عقوبه ترك صلاه الوتر
صلاه الوتر سنه مؤكده عند جمهور العلماء ، ومن الفقهاء من اوجبها .
ويدل على عدم وجوبها : ما رواه البخاري (1891) ومسلم (11) عن طلحه بن عبيد
الله رضي الله عنه قال : جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم
، فقال : يا رسول الله ، اخبرني ماذا فرض الله علي من الصلاه ؟
فقال : ( الصلوات الخمس الا ان تطوع شيئا ) ولفظ مسلم : ( خمس
صلوات في اليوم والليله . فقال : هل علي غيرها ؟ قال : لا ،
الا ان تطوع ) .
قال النووي :
” فيه : ان صلاه الوتر ليست بواجبه ” انتهى .
وقال الحافظ في “الفتح” :
” فيه : انه لا يجب شيء من الصلوات في كل يوم وليله غير الخمس
, خلافا لمن اوجب الوتر او ركعتي الفجر ” انتهى .
ومع ذلك فهي اكد السنن ، فقد امر بها النبي صلى الله عليه وسلم في
غير ما حديث .
روى مسلم (754) عن ابي سعيد رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم
قال : ( اوتروا قبل ان تصبحوا ) .
وروى ابو داود (1416) عن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : ( يا اهل القران ، اوتروا ، فان الله وتر يحب
الوتر ) صححه الالباني في صحيح ابي داود .
ولهذا فينبغي المحافظه عليها حضرا وسفرا ، كما كان يفعل صلى الله عليه وسلم ،
فقد روى البخاري (1000) ومسلم (700) عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : (
كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في السفر على راحلته حيث توجهت به يومئ
ايماء صلاه الليل الا الفرائض ويوتر على راحلته ) .
قال ابن قدامه رحمه الله : ” الوتر غير واجب وبهذا قال مالك والشافعي .
وقال ابو حنيفه : هو واجب ” . ثم قال : ” قال احمد :
من ترك الوتر عمدا فهو رجل سوء ، ولا ينبغي ان تقبل له شهاده ،
واراد المبالغه في تاكيده لما قد ورد فيه من الاحاديث في الامر به ، والحث
عليه ” انتهى بتصرف من “المغني” (1/827) .
وسئل علماء اللجنه الدائمه : هل صلاه الوتر واجبه وهل الذي يصليها يوما ويتركها اليوم
الاخر يؤاخذ ؟
فاجابوا :
” صلاه الوتر سنه مؤكده ، ينبغي ان يحافظ المؤمن عليها ، ومن يصليها يوما
ويتركها يوما لا يؤاخذ ، لكن ينصح بالمحافظه على صلاه الوتر ثم يشرع له ان
يصلي بدلها من النهار ما فاته شفعا ؛ لان النبي صلى الله عليه وسلم كان
يفعل ذلك ، كما ثبت عن عائشه رضي الله عنها قالت : كان النبي صلى
الله عليه وسلم اذا شغله نوم او مرض عن صلاه الليل صلى من النهار ثنتي
عشره ركعه . خرجه مسلم في صحيحه ،
وكان صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل غالبا احدى عشره ركعه ، يسلم من
كل اثنتين ويوتر بواحده ، فاذا شغل عن ذلك بنوم او مرض صلى من النهار
اثنتي عشره ركعه ، كما ذكرت ذلك رضي الله عنها ، وعلى هذا اذا كانت
عاده المؤمن في الليل خمس ركعات فنام عنها او شغل عنها بشيء شرع له ان
يصلي من النهار ست ركعات يسلم من كل اثنتين ، وهكذا اذا كانت عادته ثلاثا
صلى اربعا بتسليمتين ، واذا كانت عادته سبعا صلى ثمان يسلم من كل اثنتين ”
انتهى .