون صاحبه الشعر الاسود القصير
والعيون العسليه بعمر 44تنظر الها مبتسمه فسارعت في القول مبادره “اسفه لقد تاخرت …كنت …”
دعتها سيمون للدخول قائله “لا باس تفضلي ”
ابتسمت لها وتقدمت خلفها تمشي باستحياء على الارضيه الماعه وعيناها الفضوليتان تلوحان في المكان تحاول
الاستكشاف حتى غنها سرحت بخيالها كعادتها الا ان صوت سيمون غلبها عندما قالت ” اعلم
انك توقعت وظيفه تناسب مبتغاك ولكن ما اعرضه عليك ايضا ليس باقل شانا …لقد عاد
من السفر مؤخرا ويرغب في من تجعله يرتاح اثناء العمل ”
هزت راسها بحماس وهي تقول “نعم اظنني ساتولى هذا الامر جيدا ”
توقفت سيمون فجاه امام باب اسود وقالت وهي تلتفت اليها مبتسمه “كلمه اظن ليست الجواب
الصحيح …تفضلي وستعرفين ما اقصده ”
وغمزت لها بعينها اليمنى بعدها وضعت كفها على كتف اريا وقالت “بالتوفيق”
وغادرت تاركه اريا في حيره من امرها …حركتها تلك وجملتها الاخيره ادخلتا التوتر في نفس
اريا وجعلتها تفكر في ان هذا الذي سوف تقابله وحش كاسر وانه سيلتهمها من اول
فرصه …ابتلعت ريقها بصعوبه وامتدت يدها للباب …لم تدري لما صار قلبها يخفق بسرعه وكادت
ان تطرقه لكنها سحبت يدها فورا الى صدرها واخذت نفسا عميقا وزفرته قائله “يا الهي
انا متوتره …هل هو مخيف حقا”؟
في موقفها ذاك سمعت ضحكه قريبه وتليها خطوات تقترب منها لتتفت فورا وما كانت الى
سيمون التي استقرت امامها وقالت “هل فعلا صدقت ما قلته ..انه ليس مخيفا لهذه الدرجه
“.
توردت وجنتا اريا وشعرت بالحرج من نفسها فابتسمت وقالت مازحة” انطلت علي الحيله ..فعلا شعرت
بالخوف لوهله ”
عاودت سيمون الضحك ثم فتحت الباب ودخلت تقول “اعلم عزيزتي ولست اكذب …اقول هذا عن
تجربه “”
ووجهت كلامها لذلك في الداخل “لقد حضرت ضيفتنا …كن رؤوفا بها اتفقنا ”
وخرجت لتعود الى اريا التي قالت فورا “هل ادخل ‘؟”
سلمتها سيمون نظره هادئه وقالت “نعم وهنا تنتهي مهمتي …اراك قريبا اريا”
اريا “الى اللقاء …وشكرا لك ”
وراقبتها تغادر بعدها التفتت الى الباب الموارب امامها ومره ثانيه تملكها الارتباك والخوف مما ستواجهه
في الداخل ..تشجعت ودخلت ..اصابتها الدهشه مما تراه عيناها الخضراوتيتن بحيث لم تتوقع ان يكون
هذا الذي جعلها تخاف شابا وسيما زادته جلسته خلف مكتبه وقدمه على الاخرى رونقا ساحرا
تظهر وبشكل لافت شخصيته القويه المهيبه ومع الملامح التي ترتسم بعنايه على وجهه من جديه
وحزم …وو…ووووو…وشعره لسود الناعم النافر على جبينه باثاره …نظرت اليه لفتره حتى تتمكن من وصف
هذا الامير المتجسد عل ارض لواقع وبالكاد نطقت حتى تلفت نظره” ص..صباح الخير سيد دارك
”
ازاح نظره عما كان يراقبه من النافذه بهدوء ونظر اليها بعيون حاده جعلتتها تدرك خطوره
هذا الرجل فرتبكت وتراجعت خطوره …كما لم تتمكن من مجاراه تلك النظره فهربت بنظراتها حول
المكتب شاعره بانها ستنفجر من كثره الضغط عليها وسمعته يقول ببرود غريب “تاخرت ربع ساعه
كامله …هل لانك كنت تتانقين؟”
نظرت اليه مندهشه من تحليله وسارت تقول باستنكار ” كلا لقد تاخرت بسبب الزحام لا
غير …”
دارك” عذر اقبح من ذنب ..في المره القادمه اذا ما تاخرت لا تفكري في العوده
الى هنا ”
شعرت اريا بالاحباط لان هذا هو الانطباع الذي حمله عنها سيء للغايه …لم يكن من
عادتها الاتخر ولكنها فعلا تاخرت بسبب الزحام …ضغطت على حقيبه يدها بكفيها وقالت باستسلام امام
تصريحه “حسنا ”
راى ضعفا واضحا في عينيها البريئتين فاكمل يقو لوهو ينهض من مكانه” لا ارى انك
مؤهله لهذا العمل ولكن لا وقت لدي للاختيار ”
ثم وضع كفه في جيب بنطاله واستند على مكتبه يكمل كلامه قائلا ‘”لذا اختصري مقدرتك
في جمله بسيطة”
اراحت نفسيتها بشهيق عميق وقالت “لدي شهاده جامعيه في الهندسه كما اني اجيد الاعمال المنزليه
”
حدق فيها لفتره من شعرها الاسود الناعم الى حذائها الذي تلبسه وكانت افكار تتجول في
راسه بينما اريا احمر وجهها من تطلعاته اليها ورددت في نفسها كم انه وقح ولكن
رغم ذلك وسيم للغايه لانها اعتقدت انها ستلتقي برجل عجوز متعجرف لا يجيد سوى الصراخ
من خلف نفوذه لكن طريقه كلام دارك اسوا …تنهد هذا الاخير باستسلام وانحنى بطريقه مثيره
ليسحب ظرفا اصفر اللون من درج المكتب ثم استقام وسلمها اياه يقول “هذا الظرف يحوي
مفتاح البيت الذي سنقصده ورقم المبلغ الذي ستتقاضينه في كل شهر لمده 4اشهر ..وعقد العمل
الذي يجب توقيعه ”
استلمت الظرف وبقيت تستمه باهتمام الى ما يقوله ..”موعد السفر غدا والشروط نناقشها لاحقا ”
بعدما انتهى هاد ليجلس خلف مكتبه ليكمل عمله قبل ان تقطعه بمجيئها والتي بقيت واقفه
كالبلهاء تماما لمده وجيزه تنتظر سؤاله لكنها لم تتجرا ففاجاها بان رفع راسه اليها هقال
بلهجته البارده تلك “الا يعجبك كلامي؟”
ارتبكت من تبك النظرات الجافيه وقالت بسرعه “لا لا ..انا موافقه تماما ..لكن متى موعد
الرحله ؟”
شبك اصابع يديه امامه وقال باستهزاء “هل فعلا اعتقدت انك ذاهبه في رحله …انا لا
اعلم متى الموعد لكن حاولي ان لا تتاخري ….ثانيه ”
قالها بحزم واضح وانشغل ثانيه بعملع بينما اريا حملت نفسها وخرجت بسرعه قبل ان يجرحها
بكلمه اخرى …ياله من فظ ..الا يعرف اصول اللباقه والتهذيب ..الا يجيد اساليب الحديث ..مغرووورر..هذا
ما فكرت فيه وهي تضع يدها على صدرها حتى تمنع قلبها من ان يخترقه ويخرج
وكم كانت ساقاها ترتجفان عندما فاجاتها سيمةن مره ثانيه تقول بدهشه “يا الهي كم يبدو
وجهك شاحبا ..مالذي قاله هذه المره حتى تخرجي بهذا الحال ”
نظرت اليها اريا وقد استعادت لونها العادي وقالت” عذرا على صراحتي ولكنه مغرور بعض الشيء
…سيده سيمون هل هو هكذا دائما ؟”
ضحكت سيمون طويلا قل ان تجيب “كلمه مغرور لا تعطيه حقه من الوصف ..انه متعجرف
..متكبر مغرور بارد القلب و الاعصاب ..كل الصفات السيئه تناسبه …اذا ماذا رايت من كل
هذه الصفات؟”
حكت اريا راسها وقالت متذكره نظرته الغامضه تلك” تقريبا كل الصفات ”
امسكت سيمون بكفها وقالت “لا عليك انه ليس سيئا لهذا الحد والايام ستثبت ذلك …و
الان تعاي معي ادعوك لشرب القهوه معي ”
رحبت اريا بالفكره وابتسمت برضا “جسنا …جيد لي ايضا”
ومشتا معا جنبا الى جنب الى غرفه المعيشه وكم بدت تحفه في نظر اريا بان
كل شيء فيها كان متناسقا.الالوان..الاثاث ..الستائر وحتى الجدران ..ثم جلستا على الاريكه تحتسيا القهوه معا
وتتحدثان في امور تخص العمل وبعدما انتهتا غادرت اريا من القصر مرتاحه النفس لانها قبلت
في عملها ومودعه سيمون الى منزلها مباشره .
دخلت اريا في سكينة…خلعت حذاءها ولبست الخفين ثم توجهت الى والدتها التي التفتت اليها وقالت
” عدت مبكرا اريا ماالسبب؟”
ردت اريا بتردد وهي تدلف الى الداخل “لقد اعطاني السيد جيم اجازه لهذا اليوم حتى
ارتب ذبعض الامور ..تقضي بالسفؤ في رحله عمل ”
جلست قبالتها لتسال والدتها قائله “رحله عمل ..الى اين ؟”
حدقت اريا فيها ولم تكن راضيه بالكذب عليها لكم مامن حل اخر سوى الادعاء فقالت
متنهده “نعم ..رحله عمل الى خراج المدينةلمده 4اشهر ”
دهشت والدتها وصاحت قائله “ماذا 4 اشهر كامله ..لكن ماذا عنا وماذا عن شقيقك كريس
؟”
بدا عليها الاحباط ليس فقط لانها تكذب على امها بل لانها ستغيب فتره طويله على
اخيها المريض طريح الفراش فقالت “ليس لدي خيار امي والا ساخسر وظيفتي عندها سنقطع رزقي
”
استغربت ويلما (امها)وقالت “ستسافرين وحدك اريا ؟”
اريا “لا مع زميله لي في العمل …ثم لاتقلقي ..سلاقي لك بعض المال للمصروف المنزلي
…وسارسل لك كل شهر مبلفا محددا للايجار ومصروف كريس ايضا”
وضعت ويلما ما كانت تقشره امامها وقالت بضيق “لست مرتاحه لهذا السفر المفاجئ بنيتي ولكن
ماباليد حيله …افكر في كريس وفي احتمال حدوث طارئ في غيابك ”
دنت اريا من ويلما وامسكت بكفيها وقالت “اسفه امي اني ابذل ما بوسعي حت لا
تحتاجين اي شيء ولكن هذا العمل مهم جدا واذا خسرته سنظل اشهر دون طعام او
ماوى”
سلمتها امها ابتسامه حانيه حزينه على حال ابنتها والتي لم يتقدم لخطبتها احد بعد رغم
جمالها الملحوظ ..ومعاناتها الدائمه بين العمل والمشفى والمنزل ثم قبلت كلا من كفيها الصغيرتين وقالت
“اقدر ما تفعلينه من اجلنا ولكن اصبري سياتي الفرج يوما ما ”
انحنت اريا وطبعت قبله هلى جبين ويلما تقول “شكرا امي ..وال ان ساصعد لغرفتي حتى
اجهز اغراضي ”
لم تكن ويلما ساره بهذا الخبر فبعد وفاه زوجها تعبت لان تكسب المال وتدرس اريا
والت ياستلنت الدور كرجل البيت منذ انا صارت موظفه في شركه جيم مونرو للهندسه المعماريه
..ولكن لسوء حظ هذه الفتاه فهذا الاخير طردها لانها رفضت ان تدوس على كرامتها وتكون
عشيقته …تلك الحقيقه التي تؤلم اريا وكثيرا وتسبب لها التعاسه فقد اهانها في كل الشركات
الت يلم تقصر معها ورفضت توظيفها رغم خبرتها العاليه عدا دارك وولكاس …بعد هذا لاتفكير
رمت بجسدها على السرير لترتاح قليلا من هذه الهموم لكن صوره نظراته تسللت فجاه وافسدت
جوها الساكن فانتصبت بسرعه وقالت بانزعاج “من يحسب نفسه ذاك الدارك ..ما خطب شكلي حتى
يحرجني بتلك الطريقه …لو لم اكن بحاجه الى العمل لرفت فورا وصرخت في وحهه انه
مجرد احمق ”
ولكنها رغم ذلك لبتسمت بحنيه منجرفه خلف عواطفها وقالت” لكنه وسيم جذااب ”
وحاولت تشتيت تفكيرها به بان غيرت ثيابها وارتدت قميضا صوفيا مع بنطال قصسذير واتجهت الى
ثاني غرفه تجاور غرفتها …دفعت الباب وهي تدخل قائله بحب “من الوسيم الذي يحتل هذه
الغرفه وينتظر عوده اخته بفارغ الصبر ”
ابتسم كريس صاحب العيون الخضراء الواسعه والذي قال وهو مستلقي على سريره “اظنه شخص يدعى
كريس الاصلع ”
اقتربت من السرير وهي تقول باعتراض” مالداعي لهذا الكلام عزيزي ..لم يسقط شعرك بالكامل ..لا
تزال بعض الشعيرات التي تنوي ان تهجر سريعا ”
ضحك عميقا لعىنكتتها وقال بمرح “ماذا احضرت لي اختي ؟”
قطبت حاجبيها وقال وهي تجلس “لم احظر شيئا ولكن اعدك عندما اعود ان احضر لك
هديه مميزه ”
رفه اصبعه الخنصر وقال بحماس” هل هذا وعد؟”
شبكت اصبعها الخنصر باصبعه وقالت ضاحكه “نعم الم اقل لك باني اعدك والان ايها الوسيم
اخبرني هل تناولت دواءك ؟”
هز راسه بقوه وقال “نعم اعطتني اياه امي قبل ان تعودي من العمل ..لكنه مر
ولا احبه ”
وظل يحكي بطريقته الطفوليه الجميله ويشعر اريا بالياس اكثر والحزن العميق اللذان يجهدانها اكثر مما
تتحمل …ما ذنب فتى في العاشره من عمره حتى يعاني من مرض السرطان الرهيب …الذي
قضى على جسذه وجعله طريح فراشه لا يستمتع بطفولته كباقي اقرانه …فما اقسى هذا القدر
وسط عائله ميسوره الحال ..لكن ىريا قويه وتستطيع مجابهه الصعاب ..افاقت من شروذها عندا صاح
كريس قائلا “هل تسمعين اريا ؟”
نظرت اليه بحب وقالت وهي تنهض “لا حقا عزيزي سنكمل بعد العشاء وو….”
قطع جملتها صوت صوت والدتها يصدر من الاسفل تقول “اريا تعالي عل الفور ”
صاحت ترد عليها “انا قادمه امي ”
وقبلته ثم خرجت بسرعه تقصد امه المناديه وكلها نشاط وحيويه …(طبعا تدعي )