الحمدلله رب العالمين والصلاه والسلام على المبعوث الامين وعلى اله وصحبه اجمعين
وبركاته
فلقد نظرت الى هذه الامه الاسلاميه المباركه فرايت ان هناك انفاق وخيرا كثيرا .. والله
الحمد والمنه .. فثمه صور مشرقه لاهل الاسلام , لانفاق المنفقين واحسان المحسنين … في
الماضي والحضر … الا ان السابقين الاولين كان لهم قصب السبق في حين ان هناك
من تجار المسلمين من بخل ( ومن يبخل فانما يبخل عن نفسه والله الغني وانتم
الفقراء ) نعم لقد بخلو على انفسهم , الا ترون ديار المسلمين كم فيها من
التجار وكم من شركه ومؤسسه ومصرف , اموال تدور حتى اصبحت دوله بين الاغنياء ,
في حين حرموها الفقراء , ( فوا اسفاه كيف بخلت انفس هؤلاء ) وما علموا
ان الذي دعاهم الى الانفاق هو الذي رزقهم هذه الاموال , وهو القادر على انفقارهم
, كما انه قادر على اغناء الفقرائهم …. ( افلا معتبر بمن خسر امواله عندما
خالط الحرام ) ( افلا معتبر بمن فقد تجارته لما منع زكاه ماله ). وخالف
امر ربه , غير مبال باكل الحرام , ( افلا مدكر بمن خسر نفسه وضيع
ماله ) لما لم يراع حق الله تعالى في ماله .
عندما رايت هذه الاموال الطائله مع كثره الفقراء والمساكين , فاسر في بحبوحه من العيش
, ووفر من الرزق , واسر تفترش الارض وتلتحف السماء , ومن راى عرف ,
فليس ذلك ضرب من المبالغه او الخيال , كلا بل هو عين الواقع بينما اناس
غصو في الاسراف والتبذير في رغباتهم وشهواتهم , عندما رايت ذلك احببت ان اضع بين
يدي المسلمين اسطرا ملخصه يسيره لاولئك الافذاذ الذين باعوا الفاني بالباقي , وقدموا ارباحهم عند
ربهم , وتاملوا بثاقب بصر وبصير قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ايكم
مال وارثه احب اليه من ماله قالوا يارسول الله : ما منا احد احب اليه
من مال وارثه , قال : فان مالك ما قدمت ومال وارك ما اخرت )
.
لقد علموا حقيقه وصدقوا يقينا ان مال وارثهم ما اخروا فقدموا لانفسهم , هنيئا لهم
, لقد اشتروا جنه عرضها السموات والارض بدنيا فانيه , فمنهم من بذله للجهاد في
سبيل الله , ومنهم من حبسه في اهله وذويه وفقراء المسلمين , ومنهم من انفقه
على الفقراء والمساكين , ابتغاء الفضل من الله رب العالمين .
وانني لاهدي هذه الكلمات الى تجارنا ذوي الدثور على الله تعالى ان ينفعني واياهم بها
انه سميع قريب .
اخي القارئ الكريم :
لعلك في شوق ان تقرا في سيرهم وتستقي من معين اعمالهم , وتسال ربك العون
على شيطانك نفسك ىلامره بالسوء المانعه من الخير لتلحق بركبهم , ولذلك اثرت الا اطيل
عليك ابدا والا استاثر بالحديث سدا , بل اتركك تقرا بعينك وتتامل بقلبك وتنفق بيدك
, وانت ترى ذلك الجود الفياض, وتتذكر قوله صلى الله عليه وسلم ( نعم المال
الصالح في يد العبد الصالح )
( ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون )
1 – ( بشرى بالخلف )
لقد وعد الله عباده المنفقين بالخلف , ووعد الله حق ومن اصدق من الله قيلا
قال تعالى (( قل ان ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له وما
انفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين )) فما اجمل هذا الوعد وما اجمل
قلوب المنفقين يبادرون لله ببذل اموالهم في سبيل الله فمن روعه ايمانهم وصدق لهجتهم انهم
لايتوانون في خير راوه وهكذا كان الصحابه حتى سماهم الله تعالى (( والسابقون الاولون من
المهاجرين والانصار )) فهم للسائلين والمحرومين , ويبحثون عمن لا يسال الناس الحافا ويمقتون ان
يبخلوا على انفسهم (( ومن يبخل فانما يبخل عن نفسه )) .
اعاذل ليس البخل مني سجيه ….. ولكن رايت الفقر شر سبيل
لموت الفتى خير من البخل للفتى ….. وللبخل خير من سؤال بخيل
لعمرك ماشئ لوجهك قيمه ….. فلا تلق مخلوق لوجه ذليل
ولا تسالن من كان يسال مره ….. فللموت خير من سؤال سؤول
وخذ هذه الرسله من ابن مسعود رضي الله عنه موقوفا ومرفوعا الى النبي صلى الله
عليه وسلم (( يحشر الناس يوم القيمه اعرى ما كانوا قط , واجوع ما كانوا
قط , واظما ما كانوا قط , وانصب ما كانوا قط , فمن كسى لله
عز وجل كساه الله , ومن اطعم لله عز و جل اطعمه الله عز وجل
, ومن سقى لله عز وجل سقاه الله عز وجل , ومن عمل لله اغناه
الله ومن عفا لله عفاه الله عز وجل )) [ رواه ابن ابي الدنيا في
كتاب اصطناع المعروف … وذكره الغزالي عن عبيد بن عمير … انظر الاحياء ( 1/237
) ] .