شرح حديث افرايت الحمو , حدييث مهم جدا يجب فهمه
الحمد لله والصلاه والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه، اما بعد:
ففي الصحيحين وغيرهما عن عقبه بن عامر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
اياكم والدخول على النساء. فقال رجل من الانصار يا رسول الله افرايت الحمو؟ قال: الحمو
الموت.
وذهب بعض اهل العلم الى ان الحمو يطلق على قريب الزوج والزوجه معا.
ففي عون المعبود شرح سنن ابى داود: قال ابن فارس: الحما ابو الزوج وابو امراه
الرجل، وقال في المحكم ايضا: وحما الرجل ابو زوجته او اخوها او عمها، فحصل من
هذا ان الحما يكون من الجانبين كالصهر وهكذا نقله الخليل كذا في المصباح. انتهى
قال النووي في شرحه لصحيح مسلم: اتفق اهل اللغه على ان الاحماء اقارب زوج المراه
كابيه، وعمه، واخيه، وابن اخيه، وابن عمه ونحوهم ، والاختان اقارب زوجه الرجل، والاصهار يقع
على النوعين. واما قوله صلى الله عليه وسلم: الحمو الموت. فمعناه ان الخوف منه اكثر
من غيره، والشر يتوقع منه والفتنه اكثر لتمكنه من الوصول الى المراه والخلوه من غير
ان ينكر عليه بخلاف الاجنبي،
والمراد بالحمو هنا اقارب الزوج غير ابائه وابنائه، فاما الاباء والابناء فمحارم لزوجته تجوز لهم
الخلوه بها ولا يوصفون بالموت، وانما المراد الاخ وابن الاخ، والعم وابنه ونحوهم ممن ليس
بمحرم وعاده الناس المساهله فيه ويخلو بامراه اخيه فهذا هو الموت وهو اولى بالمنع من
الاجنبي لما ذكرناه، فهذا الذى ذكرته هو صواب معنى الحديث. انتهى.
ولا ريب ان قريبات الزوجه ايضا فتنه للزوج فيجب الابتعاد عن التساهل في الخلوه بهن،
او نظر ما يحرم نظره لان النساء اعظم فتنه على الرجال كما قال صلى الله
عليه وسلم: ما تركت بعدي فتنه اضر على الرجال من النساء. متفق عليه واللفظ للبخاري.