ربما يود الذين كفروا
القول فتاويل قوله تعالى : ( قد يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ( 2 ) )
اختلفت القراء فقراءة قوله ( قد ) فقرات هذا عامة قراء اهل المدينة و بعض الكوفيين ( قد ) بتخفيف الباء ،
وقراتة عامة قراء الكوفة و البصرة بتشديدها .
والصواب من القول فذلك عندنا ان يقال : انهما قراءتان مشهورتان ،
ولغتان معروفتان بمعني واحد ،
قد قرا بكل واحدة منهما ائمة من القراء ،
فبايتهما قرا القارئ فهو مصيب .
فقال بعض نحويى البصرة : ادخل مع رب “ما” ليتكلم بالفعل بعدين ،
وان شئت جعلت “ما” بمنزلة شيء ،
فكانك قلت : رب شيء ،
يود : اي رب و د يودة الذين كفروا .
وقد انكر هذا من قوله بعض نحويى الكوفة ،
وقال : المصدر لا يحتاج الى عائد ،
والود ربما و قع على “لو” ،
ربما يودون لو كانوا : ان يكونوا ،
قال : و اذا اضمر الهاء ف“لو” فليس بمفعول ،
وهو موضع المفعول ،
ولا ينبغى ان يترجم المصدر بشيء ،
وقد ترجمة بشيء ،
ثم جعلة و دا ،
ثم اعاد عليه عائدا .
فكان الكسائى و الفراء يقولان : لا تكاد العرب توقع “رب” على مستقبل ،
وانما يوقعونها على الماضى من الفعل كقولهم : قد فعلت هكذا ،
وربما جاءنى اخوك ،
قالا و جاء فالقران مع المستقبل : قد يود ،
وانما جاز هذا لان ما كان فالقران من و عد و وعيد و ما به ،
فهو حق كانة عيان ،
فجري الكلام فيما لم يكن بعد مجراة فيما كان ،
كما قيل ( و لو تري اذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربهم ) و قوله ( و لو تري اذ فزعوا فلا فوت ) كانة ما ض و هو منتظر لصدقة فالمعني ،
وانة لا مكذب له ،
وان القائل لا يقول اذا نهي او امر فعصاة المامور يقول : اما و الله لرب ندامة لك تذكر قولى بها لعلمة بانه سيندم ،
والله و وعدة اصدق من قول المخلوقين .
وقد يجوز ان يصحب بما الدائم و ان كان فلفظ يفعل ،
يقال : قد يموت الرجل فلا يوجد له كفن ،
وان اوليت الاسماء كان معها ضمير كان ،
كما قال ابو داود :
ربما الجامل المؤبل فيهم و عناجيج بينهن المهار [ ص: 61 ] فتاويل الكلام : قد يود الذين كفروا بالله فجحدوا و حدانيتة لو كانوا فدار الدنيا مسلمين .
كما حدثنا على بن سعيد بن مسروق الكندى ،
قال : ثنا خالد بن نافع الاشعري ،
عن سعيد بن ابي بردة ،
عن ابي بردة ،
عن ابي موسي ،
قال : بلغنا انه اذا كان يوم القيامة ،
واجتمع اهل النار فالنار و معهم من شاء الله من اهل القبلة ،
قال الكفار لمن فالنار من اهل القبلة : الستم مسلمين؟
قالوا : بلي ،
قالوا : فما اغني عنكم اسلامكم و ربما صرتم معنا فالنار؟
قالوا : كانت لنا ذنوب فاخذنا فيها ،
فسمع الله ما قالوا ،
فامر بكل من كان من اهل القبلة فالنار فاخرجوا ،
فقال من فالنار من الكفار : يا ليتنا كنا مسلمين ،
ثم قرا رسول الله صلى الله عليه و سلم ( الر تلك ايات الكتاب و قران مبين قد يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) .
حدثنا الحسن بن محمد ،
قال : ثنا عمرو بن الهيثم ابو قطن القطعى ،
وروح القيسى ،
وعفان بن مسلم و اللفظ لابي قطن قالوا : ثنا القاسم بن الفضل بن عبدالله بن ابي جروة ،
قال : كان ابن عباس و انس بن ما لك يتاولان هذي الاية ( قد يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) قالا هذا يوم يجمع الله اهل الخطايا من المسلمين و المشركين فالنار .
وقال عفان : حين يحبس اهل الخطايا من المسلمين و المشركين ،
فيقول المشركون : ما اغني عنكم ما كنتم تعبدون ،
زاد ابو قطن : ربما جمعنا و اياكم ،
وقال ابو قطن و عفان : فيغضب الله لهم بفضل رحمتة ،
ولم يقلة روح بن عبادة ،
وقالوا جميعا : فيخرجهم الله ،
وذلك حين يقول الله ( قد يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) .
حدثنا الحسن ،
قال : ثنا عفان ،
قال : ثنا ابو عوانة ،
قال : ثنا عطاء بن السائب ،
عن مجاهد ،
عن ابن عباس ،
فى قوله ( قد يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) قال : يدخل الجنة و يرحم حتي يقول فاخر هذا : من كان [ ص: 62 ] مسلما فليدخل الجنة ،
قال : فذلك قوله ( قد يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) .
حدثنى المثني ،
قال : ثنا عبدالله بن صالح ،
قال : ثنى معاوية ،
عن على ،
عن ابن عباس ،
فى قوله ( قد يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) هذا يوم القيامة يتمني الذين كفروا لو كانوا موحدين .
حدثنا احمد بن اسحاق ،
قال : ثنا ابو احمد ،
قال : ثنا سفيان عن سلمة بن كهيل ،
عن ابي الزعراء ،
عن عبدالله ،
فى قوله ( قد يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) قال : ذلك فالجهنميين اذا راوهم يظهرون من النار .
حدثنى المثني ،
قال : اخبرنا مسلم بن ابراهيم ،
قال : ثنا القاسم ،
قال : ثنا ابن ابي فروة العبدى ان ابن عباس و انس بن ما لك كانا يتاولان هذي الاية ( قد يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) يتاولانها يوم يحبس الله اهل الخطايا من المسلمين مع المشركين فالنار ،
قال : فيقول لهم المشركون : ما اغني عنكم ما كنتم تعبدون فالدنيا ،
قال : فيغضب الله لهم بفضل رحمتة ،
فيخرجهم ،
فذلك حين يقول ( قد يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين )
حدثنا ابن حميد ،
قال : ثنا جرير ،
عن عطاء بن السائب ،
عن مجاهد ،
عن ابن عباس ،
قال : ما يزال الله يدخل الجنة ،
ويرحم و يشفع حتي يقول : من كان من المسلمين فليدخل الجنة ،
فذلك قوله ( قد يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) .
حدثنى يعقوب بن ابراهيم ،
قال : ثنا ابن عليه ،
عن هشام الدستوائى ،
قال : ثنا حماد ،
قال : سالت ابراهيم عن هذي الاية ( قد يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) قال : حدثت ان المشركين قالوا لمن دخل النار من المسلمين : ما اغني عنكم ما كنتم تعبدون ،
قال : فيغضب الله لهم ،
فيقول للملائكة و النبيين : اشفعوا ،
فيشفعون ،
فيخرجون من النار ،
حتي ان ابليس ليتطاول رجاء ان يظهر معهم ،
قال : فعند هذا يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين .
حدثنى المثني ،
قال : ثنا حجاج ،
قال : ثنا حماد ،
عن ابراهيم ،
انة قال فقول الله عز و جل : ( قد يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) قال : يقول [ ص: 63 ] من فالنار من المشركين للمسلمين : ما اغنت عنكم “لا الة الا الله” قال : فيغضب الله لهم ،
فيقول : من كان مسلما فليخرج من النار ،
قال : فعند هذا ( يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) .
حدثنا الحسن بن يحيي ،
قال : اخبرنا عبدالرزاق ،
قال : اخبرنا معمر ،
عن حماد ،
عن ابراهيم فقوله ( قد يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) قال : ان اهل النار يقولون : كنا اهل شرك و كفر ،
فما شان هؤلاء الموحدين ما اغني عنهم عبادتهم اياة ،
قال : فيخرج من النار من كان بها من المسلمين .
قال : فعند هذا ( يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) .
حدثنا الحسن بن يحيي ،
اخبرنا عبدالرزاق ،
قال : اخبرنا الثورى ،
عن حماد ،
عن ابراهيم ،
عن خصيف ،
عن مجاهد ،
قال : يقول اهل النار للموحدين : ما اغني عنكم ايمانكم؟
قال : فاذا قالوا هذا ،
قال : اخرجوا من كان فقلبة مثقال ذرة ،
فعند هذا ( يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) .
حدثنى المثني ،
قال : ثنا مسلم ،
قال : ثنا هشام ،
عن حماد ،
قال : سالت ابراهيم عن قول الله عز و جل ( قد يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) قال : الكفار يعيرون اهل التوحيد : ما اغني عنكم لا الة الا الله ،
فيغضب الله لهم ،
فيامر النبيين و الملائكة فيشفعون ،
فيخرج اهل التوحيد ،
حتي ان ابليس ليتطاول رجاء ان يظهر ،
فذلك قوله ( قد يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) .
حدثنا احمد ،
قال : ثنا ابو احمد ،
قال : ثنا عبدالسلام ،
عن خصيف ،
عن مجاهد ،
قال : ذلك فالجهنميين ،
اذا راوهم يظهرون من النار ( يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) .
حدثنى المثني ،
قال : ثنا الحجاج بن المنهال ،
قال : ثنا حماد ،
عن عطاء بن السائب ،
عن مجاهد ،
قال : اذا فرغ الله من القضاء بين خلقة ،
قال : من كان مسلما فليدخل الجنة ،
فعند هذا ( يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) .
حدثنى محمد بن عمرو ،
قال : ثنا ابو عاصم ،
قال : ثنا عيسي ،
وحدثنى الحارث ،
قال : ثنا الحسن قال : ثنا و رقاء ،
وحدثنى الحسن ،
قال : ثنا شبابة ،
[ ص: 64 ] قال : ثنا و رقاء ،
وحدثنى المثني ،
قال : ثنا ابو حذيفة ،
قال : ثنا شبل ،
عن ابن ابي نجيح ،
عن مجاهد ،
قوله ( قد يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) قال : يوم القيامة .
حدثنا القاسم ،
قال : ثنا الحسين ،
قال : ثنى حجاج ،
عن ابن جريج ،
عن مجاهد ،
مثلة .
حدثنا الحسن بن محمد ،
قال : ثنا عبدالوهاب بن عطاء ،
عن جويبر ،
عن الضحاك فقوله ( قد يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) قال : بها و جهان اثنان ،
يقولون : اذا حضر الكافر الموت و د لو كان مسلما .
ويقول اخرون : بل يعذب الله ناسا من اهل التوحيد فالنار بذنوبهم ،
فيعرفهم المشركون فيقولون : ما اغنت عنكم عبادة ربكم ،
وقد القاكم فالنار ،
فيغضب لهم فيخرجهم ،
فيقول ( قد يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) .
حدثنا ابن و كيع ،
قال : ثنا ابي ،
عن ابي جعفر ،
عن الربيع ،
عن ابي العالية ،
فى قوله ( قد يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) قال : نزلت فالذين يظهرون من النار .
حدثنا بشر ،
قال : ثنا يزيد ،
قال : ثنا سعيد ،
عن قتادة ،
قوله ( قد يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) و هذا و الله يوم القيامة ،
ودوا لو كانوا فالدنيا مسلمين .
حدثنا محمد بن عبدالاعلي ،
قال : ثنا محمد بن ثور ،
عن معمر ،
عن قتادة ( قد يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) .
حدثنا ابن حميد ،
قال : ثنا جرير ،
عن عطاء ،
عن مجاهد ،
عن ابن عباس ،
قال : ما يزال الله يدخل الجنة و يشفع حتي يقول : من كان من المسلمين فليدخل الجنة ،
فذلك حين يقول ( قد يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) .
- ما يود الذين كفروا من اهل الكتاب
- تفسير ربما يود الذين كفروا لو كانوا مومنين
- ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين
- عن من عز ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين
- يود الذين كفروا لو