عبد الحميد كشك ويكيبيديا
عبد الحميد كشك (1933م – 1996م). عالم وداعيه اسلامي مصري، كفيف، يلقب بفارس المنابر ومحامي
الحركه الاسلامية[1]، ويعد من اشهر خطباء القرن العشرين في العالم العربي والاسلامي. له اكثر من
2000 خطبه مسجلة. خطب مده اربعين سنه دون ان يخطئ مره واحده في اللغه العربية
حياته وعلمه
ولد عبد الحميد بن عبد العزيز كشك في شبراخيت بمحافظه البحيره يوم الجمعه 13 ذو
القعده 1351 ه الموافق ل 10 مارس 1933م، وحفظ القران وهو دون العاشره من عمره،
ثم التحق بالمعهد الديني بالاسكندرية، وفي السنه الثانيه ثانوي حصل على تقدير 100%. وكذلك في
الشهاده الثانويه الازهريه وكان ترتيبه الاول على الجمهورية، ثم التحق بكليه اصول الدين بجامعه الازهر.
وكان الاول على الكليه طوال سنوات الدراسة، وكان اثناء الدراسه الجامعيه يقوم مقام الاساتذه بشرح
المواد الدراسيه في محاضرات عامه للطلاب بتكليف من اساتذته الذين كان الكثير منهم يعرض مادته
العلميه عليه قبل شرحها للطلاب، خاصه علوم النحو والصرف.
عين عبد الحميد كشك معيدا بكليه اصول الدين بجامعه الازهر بالقاهره عام 1957م، ولكنه لم
يقم الا باعطاء محاضره واحده للطلاب بعدها رغب عن مهنه التدريس في الجامعة، حيث كانت
روحه معلقه بالمنابر التي كان يرتقيها منذ الثانيه عشره من عمره، ولا ينسى تلك الخطبه
التي ارتقى فيها منبر المسجد في قريته في هذه السن الصغيره عندما تغيب خطيب المسجد،
وكيف كان شجاعا فوق مستوى عمره الصغير، وكيف طالب بالمساواه والتراحم بين الناس، بل وكيف
طالب بالدواء والكساء لابناء القرية، الامر الذي اثار انتباه الناس اليه والتفاهم حوله.
بعد تخرجه من كليه اصول الدين، حصل على اجازه التدريس بامتياز، ومثل الازهر الشريف في
عيد العلم عام 1961م، ثم عمل اماما وخطيبا بمسجد الطحان بمنطقه الشرابيه بالقاهرة. ثم انتقل
الى مسجد منوفي بالشرابيه ايضا، وفي عام 1962م تولى الامامه والخطابه بمسجد عين الحياة، بشارع
مصر والسودان بمنطقه حدائق القبه بالقاهرة. ذلك المسجد الذي ظل يخطب فيه قرابه عشرين عاما.
سجنه
اعتقل عام 1965م وظل بالمعتقل لمده عامين ونصف، تنقل خلالها بين معتقلات طره وابو زعبل
والقلعه والسجن الحربي. تعرض للتعذيب رغم انه كان كفيفا لا يبصر منذ صغره، ورغم ذلك
احتفظ بوظيفته اماما لمسجد عين الحياة.
في عام 1972 بدا يكثف خطبه وكان يحضر الصلاه معه حشود هائله من المصلين.[بحاجه لمصدر]
ومنذ عام 1976 بدا الاصطدام بالسلطه وخاصه بعد معاهده كامب ديفيد حيث اتهم الحكومه بالخيانه
للاسلام واخذ يستعرض صور الفساد في مصر من الناحيه الاجتماعيه والفنيه والحياه العامة. وقد القى
القبض عليه في عام 1981 مع عدد من المعارضين السياسيين ضمن قرارات سبتمبر الشهيره للرئيس
المصري محمد انور السادات، بعد هجوم السادات عليه في خطاب 5 سبتمبر 1981. وقد افرج
عنه عام 1982 ولم يعد الى مسجده الذي منع منه كما منع من الخطابه او
القاء الدروس. لقي كشك خلال هذه الاعتقالات عذابا رهيبا ترك اثاره على كل جسده رغم
اعاقته.[3]
في رحاب التفسير
ترك عبد الحميد كشك 108 كتب تناول فيها كافه مناهج العمل والتربيه الاسلامية، وصفت كتاباته
من قبل علماء معاصرين بكونها مبسطه لمفاهيم الاسلام، ومراعيه لاحتياجات الناس[4].وكان له كتاب من عشره
مجلدات سماه “في رحاب التفسير” الفه بعد منعه من الخطابه وقام فيه بتفسير القران الكريم
كاملا، وهو تفسير يعرض للجوانب الدعويه في القران الكريم.
كان عبد الحميد كشك مبصرا الى ان بلغ سنه الثالثه عشره ففقد احدى عينيه، وفي
سن السابعه عشرة، فقد العين الاخرى، وكان كثيرا ما يقول عن نفسه، كما كان يقول
ابن عباس:
ان ياخذ الله من عيني نورهما ففي فؤادي وعقلي عنهما نور
وفاته
قبل وفاته وكان يوم جمعه وقبل ان يتنفل قص على زوجته واولاده رؤيا وهي رؤيه
النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعمر بن الخطاب بالمنام حيث راى في منامه رسول
الله صلى الله عليه وسلم الذي قال له: “سلم على عمر”، فسلم عليه، ثم وقع
على الارض ميتا فغسله رسول الله صلى الله عليه وسلم بيديه. فقالت له زوجته: –
وهي التي قصت هذه الرؤيا – علمتنا حديث النبي انه من راى رؤيا يكرهها فلا
يقصصها. فقال الشيخ كشك: ومن قال لك انني اكره هذه الرؤيا والله انني لارجو ان
يكون الامر كما كان. ثم ذهب وتوضا في بيته لصلاه الجمعه وكعادته، بدا يتنفل بركعات
قبل الذهاب الى المسجد، فدخل الصلاه وصلى ركعة، وفي الركعه الثانية، سجد السجده الاولى ورفع
منها ثم سجد السجده الثانيه وفيها توفي. وكان ذلك يوم الجمعه 25 رجب 1417 ه
الموافق ل 6 ديسمبر 1996م. وكان يدعو الله من قبل ان يتوفاه ساجدا فكان له
ما اراد