علامات انقطاع دم الحيض
عرف سن انقطاع الحيض (سن الياس) Menopause، بانه الانقطاع الدائم للحيض ونهايه الخصوبه والانجاب، نتيجه
توقف تطور الجريبات Follicle في المبيضين. ويقال بان المراه قد وصلت هذا السن بعد غياب
12 دوره شهريه متتاليه (او بعد مرور 12 شهرا من الدوره الشهريه الاخيرة).
ان انقطاع الحيض الدائم والطبيعي (غير الناتج عن امراض) هو عباره عن عمليه بيولوجيه طبيعية،
تحدث للنساء ما بين سن 45 الى 55 عاما وقد سجلت حالات وصلت فيها المراه
سن انقطاع الحيض في عمر مبكره (35 عاما)، او متاخره (60 عاما). يذكر ان نتائج
دراسه صدرت العام الماضي بينت ان 2 بالمئه من النساء يصلن سن انقطاع الحيض في
سن الاربعين. وقد تؤدي الاعراض النفسيه والعضويه التي ترافق سن انقطاع الحيض الى اضطراب النوم
وضعف حيويه ونشاط المراة، والحزن والفقدان.
واريد ان انوه هنا، الى ان وصول المراه الى سن انقطاع الحيض لا يعني بدايه
النهاية، فما زال هنالك سنوات طويله عليها ان تتكيف معها. كذلك فان الوصول الى هذا
السن لا يضع حدا لانوثه المراه ولنشاطها الجنسي، وعلى النقيض، فان العديد من النساء يرحبن
بانقطاع الحيض الذي يحررهن من عناء الحيض نفسه من جهة، ومن الانجاب من جهه اخرى.
اسباب انقطاع الحيض الدائم
هنالك عده اسباب تؤدي الى انقطاع الحيض الدائم، وهي:
انخفاض مستوى الهرمونات الانثوية: عندما تصل المراه نهايه الثلاثينيات من عمرها، ينخفض انتاج المبيضين للهرمونات
التناسلية: الاستروجين Estrogen والبروجسترون Progesterone.
ومن المعروف ان هذه الهرمونات تنظم الدوره الشهرية. وفي نهايه الثلاثينيات يبدا انتاج البويضات بالانخفاض
تدريجيا. كذلك فان افراز هرمون البروجسترون بعد الاباضه ينخفض. ومن المعروف ان هذا الهرمون يجهز
جسم المراه للحمل. لذلك نرى ان خصوبه المراه بدات بالانخفاض بسبب هذه التغييرات والتاثيرات الهرمونية.
وخلال المرحله الانتقالية، والتي تسمى “المرحله ما قبل انقطاع الحيض” Perimenopause (سياتي شرحها لاحقا) يلاحظ
بانه اضافه الى انخفاض هرمون الاستروجين، ارتفاع مستوى هرمون حاث الجريبات (Follicle Stimulating Hormone (FSH
وهرمون اللوتنه (Luteinizing Hormone (LH والتي تفرز من قبل الفص الامامي للغده النخاميه (Pituitary Gland).
وهذه التغيرات الهرمونيه تصبح اكثر حده في الاربعينيات، وقد تصبح الدوره الشهريه اطول او اقصر
عن المعتاد، غزيره او شحيحة، الى ان يقف المبيضين عن انتاج البويضات، وبالتالي تلاشي وغياب
الدوره الشهرية.
استئصال الرحم: استئصال الرحم لوحده (دون استئصال المبيضين)، لا يؤدي الى وصول المراه سن الياس
(سن الامان). فمع ان الحيض يتوقف الا ان المبيضين يواصلان انتاج البويضات وهرموني الاستروجين والبروجسترون.
اما في حال استئصال الرحم والمبيضين معا، فان ذلك يؤدي الى وصول المراه الى سن
الياس دون مرورها بالمرحله الانتقالية، وهذا يؤدي الى العلامات والاعراض المميزه لسن الامان.
قصور المبيضين الاولي: نحو واحد بالمئه من النساء يصلن الى انقطاع الحيض الدائم قبل سن
40 عاما. وقد يكون سبب ذلك فشل (قصور) المبيضين الاولي Primary Ovarian Insufficiency والذي يتمثل
بعدم مقدره المبيضين على انتاج المستوى الطبيعي للهرمونات الانثوية. ومع ان السبب لهذا الفشل ما
زال غير معروفا حتى يومنا هذا، غير انه يعتقد ان للعامل الجيني (المورثات) وللامراض ذاتيه
المناعه Autoimmune دورا في ذلك.
المعالجه الكيميائيه والاشعاعية: يصاب العديد من النساء اللواتي يتلقين العلاج للسرطان بالمواد الكيميائيه او بالاشعه
بالاعراض الكلاسيكيه لسن انقطاع الحيض خلال فتره العلاج، او حتى بعد سته اشهر من انتهاء
هذا العلاج.
الصوره السريرية
من الناحيه العمليه لا تصل المراه الى سن انقطاع الحيض الا بعد سنه من غياب
الحيض الاخير، وعاده يكون معدل ذلك في سن 51 عاما من عمرها.
غير ان علامات واعراض سن انقطاع الحيض غالبا ما تظهر قبل ذلك بكثير، لذلك قسم
العلماء سن انقطاع الحيض الى مرحلتين، هما: “المرحله قبل سن انقطاع الحيض” Perimenopause و “المرحله
بعد انقطاع الحيض” Postmenopause.
مرحله ما قبل انقطاع الحيض
هذه هي المرحله الانتقاليه للوصول الى سن انقطاع الحيض، وتحديدا الى الحيض الاخير في حياه
المراة. وعاده تبدا هذه المرحله بفتره زمنيه تتراوح من سنتين الى خمس سنوات قبل الوصول
لسن انقطاع الحيض (متوسط العمر 47,5 سنة). وهي عباره عن جزء من عمليه التقدم في
السن الطبيعيه والداله على نهايه سن الخصوبه والانجاب.
وفي هذه المرحله يصبح الحيض غير منتظم بسبب ارتفاع وانخفاض الهرمونات الانثويه (التناسلية). فيلاحظ مخبريا
ابتداء انخفاض مستوى هرمون الاستروجين وارتفاع مستوى هرموني FSH و LH. فنرى ان المراه بدات
تعاني من اعراض سن انقطاع الحيض مبكرا (مع ان الحيض ما زال يحدث عندها). فتبدا
بالمعاناه من توهجات ساخنه Hot Flashes وارق وصعوبه الخصوبه (الانجاب).
اذا استطيع القول انه في سن الاربعينيات قد تبدا المراه بملاحظه علامات واعراض سن انقطاع
الحيض الوشيك. وقد سجلت حالات لاحظت فيها النساء هذه التغييرات في منتصف الثلاثينيات من اعمارهن.
ومن اهم الاعراض والعلامات لهذه المرحلة، هي: عدم انتظام الدوره الشهرية، انخفاض الخصوبة، جفاف المهبل،
توهجات ساخنة، اضطراب النوم، تقلبات المزاج، صداع ودوار والم في المفاصل ومنطقه الظهر السفلي، وقد
تعاني المراه من تورم الكاحل (القدم)، نقص كثافه شعر فروه الراس، جفاف الجلد وهزل الثديين.
التغيرات المزاجيه (النفسية): يعاني البعض من النساء من تقلبات في المزاج Mood تتراوح بين القلق
والاكتئاب والفزع و الوسواس القهري والاضطراب ثنائي القطب Bipolar Disorder. وفي حالات نادره جدا قد
تصاب المراه بالفصام Schizophrenia.
الاكتئاب: مع ان معظم النساء ينتقلن الى سن انقطاع الحيض دون المعاناه من مشاكل نفسية،
الا انه يقدر بان نحو 21 بالمئه منهن يصبن بالاكتئاب. وقد اشارت الدراسات العديده الى
زياده نسبه امكانيه الاصابه بالاكتئاب في المرحله ما قبل سن انقطاع الحيض، مقارنه مع الفتره
ما بعد سن انقطاع الحيض (حيث تقل امكانيه الاصابه بالاكتئاب).
وقد اشارت الدراسات الى ان النساء اللواتي عانين في حياتهن قبل الفتره ما قبل سن
انقطاع الحيض من الاكتئاب، يكن اكثر عرضه للاصابه بالاكتئاب في فتره ما قبل انقطاع الحيض
مقارنه مع النساء اللواتي لا يوجد لهن ماض حافل بالمشاكل النفسية.
ويعود سبب اصابه بعض النساء بالاكتئاب خلال هذه الفتره الى هبوط نسبه هرمون الاستروجين في
اجسامهن. اذ من المعروف ان هذا الهرمون يزيد من فعاليه مادتي السيروتونين Serotonin والنورادرينالين Noradrenalin،
ونقصه يؤدي الى هبوط فعاليه هاتين المادتين، وبالتالي حدوث الاكتئاب (اذ من المعروف ان احد
اسباب الاكتئاب بشكل عام هو عوز السروتونين والنورادرينالين). وقد لا يكون الاكتئاب متعلقا بالتغييرات الهرمونيه
التي تمر بها المراه في هذا السن، بل قد يكون سببه التغييرات الاجتماعيه التي تحدث
في هذا السن، مثل: ضغوطات العمل، او الاعتناء بالاشخاص من كبار السن، مثل الوالدين او
احدهما، زواج الاولاد وخروجهم من البيت، وبقاء المراه مع زوجها (او لوحدها) في بيت خال،
وهذا يؤدي الى الشعور بالوحدة.
ومن اهم اعراض وعلامات الاكتئاب: مزاج متدني وعدم التمتع والاهتمام بملذات الحياه اليومية، وفقدان او
زياده الشهيه للاكل، نقصان او زياده وزن الجسم، ارق او فرط النوم، الشعور بالذنب وملامه
الذات، شعور المراه بان لا قيمه لها، ارهاق وتعب، بطء في التفكير وعدم التركيز وتردد
في اتخاذ القرارات، التفكير في الموت او الانتحار هياج او خمول حركي ونفسي.
اضطراب النوم: يعاني من 41 الى 51 بالمئه من النساء خلال فتره ما قبل انقطاع
الحيض من الارق Insomnia. وقد يكون لذلك علاقه باضطراب المزاج مثل: القلق Anxiety والكرب Stress
والتوتر Tension والاكتئاب. او قد يكون سبب الارق معاناه المراه من التوهجات الساخنه والتعرق اثناء
النوم.
وقد اشارت الدراسات الى ان اضطراب النوم خلال فتره ما قبل انقطاع الحيض له علاقه
بنقص هرمون الاستروجين، اذ ان هذا الهرمون يحسن من نوعيه النوم. كذلك فان ارتفاع نسبه
هرمون LH يؤدي الى تدني نوعيه النوم من خلال اليه تنظيم الحراره في الجسم، وهذا
يؤدي الى ارتفاع درجه حراره الجسم الداخليه Core Body Temperature (التي تقاس عن طريق فتحه
الشرج فقط).
ومع التقدم في العمر ترتفع معدلات الاصابه بنوبات انقطاع النفس اثناء النوم Sleep Apnea. اذ
يرتفع معدل الاصابه بها من 6.5 بالمئه لدى النساء من الفئه العمريه 31 الى 39
سنه ليصل الى 16 بالمئه في سن 51 عاما. ومع ان اسباب ذلك غير معروفة،
غير ان بعض الدراسات تشير الى ان زياده وزن جسم المراه (البدانة) في مرحله ما
بعد سن انقطاع الحيض له علاقه مباشره بمعاناتها من انقطاع النفس اثناء النوم. كما ان
انخفاض مستوى هرمون البروجسترون يؤدي الى حدوث نوبات انقطاع النفس اثناء النوم، وذلك لان هذا
الهرمون يحث ويحفز عمليه التنفس. اضافه الى ما جاء سابقا، فان مستوى هرموني النمو والميلاتونين
Melatonin ينخفضان في سن ما بعد انقطاع الحيض، ولهذا الانخفاض تاثيره السلبي على عمليه النوم.
الوسواس القهري: قد تعاني المراه خلال سن انقطاع الحيض من الوسواس القهري. اما في حال
كونها تعاني اصلا منه فان اعراض الوسواس تزداد شده عن ما كانت عليه. وقد اشارت
الدراسات الى ان ذلك عائدا الى التغييرات الهرمونيه اثناء هذه الفترة.
نوبات الفزع: ان نوبات الفزع Panic Attacks شائعه جدا اثناء فتره ما قبل انقطاع الحيض.
وقد يكون الفزع ظاهره جديده تعاني منها المراة، او قد تزداد شده في حال كونها
موجوده قبل الوصول الى مرحله ما قبل انقطاع الحيض. ومن اهم اعراض الفزع: تسارع دقات
القلب، ضيق النفس، التعرق والدوار.
الاضطراب ثنائي القطب: يتميز الاضطراب ذو القطبين بفترات من الاكتئاب الذهاني Psychotic Depression يعقبها فترات
من الهوس Mania (مزاج من الفرح الشديد) وهكذا دواليك. وقد اشارت الدراسات الى انه خلال
فتره ما قبل انقطاع الحيض، تشتد وتكثر فترات الاكتئاب مقارنه مع فترات الهوس لدى النساء
المصابات اصلا بالاضطراب ذو القطبين.
2- عدم انتظام الدوره الشهرية: كلما اصبحت الاباضه Ovulation اكثر اضطرابا واكثر شذوذا، تصبح الفترات
بين الدوارت الشهريه اما اطول او اقصر. ويصبح الحيض اما شحيحا او غزيرا. وقد تتغيب
بعض الدورات (وقد سجلت حالات توقف فيها الحيض دون اعراض من دون سابق انذار).
3- التوهجات الساخنة: نحو 65 الى 75 بالمئه من النساء يعانين من التوهجات الساخنه خلال
فتره ما قبل انقطاع الحيض. وتتمثل الصوره السريريه لذلك باحمرار الوجه والصدر والشعور بالسخونه في
هاتين المنطقتين والتعرق (خاصه ليلا)، تسارع دقات القلب، ارهاق ودوار واحساس بالتنمل على الجلد.
وتتفاوت التوهجات في عدد مرات حدوثها خلال اليوم، اذ قد تعاني المراه من عده توهجات
يوميا، او من عدد قليل اسبوعيا. وقد يحدث التعرق خلال النهار والليل او في ساعات
النوم فقط، وبالتالي يبلل الفراش. وتدوم التوهجات من بضع دقائق الى نصف ساعه وتؤدي السخونه
والتعرق ليلا الى معاناه المراه من الارق. ويعزو العلماء حدوث اعراض التوهجات الساخنه الى توسع
الشرايين تحت الجلد Vasomotor Symptoms.
4- التغيرات في المهبل والمثانة: يؤدي هبوط مستوى الاستروجين الى فقدان المهبل لمرونته، كذلك فان
غشاؤه المخاطي يفقد ليونته وتزلقه ويصبح جافا نوعا ما، وهذا يجعل الجماع الجنسي مؤلك. كذلك
فان هبوط مستوى الاستروجين يجعل المراه عرضه للالتهابات المهبليه والبوليه كما ان فقدان الانسجه لتوترها
ومرونتها بصورةعامه يؤدي الى عدم التحكم في البول.
5- انخفاض الخصوبة: بما ان الاباضه تصبح غير منتظمه تقل امكانيه المراه على الحمل. ومع
ذلك فانه طالما الدوره الشهريه تحدث فان امكانيه الحمل تبقى قائمة.
6- الرغبه الجنسية: خلال فتره ما قبل سن انقطاع الحيض قد تقل الرغبه والاثاره الجنسيه
عند بعض النساء وقد يكون سببه انخفاض مستوى الهرمونات الانثوية. غير ان معظم النساء النشيطات
جنسيا قبل سن انقطاع الحيض يحافظن على هذا النشاط خلال هذه الفتره وحتى بعد سن
انقطاع الحيض.
7- فقدان كثافه العظام: مع انخفاض نسبه الاستروجين، تبدا كثافه العظام بالانخفاض، وترتفع امكانيه الاصابه
بهشاشه العظام Osteoporosis.
8- تغيير في مستوى الكولسترول: انخفاض مستوى الاستروجين قد يؤدي الى زياده نسبه الكولسترول السيء
LDL والذي يساهم في خطر الاصابه بامراض الشرايين والقلب. وفي نفس الوقت تنخفض نسبه الكولسترول
الجيد HDL مع التقدم في السن، وهذا ايضا يعرض المراه للاصابه بامراض الشرايين والقلب.
9- الصداع: قد يؤدي انخفاض مستوى هرمون الاستروجين الى معاناه المراه من الصداع. فقد اشارت
الدراسات الى انه في مرحله ما قبل انقطاع الحيض قد يصبح الصداع ظاهره اكثر واشد
حدوثا، وذلك لان مستوى هرمونات الانوثه يتذبذب ما بين الانخفاض والارتفاع بالتناوب، ما يؤدي الى
اصابه المراه بالصداع.
مرحله ما بعد انقطاع الحيض
في حال مرور 12 شهرا عن اخر دوره شهرية، نستطيع القول ان المراه قد وصلت
سن انقطاع الحيض ودخلت مرحله ما بعد انقطاع الحيض الدائم، حيث يقل انتاج المبيضين لهرمون
الاستروجين لدرجه ملحوظه جدا، بينما ينعدم انتاجهما لهرمون البروجسترون كليا، ويقف انتاجهما للبويضات.
المضاعفات
بعد انقطاع الحيض الدائم قد تنشا عده مضاعفات طبيه مزمنة، اهمها:
امراض الجهاز الدوري: يؤدي الانخفاض الملحوظ في مستوى هرمون الاستروجين الى خطر اصابه المراه بامراض
الجهاز الدوري (القلب والاوعيه الدموية). اذ تعتبر امراض القلب السبب الرئيسي لموت النساء (والرجال) في
سن الكبر. لذلك هنالك الكثير الذي تستطيع المراه فعله لتجنب الاصابه بامراض القلب، وهي: التوقف
عن تدخين التبغ، المحافظه على ضغط الدم الشرياني في حدود المستويات الطبيعية، ممارسه الرياضه البدنية،
والتقيد بحميه قليله الدهنيات المشبعه والاكثار من تناول الفواكه والخضروات والحنطه الكامله (الخبز الاسمر).
هشاشه العظام: خلال السنوات الاولى بعد انقطاع الجيض الدائم، قد تقل كثافه العظام بمعدل سريع،
وبذلك ترتفع امكانيه الاصابه بهشاشه العظام. مما يجعل العظام هشه وسريعه الانكسار. واكثر العظام تعرضا
للانكسار هي: عظام الورك Hip، والمعصم Wrist والعمود الفقري. لذلك على المراه ان تتناول كميه
كافيه من الكالسيوم وفيتامين “D” (1200 مليغرام من الكالسيوم و 800 وحده من فيتامين “D”
يوميا).
عدم التحكم بالبول: بعد سن انقطاع الحيض يفقد الرحم والاحليل Urethra مرونتهما، مما يؤدي الى
الحاجه الملحه والمفاجئه للتبول وبشكل متكرر. وقد يؤدي ذلك بالتالي الى عدم المقدره على السيطره
على البول. وقد يؤدي السعال والضحك او رفع اشياء ثقيله الى سيوله البول لااراديا.
البدانة: الكثير من النساء يزدن بالوزن اثناء فتره ما قبل الحيض وبعدها. لذلك يجب التحكم
بتناول الطعام واتباع حميه صحيه وممارسه الرياضه البدنية. وهنالك دلائل قويه على ان البدانه بعد
سن انقطاع الحيض تزيد من مخاطر الاصابه بسرطان الثدي.
النقرس: في اغلب الاحيان تصاب النساء بمرض النقرس Gout بعد سن انقطاع الحيض.
ومن المعروف ان الرجال يصابون بهذا المرض اكثر من النساء، وفي عمر اقل من النساء
(عاده ما بين 35 الى 45 سنة)، وذلك لان مستوى حامض اليورك Uric Acid عند
الرجال اعلى منه عند النساء في هذه السن. غير انه بعد سن انقطاع الحيض تتساوى
نسبه هذا الحامض عند الجنسين.
يذكر ان النقرس يحدث عندما ترتفع نسبه حامض اليورك في الدم، ما يؤدي الى تكوين
بلورات وتراكمها داخل المفاصل.
التشخيص
ان العلامات الكلاسيكيه لفتره ما قبل انقطاع الحيض (توهجات ساخنة، عدم انتظام الدورة، تقلب المزاج…)
كافيه للدلاله على ان المراه في المرحله الانتقاليه (مرحله التغيير) للوصلو الى سن انقطاع الحيض.
اما في حال عدم وضوح هذه العلامات، فمن الممكن التاكيد في ذلك بفحص مستوى الهرمونات
التاليه في الدم: هرموني FSH و LH فقد تكون مستوياتهم مرتفعه في هذا السن، وهرمون
الاستروجين (Estradiol) فقد يكون مستواه منخفضا عن المستوى الطبيعي.
وفي كثير من الاحيان يلجا الاطباء الى فحص مستوى الهرمون الحاث للغده الدرقيه TSH، اذ
ان قصور الغده الدرقيه Hypothyroidism شائع الانتشار بين النساء ويؤدي الى اعراض وعلامات مشابه لاعراض
وعلامات سن انقطاع الحيض.
العلاج
سن انقطاع الحيض بحد ذاته ليس بحاجه لعلاج، لانه كما ذكرنا سابقا، فانه عباره عن
عمليه بيولوجيه – فسيولوجيه طبيعية، غير ان العلاج يتمثل بالتخفيف من الاعراض والعلامات المزعجه للمراه
(التي ترافق هذا السن) الى حين تخطيها لهذه المرحله الانتقاليه واختفاء الاعراض تلقائيا لا محالة.
هذا وقد يتطلب الامر احيانا معالجه المضاعفات الصحيه التي قد تحدث بعد انقطاع الحيض وهبوط
هرمون الاستروجين.
ويقسم العلاج الى اسلوبين علاجيين، اولهما العلاج بالادويه وثانيهما تغيير نمط الحياة، اضافه الى منح
المراه الحب والحنان والدعم المعنوي.
العلاج بالادوية
العلاج الهرموني: حتى يومنا هذا يعتبر العلاج بالاستروجين العقار الامثل للسيطره على التوهجات الساخنه التي
ترافق سن انقطاع الحيض. وعاده يعطى الحد الادنى لهذا الهرمون.
العلاج بالادويه المضاده للاكتئاب: ان الادويه المضاده للاكتئاب فعاله في معالجه التوهجات الساخنه من جهه
والاكتئاب من جهه اخرى (21 بالمئه من النساء يصبن بالاكتئاب في سن انقطاع الحيض).
ومن المضادات المفضل استعمالها في هذا المجال: Venlafaxine واسمه التجاري Effexor وعقار Fluoxetine واسماؤه التجاريه
Prozac و Flutine و Prizma، كذلك من الممكن اعطاء عقار Paroxetine واسماؤه التجاريه Paxxet و
Seroxate..
العلاج بالادويه المضاده للصرع: عاده يستخدم عقار Gabapentin واسمه التجاري Neurontin لعلاج نوبات التشنجات الصرعيه
او للتخفيف من الالم المصاحب للحزام الناري، كذلك فانه يستخدم في علاج عده انواع من
الاوجاع.
وقد تبين انه فعال في التخفيف من اعراض التوهجات الساخنه وخاصه للنساء اللواتي يعانين من
اعراض التوهج ليلا.
الاستروجين المهبلي: للتغلب على جفاف المهبل من الممكن استخدام هرمون الاستروجين الموضعي، والذي يكون على
شكل تحاميل مهبلية، او مرهم او على شكل حلقه توضع في نهايه القناه المهبلية. ويقوم
الغشاء المخاطي للمهبل بامتصاص هذا الهرمون والذي يؤدي الى التخلص من الجفاف اضافه الى التخلص
من الازعاج وعدم الراحه اثناء الجماع الجنسي.
تغيير نمط الحياة
للقضاء على التوهجات الساخنه من الممكن تخفيف الثياب والملابس كذلك استخدام المروحه والمكيف الهوائي. استخدمي
لباس ليلي مصنوع من القطن وغطاء فراش مصنوع ايضا من القطن لكي يمتص العرق، وتناولي
المشروبات البارده واكثري من تناول السوائل، اذ انها تساعد في التخفيف من التوهجات الساخنة، ومن
جفاف الجلد والمهبل، والتخلص من الصداع. ويجب الابتعاد عن تناول الاطعمه كثيره التوابل والاذعه وعدم
تناول القهوه والشاي والمشروبات الروحيه (الكحول).
كذلك يجب عدم تدخين التبغ، اذ انه يزيد من حده التوهجات الساخنه ويعرض المراه للاصابه
بامراض القلب والاوعيه الدمويه وهشاشه العظام والسرطان.
ومن الممكن تعلم فن الاسترخاء Relaxation قبل الذهاب للنوم، اذ ان ذلك يساعد على التخلص
من الارق والتوهجات الساخنه والاكتئاب والقلق. ويجب تجنب المنبهات قبل النوم مثل: القهوه والشاي..
كذلك من الممكن استخدام المراهم المزلقه للتخفيف من جفاف المهبل، مثل الفازلين ومرهم k-y، اضافه
الى ممارسه التمارين الرياضيه لتقويه عضلات ارضيه حوض المراه للتغلب على ظاهره عدم التحكم بالبول.
واخيرا على الزوج والاهل دعم المراه المقبله على سن انقطاع الحيض وتفهم اسباب تقلبات المزاج
والاعراض الجسديه التي تمر بها،وذلك بمنحها الحب والحنان.